إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: شيخ روحاني في السعوديه 00491634511222 (آخر رد :ابو جابر30)       :: شيخ روحاني في السعوديه 00491634511222 (آخر رد :ابو جابر30)       :: شيخ روحاني في الامارات 00491634511222 (آخر رد :ابو جابر30)       :: الشيخ ناصر طلسم للمحبة الجنونية 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: الشيخ ناصر جلب اي امراة بالنظر 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: الشيخ ناصر تهييج سريع ومحبة دائمة 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: الشيخ ناصر علامات سحر المحبة 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: الشيخ ناصر سحر جلب الحبيب 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: جلب الحبيب في ساعة بالفاتحة 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)       :: متى تظهر نتيجة سحر المحبة 004917637777797 (آخر رد :ابو جابر30)      

البحوث والتقارير البحوث المدرسية للمراحل الثانوية والأعدادية والأبتدائية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2007, 04:34 PM   رقم المشاركة : [ 26 ]
وش فآيدتهآ آلروح ؟ وآلقلب ميت

بيانات qayed
تـاريخ التسجيـل : Dec 2007
رقــم العضويـــة : 4
الـــــدولـــــــــــة : [ Alone in The liFe ]
المشاركـــــــات : 13,798 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 57737
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : qayed غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
رسالة MMS

افتراضي

(5) : الحـملة الصليبية الثالثة
هلك ( بلدوين الثاني ) ملك بيت المقدس الصليبي سنة 559هـ ، وتولى من بعده أخوه عموري الأول فامتد بصره إلى مصر غير أن نور الدين أجبره على الانصراف إذ هاجم حارم ، وهاجم إمارة طرابلس عام 558هـ .

وأرسل أسد الدين شيركوه الذي اصطحب معه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي ، واستطاع شيركوه أن يفوت على الصليبيين أطماعهم في مصر ، واستقر الأمر لشاور الوزير ، وترك شيركوه مصر تحت قيادته في ظل ضعف سيطرة الخليفة العباسي.

ثم ساءت سيرة شاور واستنجد الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين فأرسل له شيركوه وصلاح الدين مرة ثانية ، واشتبك مع الصليبيين قرب المنيا وانتصر عليهم ، ثم حاصر الصليبيون صلاح الدين في الإسكندرية ، ووقع الاتفاق مرة ثانية على أن يترك الطرفان مصر لشاور .

وفي المرة الثالثة اتجه عموري نحو مصر وهاجم ( بلبيس ) واحتلها ، ثم اتجه إلى القاهرة ، ووجه نور الدين جيشاً إلى مصر بقيادة شيركوه وصلاح الدين الأيوبي ، ففر عموري ودخل القائدان مصر ، وأصبح شيركوه وزير مصر ثم توفي من قريب فخلفه في الوزارة صلاح الدين ، الذي حقق انتصارات كبيرة على الصليبيين في معارك كثيرة .

وانتصـر في عام 575 هـ في ( مرجعيون ) ، وقام أسطـول المسلمين بمهاجمة مدينة عكا اضطـر ( بالدوين الرابع ) إلى عقد صـلح مع المسـلمين ، كما قام صـلاح الدين بالهـجـوم على ( انطرطوس ) الأمر الذي أرعب ( ريموند الثالث ) واضطر إلى عقد هدنة مع صلاح الدين.

انصرف صلاح الدين بعد هذه الهدنة إلى تعزيز أوضاعه الداخلية وتقوية جيوشه غير أن أرناط أمير حصن الكرك الصليبي استغل فرصة انشغال صلاح الدين لأمور بلاده فاتجه إلى تيماء راغباً في الوصول إلى المدينة المنورة ، واستولى في طريقه على قافلة للحجاج المسلمين ، وسلب الأموال وأسر الرجال ووصل إلى ساحل البحر الأحمر ، فأغضب بذلك صلاح الدين فذكر الصليبيين بالهدنة ، وطلب من ملك القدس الصليبي أن يأمر أرناط بالكف عن تعدياته فلم يستمع أرناط ، ولا حزم الأمر ( بالدوين الرابع ) ، وهذا ما حدا صلاح الدين أن يسير من مصر للهجوم على حصن (الكرك) في الأردن ، وأن يسير نائبه على دمشق ابن أخيه ( فرخشاه ) للهجوم على طبريا وعكا ، وقد استولى على الشقيف ، والتقى الجيشان المسلمان مع الصليبيين في معركة كان النصر فيها حليف المسلمين .

وصل صلاح الدين إلى دمشق ثم خرج منها عام 578 ، وأرسل ابن أخيه للهجوم على ( بيسان ) ، وسار هو بعده وهزما الصليبيين هزيمة منكرةً .


رأى صلاح الدين أن أهم أمر لديه هو أن يفصل الإمارات الصليبية بعضها عن بعض ، وحشد جنده من دمشق ومصر وحلب والجزيرة ، وسـار عام 579 إلى ( بيسان ) فاستولى عليها ، وحاصر ( الكرك) و( الشوبك ) ، وانتصر على الصليبيين قرب ( صفورية ) ، وتجمع الصليبيون هناك فسار هو إلى (طبريا ) واحتلها ، ثم عسكر قرب ( حطين ) ، وتقدم إليه النصارى وهم متعبون عطشى، فاستقبلهم المسلمون فعملوا فيها قتلاً وأسراً ، فكان ممن أسر الملك وأخوه وأرناط وأمير جبيل ، وقتل صلاح الدين أمير( الكرك ) بيده نتيجة ما اقترف ، وكانت معركة حطين العظيمة في 25 ربيع الآخر عام 583 ، وهي من أعظم الانتصارات ، ثم تقدمت الجيوش الاسلامية على (الناصرة ) و(قيسارية )و(حيفا) و(صفورية) و(يافا) و( الرملة ) و(غزة ) و(بيت جبرين ) ، وعرض على الصليبيين تسليم القدس فدخلها عنوة في 27 رجب سنة 583 ، ثم استولى على (عسقلان )و(عكا) ، واستسلمت (صرفند ) و(صيدا) و(بيروت ) و(جبيل ).

ولم يبق للصليبيين بعد هذه الانتصارات التي حققها صلاح الدين من إمارة بيت المقدس سوى (صور) فكانت مركزاً لتجمعهم ، ومن إمارة طرابلس سوى المدينة نفسها و(حصن الأكراد) و(انطرطوس) ، ومن إمارة إنطاكية سوى المدينة نفسها و(السويدية ) و(حصن المرقب) .

وكان لفتح صلاح الدين للقدس وللانتصارات الواسعة التي حققها أثر كبير في أوربا إذ أخذت الصيحات الصليبية تتعالى ، والنصارى يتنادون للسير إلى بيت المقدس لدعم إخوانهم ومهاجمة المسلمين ، ووجه البابا (غريغوري الثامن ) كتباً إلى ملوك فرنسا وألمانيا وإنكلترا يحثهم على حرب المسلمين ، واستجاب هؤلاء لهذا النداء وحشدوا جموعهم وتحركوا نحو ديار الإسلام فكانت الحملة الصليبية الثالثة عام 585 هـ .

سارت الحملة الصليبية الثالثة بإمرة ملك إنكلترا ( ريتشارد قلب الأسد )، وملك فرنسا (فيليب أغسطس) ، وإمبراطور ألمانيا (فريدريك بربروسا) .


وقد انطلق ملكا إنكلترا وفرنسا إلى جزيرة صقلية عن طريق البحر وقضيا فصل الشتاء ، وأما إمبراطور ألمانيا فسار وانطلق براً ماراً على القسطنطينية رغم خلافه مع الإمبراطور البيزنطي ( إسحاق الثاني ) كذلك عبر أراضي سلاجقة الروم في قونية ، ولقي ترحيباً من الأرمن في( كيليكيا ) غير أنه غرق وهو يعبر نهر سيحان في ( كيليكيا ) فتفرق جنده ، وأصاب المرض بعضهم ، وتابع ابنه الطريق بعد أن عوفي واتجه نحو عكا فألقى الحصار عليها عام 586هـ ، ثم وصل إلى عكا ملكا إنكلترا وفرنسا مع جندهما وقاومت مدينة عكا ، والتقى صلاح الدين الأيوبي مع الصليبين في عدة معارك غير أنه اضطر أن يغادر المنطقة بسبب الأوبئة التي انتشرت ، وضيق الصليبيون الحصار على عكا فاضطرت إلى الاستسلام بعد حصار دام عامين ، وبرز ريتشارد قلب الأسد بين الصليبيين لما عرف عنه من قسوة وسوء فقد قتل أسرى عكا جميعاً .

وعاد ملك فرنسا إلى بلاده ، وطمع ريتشارد في دخول القدس فاستولى على (حيفا) و(أرسوف) بعد أن انتصر في الثانية منهما على صلاح الدين بعد معركة حامية ، ثم اتجه نحو (اللد) و(الرملة) فوقف صلاح الدين في وجهه وأحكم الدفاع عن القدس حتى يئس ريتشارد من الوصول إلى هدفه ، وانتشرت الأمراض بين الصليبيين ، واضطربت الأمور في إنكلترا فاضطر ريتشارد إلى عقد صلح مع صلاح الدين عام 588هـ عرف باسم صلح الرملة ، وبذا تكون الحملة الصليبية الثالثة قد فشلت ولم تصل إلى هدفها .


التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 6/331، والغزو الصليبي والعالم الإسلامي 97



(6) : الحملة الصـليبية الرابعة
تعد هذه الحملة نتيجة مباشرة لوفاة صلاح الدين الأيوبي في شهر صفر سنة 589هـ ، فمنذ وفاته دعا البابا ( أنوسنت الثالث ) إلى حرب صليبية ضمن خطة وضعها للكنيسة على رأسها مشروع محو آثار حروب صلاح الدين في الشرق واغتصاب بيت المقدس من المسلمين .



فدعا في منتصف سنة 594هـ إلى حملة صليبية رابعة ، واستجاب له فيها عدد من الأمراء وتولى قيادتها عدد من البارونات الفرنسيين وغيرهم .

وبعد مداولات بين أمراء الحملة وقوادها رأوا أن يتجهوا بها إلى مهاجمة مصر أولاً ، ثم بيت المقدس بعد ذلك .

وبدأت الاستعدادات بالتعاون مع البندقية لتمدهم بالسفن ، واحتشد الصليبيون في البندقية في صيف 598هـ ،غير أن البنادقة اشترطوا على الصليبيين ثمناً لهذا التعاون أن يهاجموا مدينة( زارا ) ويستردوها من ملك هنغاريا ، واستجاب الصليبيون لذلك من غير موافق البابا وعلى الرغم من غضبه وإصداره قرار الحرمان ضد الحملة كلها ثم قصره على البنادقة أخيراً .

وبينما يستعد الصليبيون للاتجاه نحو مصر إذا بثورة تنشب في القسطنطينية تطيح بالإمبراطور إسحاق الثاني ، فيفر ابنه الكسيوس قائد الثورة إلى الغرب بعد فشل ثورته طالباً المساعدة من البابا ومن الصليبيين عارضاً في مقابل ذلك إخضاع الكنيسة الشرقية للبابوية ومساعدة الصليبيين في حملتهم ضد مصر .

وصادف ذلك هوى في نفس البابا ومصلحة لدى البنادقة ، وتشفياً من الصليبيين في الدولة البيزنطية ، فاتجهت جموع الصليبيين إلى القسطنطينية واستولت عليها عام 600 هـ ، وقاموا بتخريبها والعدوان على أهلها حتى تمنى بعض البيزنطيين أن لو كانت القسطنطينية قد وقعت في أيدي المسلمين ، وقد أحرق الصليبيون بعض الكنائس والجامع القديم الذي بني في عهد بني أمية وقاموا بسلب المدينة .

واستولت الكنيسة الكاثوليكية على الكنيسة الأرثوذكسية ورأسها أول كاثوليكي منذ إ نشائها .

ولقد كان من نتائج هذه الحمل أن فترت همة المحاربين في الحروب الصليبية الآتية لاستيقان الناس بأنها غارات بربرية وليست حروباً دينية .

كما عمقت هذه الحمل الخلاف بين مسيحيي الشرق ومسيحيي الغرب ، وجعلت الطريق البري إلى الشام أشد وعورة وأعظم خطراً .

كما أغرت كثيرين من فرسان الصليبيين في الشام إلى أن يتركوا الشام ومتاعبه ويتجهوا إلى قبرص أو البلقان ليهنئوا بحياة مستقرة .

وبالجملة فقد أضعفت الحملة الصليبية الرابعة مركز الصليبيين في الشرق الإسلامي وزعزعت مكانتهم .

لذلك قرر أحد مؤرخي الحروب الصليبية ( أن الحمل الصليبية الرابعة جاءت نذيراً بفشل الحركة الصليبية بأكملها .


(7) : الحملة الصـليبية الخامـسة
حاول الصليبيون في حصن الأكراد الاستيلاء على حمص عام 604 فاستنجد صاحبها أسد الدين شيركوه الثاني بصاحب حلب الملك الظاهر وقاوموا الصليبيين .


وفي عام 604 هاجم القراصنة الصليبيون في قبرص بعض السفن المصرية وأخذوا من فيها أسرى ، فسار الملك العادل الأيوبي نحو عكا ، وأجبر الصليبيين أن يردوا الأسرى المسلمين ، ثم سار الملك العادل إلى حمص لدعمها ، وأغار على حصن الأكراد وعلى طرابلس فاضطر صاحب طرابلس الصليبي بوهيمند الرابع إلى عقد صلح مع العادل .

كما عقد الملك حنا برين صلحاً مع الملك العادل لمدة ست سنوات ولكنه في الوقت نفسه كان يراسل البابا ويطلب منه الدعم والعمل لإرسال حملة صليبية جديدة تصل إلى بلاد الشام مع انتهاء الصلح الذي يمتد من 608-614 .

دعا البابا أنوسنت الثالث إلى تعبئة جيش صليبي جديد يتجه إلى بلاد الشام مباشرة ، وسارت الحملة بقيادة دوق النمسا ليوبولد ، وملك هنغاريا أندريه الثاني ، ثم لحق بهما ملك قبرص بهمايو ، ووصلت هذه الحملة الصليبية الخامسة إلى بلاد الشام عام 615 ، واجتمعت جموعها في عكا، وساروا فاستولوا على بيسان في الغور ، ووصلوا إلى بلدة نوى ، ولم يتفق ملك هنغاريا مع دوق النمسا لذا قرر العودة إلى بلاده .

وخرج حنا برين للهجوم على دمياط وجاءته جموع صليبية بإمرة مندوب البابا الكاردينال بلاغيوس وجموع من قبرص .

وتوفي الملك العادل وخلفه ابنه الكامل الذي جاءه دعم من أخيه المعظم صاحب دمشق ، ولكن بدأ في هذا الوقت الهجوم المغولي ، فعرض الكامل الصلح فلم يقبله الصليبيون الذي استولوا على دمياط ، وشعروا بنشوة الظفر فقرروا الهجوم على القاهرة ، لكنهم فشلوا بسبب الفيضانات التي حدثت بقطع المسلمين السدود فطلبوا الصلح وسلموا رهائن وهم صاغرون حتى يجلوا عن دمياط ، وتم الجلاء عام 618 ، وهكذا فشلت الحملة الصليبية الخامسة ولم تحقق شيئاً .


(8) : الحمـلة الصليبية السادسة
بعد فشل الحملة الصليبية الخامسة اضطربت أحوال الصليبيين في الشام ووقع بينهم من الخلاف ما زعزع مكانتهم وما جعل بعضهم يتجه إلى أوروبا والبابا من جديد طالبين حملة صليبية تعزز وجودهم في الشام .


وقد كان نزاع حاد قد نشأ بين البابوية والإمبراطورية في غرب أوروبا ، وقد استمر هذا النزاع قرنين من الزمان على وجه التقريب ، وكان سببه التنافس بين السلطتين الدينية والعلمانية في أوروبا .

ومن أجل هذا الصراع بين الكنيسة والسلطة العلمانية لم تحدث استجابة لطلب الصليبيين في الشام بعد فشل الحملة الخامسة على مصر .
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 تصاميم إسلامية / تصاميم رمضانية
0 " موضوع مميز " مايحتاج إليه كل مسلم في حياته اليومية من الأدعيه والأذكار
0 من هنا .. تكريمات الاعضاء
0 استخدام خاصية الأوسمة
0 إلى جميع المشرفين

 
قديم 12-31-2007, 04:35 PM   رقم المشاركة : [ 27 ]
وش فآيدتهآ آلروح ؟ وآلقلب ميت

بيانات qayed
تـاريخ التسجيـل : Dec 2007
رقــم العضويـــة : 4
الـــــدولـــــــــــة : [ Alone in The liFe ]
المشاركـــــــات : 13,798 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 57737
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : qayed غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
رسالة MMS

افتراضي

تابع الحروب الصليبيه

فإذا أضفنا إلى تلك الأحداث أحداثاُ أخرى جرت للمسلمين وبالتحديد لأبناء العادل : الكامل والمعظم والأشرف أبناء أخي صلاح الدين وما وقع بينهم من خلاف حاد أوشك على التحارب والتقاتل ، بل دخلت فيه فعلاً حرب مرئية وأخرى غير مرئية .

بالإضافة إلى خطر خارجي أخذ يهدد الدولة الأيوبية من الخوارزميين الذين شتتهم جنكيز خان ، فتجمعوا في أصفهان وأخذوا يهددون الشام والعراق ، كل ذلك جعل الملك الكامل يستعين بالإمبراطور فردريك الثاني إمبراطور ألمانيا للتغلب على متاعبه الداخلية مع أخويه ، والخارجية مع الخوارزميين في مقابل أن يتنازل له عن بيت المقدس وكل ما حققه صلاح الدين من انتصار في حطين .

وقبل فردريك الثاني هذا العرض وتجهز وأعد جيشاً لمساندة الملك الكامل ضد الخطرين اللذين يهددانه .

وفي ذات الوقت أخذ البابا هنريوس الثالث يلح على الإمبراطور فردريك الثاني ليعد حملة صليبية للشرق تستعيد هيبة الصليبيين والكنيسة هناك .

ولما مات البابا هنريوس الثالث خلفه جريجوري التاسع وأخذ يلح كذلك من أجل أن يقوم الإمبراطور بهذه الحملة ، فأبحر الإمبراطور من برنديزي جنوب إيطاليا قاصداً بلاد الشام ، ولكنه عاد مدعياً المرض ، فاعتبر البابا هذه العودة نكوصاً فأصدر ضده قرار الحرمان فخشي الإمبراطور غضبة البابا فخرج قاصداً عكا ، وكان جزء كبير من جيشه قد سبقه إلى بلاد الشام .

وكان فردريك لا يحب أن يدخل في حرب مع المسلمين لأسباب كثيرة ربما كان منها عناده للبابا وكراهيته للكنيسة ، وربما كان منها حبه للمسلمين والإسلام بحكم نشأته في صقلية المسلمة .

وكانت حملة فردريك هي الحملة الصليبية الملعونة من الكنيسة ، وأخيراً وصل رجال الإمبراطور إلى عكا في 625هـ بينما تخلف الإمبراطور في قبرص ، فخابت آمال الكنيسة والصليبيين والملك الكامل في حملة فردريك ، وعندما وصل فردريك إلى عكا في أخريات عام 625هـ بهدف الحصول على بيت المقدس من الملك الكامل مقابل حمايته من أخيه المعظم وجد المعظم قد مات والكامل قد أمن من الشر ، وأصبح فردريك في حرج من أمره ، وكذلك الملك الكامل ، فالكامل لا يود أن يحارب الصليبيين في هذه الظروف القلقة داخلياً وفردريك ما خرج ولا استعد لحرب المسلمين وإنما لحماية الكامل في مقابل بيت المقدس دون حرب ، ولو فكر في الحرب فلن يستجيب الصليبيون له وهو محروم من الكنيسة ، فلم يجد أمامه إلا أن يفاوض ويستعطف ليأخذ بيت المقدس فيعزز مكانته في أوروبا كلها ، وبلغ من استعطافه أن كتب للسلطان الكامل : ( أنا مملوكك وعتيقك ، وليس لي عما تأمره خروج ، وأنت تعلم أني أكبر ملوك البحر ، وقد علم البابا والملوك باهتمامي وطلوعي ، فإن رجعت خايباً انكسرت حرمتي بينهم ، وهذا القدس فهي أهل اعتقادهم وضجرهم ، والمسلمون قد أخربوها فليس لها دخل طائل ، فإن رأى السلطان أن ينعم علي بقبضة البلد والزيارة فيكون صدقة منه ، ويرتفع رأسي بين ملوك البحر ) .

ومن عجب أن وافق الكامل وأجاب فردريك إلى ما طلب وعقد معه اتفاق يافا سنة 626هـ وفيها هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنين ، ويأخذ فردريك بيت المقدس ، ولكن لا يجدد سور القدس ، وتكون قرى القدس للمسلمين لاحكم فيها للفرنج ، وأن يكون الحرم كله بأيدي المسلمين وليس للفرنج إلا الزيارة .
وبدموع فردريك واستعطافه حقق ما عجز عنه ملوك الفرنج وأمراء الصليبيين منذ انتزع صلاح الدين القدس منهم .

وقد كان لذلك أسوأ الأثر في نفوس المسلمين حتى إنهم أقاموا المآتم وقالوا المراثي في القدس ، وذهب فردريك إلى بيت المقدس وتوج نفسه لأن الكنيسة رفضت أن تتوجه ، وعندما زار فردريك المسجد الأقصى علم أن السلطان الكامل أمر المؤذنين بعدم إقامة الأذان طيلة وجود الإمبراطور في المدينة فاستاء فردريك لذلك وقال للقاضي شمس الدين : ( أخطأت فيما فعلت ، والله إن أكبر غرضي في البيت المقدس أن أسمع أذان المسلمين وتسبيحهم في الليل ) .


ثم إن فردريك رأى قسيسا ًبيده الإنجيل يهم بدخول المسجد الأقصى من الفرنج فزجره الإمبراطور وطرده ، وهدد كل من يدخل المسجد الأقصى من الفرنج بغير إذن وقال : ( إنما نحن مماليك هذا السلطان الملك الكامل وعبيده ، وقد تصدق علينا وعليكم بهذه الكنائس على سبيل الإنعام منه ، فلا يتعدى أحد منكم طوره ) .

ثم ذهب فردريك إلى يافا ثم غادرها إلى عكا تاركاً بيت المقدس ، وكانت عكا تعيش صراعاً بين الصليبيين الذين فيها ، وحاول فردريك أن يبرر أعماله أمام رجال الدين ولكنه عورض .


وكان البابا قد أمر جيوشه بالاعتداء على أراضي فردريك وممتلكاته في إيطاليا وساعده في ذلك حموه حنا برين ، فوجد أن مصالحه تقتضي أن يغادر عكا ويتجه إلى مملكته ، فرجع إلى لإيطاليا .

وهكذا انتهت الحملة الصليبية السادسة وقد أخذت بيت المقدس هدية من الملك الكامل الذي ضيع جهد عمه صلاح الدين في الاستيلاء عليه .



(9) : الحمـلة الصليبية السابعة
منذ عقد الملك الكامل صلح يافا مع فردريك الثاني إمبراطور ألمانيا ، وشؤون البيت الأيوبي في اضطراب .

وقد أحس الصليبيون بذلك ، بخاصة الاسبتارية فأغاروا على منطقة بعرين سنة 627هـ ونهبوا البلاد وقتلوا وأسروا وسبوا .



وكان الملك المظفر صاحب حماة غير مستعد للدخول معهم في حرب فقبل أن يدفع لهم مبلغاً من المال ، ولما لم يستطع الوفاء بما وعد تجمع الاسبتارية والداوية في قوة كبيرة ، وهاجموا الملك المظفر ، فاشتبك مهم في معركة عند أفيون بين بعرين وحماة وأنزل بهم هزيمة منكرة سنة 628هـ وساق أمامه الأسرى .

وفي سنة 630هـ رغب الاسبتارية في الحصول على أموال فرضوها على المظفر فاستعانوا بجميع قوى الفرنجة مثل الداوية وإمارة أنطاكية وطرابلس ومملكة بيت المقدس وصليبي قبرص ، ثم زحفوا على حصن بعرين ليلاً ، فاحتلوا البلد واستعصت عليهم القلعة وعادوا بأسلاب وأموال كثيرة دون أن يصطدموا في حرب مع المسلمين .

وقد كان الأيوبيون في ذلك الوقت مشغولين بمناوأة علاء الدين كيقباد سلطان سلاجقة الروم الذي استولى عل خلاط .

وفي هذه الفترة كان الداوية يحتلون حصن بغراس بينما كان الأيوبيون يسيطرون على حصن ردبساك وبين الحصن مسافة قصيرة ، مما كان يجدد الاشتباكات بين الطرفين ، ويولد الرغبة عند كل طرف في الاستيلاء على حصن الطرف الآخر .

فأغار الداوية على حصن دربساك سنة 634هـ ولكن المسلمين قاوموهم ووصلت للمسلمين قوة من حلب فاستطاعوا التغـلب عل الداوية وقتلوا معظمهم وأسروا عدداً منهم .

ودارت بين الأيوبيين أنفسهم معارك عديدة تغلبوا بعدها - إلى حد ما - على انقساماتهم الداخلية ، وحاربوا علاء الدين ثم حالفوه ، وحاربوا الخوارزمية ومعهم حليفهم علاء الدين حتى قضوا عليهم وأجلوهم عن خلاط ، ثم حاربوا علاء الدين ثانياً .

ثم توفي الملك الكامل سنة 635 هـ بعد قضائه على مؤامرة من إخوته تستهدف القضاء عليه وخلفه في حكم مصر ابنه الصالح أيوب ، وطمع الصليبيون في خلافات الأيوبيين فدعت البابوية إلى حرب صليبية فاستجاب لها عدد من أمراء فرنسا وأعدت حملة بقيادة ( ثيبوب الرابع ) وصلت إلى عكا ، وكان الناصر داود صاحب الأردن قد استطاع أن يستولي على بيت المقدس من الصليبيين لأنهم نقضوا الهدنة وحصنوها ، وعندئذ فكر قواد الحملة الصليبية الفرنسية في مهاجمة بيت المقدس أو دمشق أو مصر أو عسقلان ، واختلفوا ثم هاجموا عسقلان ، واستولوا في طريقهم إليها على قافلة من المسلمين ، واتجهوا صوب غزة لملاقاة جيوش سيرها ضدهم العادل الثاني ، فلقوا هناك هزيمة منكرة وعادت فلولهم خائبة إلى عكا .

ولكن الصالح إسماعيل تصاحب دمشق تحالف مع الصليبيين ضد بقية أمراء بني أيوب ، وفي مقابل ذلك سلمهم القدس وعسقلان وطبرية ، وذلك في إثر عزل العادل الثاني وتولية الصالح أيوب أمور مصر في 637 هـ ، وثار الناس بقيادة العز بن عبد السلام على الصالح إسماعيل وانحازوا مع المصريين ضد الصليبيين وهزموهم هزيمة منكرة .

وعادت الحملة الفرنسية إلى بلادها بعد أن عقدت هدنة مع الصالح أيوب ، وما إن عادت حتى جاءت حملة إنجليزية إلى عكا بقيادة ( ريتشارد كورنوول ) أخو ملك إنجلترا ، واتجه إلى تحصين عسقلان ، وكان هدفها تثبيت عمل ( ثيبوب ) وإتمامه ، ثم قفل راجعاً إلى بلاده .

وفي سنة 642هـ استعان الصالح أيوب بالخوارزمية ضد أقربائه الذي تحالفوا مع الصليبيين لغزو مصر ، فاندفع الخوارزمية نحو الشام واستولوا على قرى كثيرة ، واتجهوا نحو الجليل واستولوا على طبرية ونابلس ، ثم استولوا على بيت المقدس في صفر سنة 642هـ ، وقضوا على كل معالم النصرانية فيها وطردوا منها الصليبيين إلى غير رجعة .

واستطاع الخوارزمية مشتركين مع المصريين بقيادة ركن الدين بيبرس أن يهاجموا الصليبيين ومن حالفهم من منافقي المسلمين في غزة سنة 642هـ ، وأن يوقعوا بهم هزيمة نكراء كانت أعظم كارثة حلت بالصليبيين بعد حطين حتى سماها بعض المؤرخين ( حطين الثانية ) .

وفي سنة 645هـ استطاعت جيوش الصالح أيوب أن تستولي على قلعة طبرية من الصليبيين ، وفي نفس العام على عسقلان ، وأصبح الصالح أيوب يسيطر على مصر والشام وبيت المقدس ، وفيه جاء ملوك البيت الأموي لتقديم الولاء والطاعة .

وحاول بطريق القدس أن يستقدم حملة صليبية بإلحاحه المستمر غير أنه لم يوفق بسبب الخلافات التي بين الأوروبيين أنفسهم .

كان لويس التاسع ملك فرنسا مريضا ًآنذاك ، فنذر إن شفي أن يشن حملة على المسلمين ، فلما شفي أخذ يستعد طيلة ثلاث سنوات ، ثم أبحر قاصداً الشرق ومعه زوجه وأخواه : روبرت وشارل عام 646هـ، وكن هدف هذه الحملة توسيع النفوذ الفرنسي ، واتجهت نحو مصر ، وتوقفت في قبرص لتجمع الجنود والإمدادات والسفارات مع المغول ونصارى المنطقة .



ثم تحركت الجيوش إلى دمياط ، وكتب لويس إلى الصالح أيوب : ( إن مسلمي الأندلس يحملون إلينا الهدايا ، ونحن نسوقهم سوق البقر ، ونقتل الرجال ، ونرمل النساء ، ونستأسر البنات والصبيان ، فلو حلفت لي بكل الأيمان ودخلت على القسوس والرهبان ، وحملت قدامي الشمع طاعة للصلبان ما ردني ذلك عن الوصول إليك ) ، فرد عليه : ( فلو رأت عيناك أيها المغرور حد سيوفنا ، وعظم حروبنا ، وفتحنا منكم الحصون والسواحل ، وإخراجنا منكم الديار الأواخر والأوائل ، لكان منك أن تعض على أناملك للندم ) .
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 تصاميم إسلامية / تصاميم رمضانية
0 " موضوع مميز " مايحتاج إليه كل مسلم في حياته اليومية من الأدعيه والأذكار
0 من هنا .. تكريمات الاعضاء
0 استخدام خاصية الأوسمة
0 إلى جميع المشرفين

 
قديم 12-31-2007, 04:35 PM   رقم المشاركة : [ 28 ]
وش فآيدتهآ آلروح ؟ وآلقلب ميت

بيانات qayed
تـاريخ التسجيـل : Dec 2007
رقــم العضويـــة : 4
الـــــدولـــــــــــة : [ Alone in The liFe ]
المشاركـــــــات : 13,798 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 57737
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : qayed غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
رسالة MMS

افتراضي

ووصل لويس إلى دمياط ، ودارت معركة رهيبة ، وكانت الغلبة للصليبيين لكثرة عددهم ، واتجه الجيش الأيوبي إلى أشموم طناح ، تاركاً دمياط لهم ، وخرج من دمياط أهلها وحاميتها ، بعد أن أشعلوا النار في سوقها ، وتملكها الصليبيون .

ثم بقي الصليبيون في دمياط خمسة أشهر في انتظار مدد من أوروبا ، وكان الصالح أيوب ينظم الدفاع من فراش الموت .

ووصل ألفونس أخو لويس ومعه المدد ، وقرر الصليبيون الزحف على القاهرة ، وفي اليوم التالي من زحفهم توفي الصالح أيوب ، فأخفت زوجه شجرة الدر نبأ موته من أجل المعركة ، وجمعت الأمراء والقواد وأخذت منهم البيعة لتوران شاه ابن الصالح أيوب ، وأرسلت في إحضاره من حصن كيفا ، وكانت المراسيم تصدر باسم السلطان الميت .

وعرف الصليبيون خبر الوفاة ، فأسرع لويس في الهجوم على القاهرة عن طريق الدلتا ، ولكن المياه حاصرتهم ، وهاجمهم الأمير فخر الدين ، فتعرقل سيرهم ، ووقع عدد منهم في الأسر .

وأدرك لويس أنه عاجز عن العبور إلى المنصورة ، والمسلمون أمامه على الضفة الأخرى للنهر ، واستطاعوا مع ذلك العبور عن طريق سلمون بمعاونة نصارى مصر ، فتصدى لهم الأمير فخر الدين ثانية .

وعبر روبرت مع مقدمة الجيش الصليبي ، وبادر باقتحام المنصورة ومعه الملك لويس ، غير أن جيوش المسلمين بقيادة بيبرس البندقداري انقضوا على الصليبيين فزعزعوهم ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وقتل روبرت نفسه ، وقتل من الداوية أكثرهم ، وهزت الصدمة لويس فأقام على النيل جسراً ليعبر عليه النيل تداركاً للموقف إلا أن الجيوش المسلمة هاجمت معسكره ، وقاوم لويس طوال اليوم ، وعادت جيوش المسلمين إلى المنصورة .


ثم حضر توران شاه إلى مصر ففرح به المسلمون ، وفكر لويس في التراجع عن القاهرة إلى دمياط غير أن المسلمين كانوا قد قطعوا على الصليبيين بسفن أعدها توران شاه ، واستولت تلك السفن على سفن الإمدادات الصليبية ومن كان فيها ، وانتصرت السفن الإسلامية عليها في ثلاث معارك .

وقرر لويس التراجع إلى دمياط وما إن وصلوا إل فارسكور حتى هاجمهم المسلمون ، ودارت معركة رهيبة وقع فيها الجيش الصليبي ما بين قتيل وأسير، حتى لويس نفسه سيق مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة حيث سجن في دار ابن لقمان ، ووضع توران شاه من الشروط ما شاء لتسليم لويس وأسراه ، واتفق على أن تسلم له دمياط ، وأن تعقد هدنة مدتها عشر سنوات ، ووافق لويس التاسع .

وقبل أن تتم المعاهدة دبر المماليك البحرية وشجرة الدر لقتل توران شاه لسوء سيرته وظلمه فقتلوه ، واستولت شجرة الدر على الحكم ، ثم تزوجت عز الدين أيبك وصار هو السلطان على مصر ، وأخذ يحكم مصر والشام منذ ذلك الحين نظام حكم جديد يتولاه المماليك .

ونفذوا المعاهدة مع لويس التاسع بعد أن أضافوا ما يرون ، وتسلموا دمياط في 6 مايو سنة 1250م ، وغادرها لويس منسحباً عام 652هـ فوصل إلى عكا ، وحاول أن يصنع شيئاً للصليبيين في الشام فلم يستطع ؛ إذ حاول أن يتفق مع الأيوبيين في الشام ضد المماليك في مصر فلم يوفق .

وهكذا انتهت الحملة الصليبية السابعة دون أن تحقق شيئاً مما كانت تطمع فيه .


(11 ) : الحـمـلة الصليبـية الثامنة

دولة المماليك هي التي قضت على الوجود الصليبي في العالم الإسلامي القضاء الأخير بعد أن قضت على الوجود الأيوبي في مصر .


ثم لما جاءت جموع التتار الهادرة وأسقطت دول الإسـلام في المشـرق واستولوا على بلاد الشام لم يعد أمامهم سوى مصر واليمن ، وأرسل قطز سلطان مصر من المماليك جيشاً إلى غزة احتلها من المغول ، ثم التحم الجيشان في عين جالوت وانتصر المماليك ، وبهذا الانتصار استطاع المماليك بسهولة القضاء على الأيوبيين في الشام .

وبعد مقتل قطز وتولي الظاهر بيبرس مكانه كان من أبرز أعماله القضاء على الصليبيين في الشام ، فأعد لهم حملة كبيرة تحركت من غزة سنة 663هـ أخذت تستولي على حصون الصليبيين حصناً بعد حصن حتى وصل إلى أرسوف ، ثم جاء دور عكا فاستعصت عليه ولكنه فتح صفد وهونين وتبنين والرملة .

وفي سنة 665هـ اتجه بيبرس إلى أرمينية الصغرى وإمارة أنطاكية وطرابلس لعقابهم على تحالفهم مع المغول ضد المسلمين ، وكانت جيوشه تلك تحت قيادة قلاوون .

فاستطاعت جيوش بيبرس أن تستولي على حصون ( القليعات وحلباء وعرقه ) ، وهي أهم مراكز تحمي طرابلس .

كذلك استولت هذه الجيوش على المصيصة وأذنة وطرسوس وميناء إياس ، وهي أهم مراكز تحمي أرمينية . وقتلت أحد أبناء هيثوم ملك أرمينية وأسر ابنه الثاني ، أما الملك المنصور الأيوبي فقد اتجه إلى سيس عاصمة أرمينية واستولى عليها وأشعل فيها النار ، وعادت الجيوش إلى الشام وفي صحبتها أربعون ألف أسير وغنائم لا تحصى .

وحاول هيثوم أن يفتدي ابنه ولكن بيبرس أصر على أن يكون فداؤه دربساك التي تتحكم في طريق المواصلات بين أرمينية وأنطاكية ومرزبان ورعبان وشيح الحديد ، وكلها كانت في إقليم مرعش ، وتتحكم في الطريق بين الجزيرة حيث المغول حلفاء هيثوم وأرمينية الصغرى .

ثم اتجهت جيوش بيبرس إلى يافا فاستولت عليها ، وفي نفس العام 666هـ الذي استولت فيها على يافا استطاعت أن تستولي على أنطاكية بعد حرب خطط لها بيبرس وأدارها بمهارة تلفت الأنظار ، وبذلك سقطت ثاني إمارة أسسها الصليبيون في الشرق الإسلامي في أيدي المسلمين ، وكان نصراً عظيماً مؤزراً ، أبرز ما فيه من مكاسب للمسلمين أنه قطع الصلة بين الصليبيين في طرابلس وعكا بأرمينية من جانب ، وقضى على فكرة التحالف بين أرمينية وأنطاكية والمغول من جانب آخر .

وهكذا استطاع المماليك وقد جمعوا في أيديهم من جديد بين مصر والشام أن يجعلوا الوجود الصليبي في الشرق الإسلامي يعيش أيامه الأخيرة .

غير أن حملة صليبية جاءت بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا فأنقذت طرابلس من الوقوع بيد بيبرس الذي ترك طرابلس وأسرع إلى مصر خوفا ًمن أن تسير الحملة الصليبية إلى مصر ، غير أن الحملة الصليبية الثامنة قد اتجهت إلى تونس بناء على طلب أخي لويس التاسع الذي كان ملكاً لصقلية إذ كان يريد أن يغزو تونس ويقاتل حكامها من الحفصيين ، ولم يكن لويس التاسع ببعيد عن هذه الرغبة ، إلا أن الحملة ما كادت تصل إلى تونس حتى أصيب لويس التاسع بمرض الحمى ومات ، وانتهت الحملة .


(12 ) : الحـــمـلـة الصليبـية التاسعـة وما بعدها
بانتهاء الحملة الصليبية الثامنة بهلاك لويس التاسع اطمأن بيبرس ، وبعد أن كان يستعد لمواجهة الحملة ترك استعداده ، وانطلق ثانية إلى طرابلس عام 670هـ غير أن أميرها بوهمند قد طلب المسالمة والصلح فأجابه السلطان بيبرس إلى ذلك لأن حملة صليبية جديدة قد جاءت بقيادة الأمير إدوارد ونزلت في عكا ، وكان الصلح بين الظاهر بيبرس وأمير طرابلس الصليبي بوهمند لمدة عشر سنوات .




وغزا السلطان بيبرس قبرص التي كان ملكها هيو الثالث من ألد أعداء الإسلام وله أطماع صليبية ، واتخذ الصليبيون من بلاده قاعدة ينطلقون منها وإليها للوصول إلى بلاد الشام أثناء الإبحار ، لكن الأسطول الإسلامي قد تحطم عند شواطئ الجزيرة عام 669هـ بسبب عاصفة بحرية .

وحارب أرمينيا الصغرى وهي بأرض كيليكيا انتقل إليها الأرمن بعد انسياح السلاجقة في آسيا الصغرى إثر معركة ملاذكرت ، وأسسوا فيها دولة كانت دعامة للصليبيين طيلة أيامها ، وقفت تعادي الظاهر بيبرس وتدعم الصليبيين ، وتمنع تصدير الخشب والحديد إلى مصر ، واستطاع الانتصار عليها وأسر عدداً من قادتها منهم ابن أميرها هيثوم الأول ، وغدت هذه الدولة ضعيفة بعد ذلك .

ويلاحظ أن الدول التي تحالف معها بيبرس لم تدعم الصليبيين فأفاد هذا التحالف فعلاً ، إذ رأينا أن الدولة الرومانية الغربية هي عادة التي تدعم الصليبيين وتحرضهم قد وقفت على الحياد تقريباً على حين قاد الحملتين الصليبيتين الثامنة والتاسعة الفرنسيون والإنكليز ، إذ كانت الأولى منهما بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا ، على حين كانت الثانية بقيادة الأمير الإنكليزي إدوارد .

ولما حكم السلطان المنصور قلاوون فتح المرقب وماحو لها عام 684هـ وخافه أمير طرابلس الصليبي فهدم الحصون تقرباً بناء على رغبة السلطان .

وفي عام 688هـ سار السلطان المنصور قلاوون إلى دمشق ومنها إلى طرابلس فحاصرها وفتحها ، وكانت قد بقيت بأيدي الصليبيين منذ عام 503هـ .
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 تصاميم إسلامية / تصاميم رمضانية
0 " موضوع مميز " مايحتاج إليه كل مسلم في حياته اليومية من الأدعيه والأذكار
0 من هنا .. تكريمات الاعضاء
0 استخدام خاصية الأوسمة
0 إلى جميع المشرفين

 
قديم 12-31-2007, 04:36 PM   رقم المشاركة : [ 29 ]
وش فآيدتهآ آلروح ؟ وآلقلب ميت

بيانات qayed
تـاريخ التسجيـل : Dec 2007
رقــم العضويـــة : 4
الـــــدولـــــــــــة : [ Alone in The liFe ]
المشاركـــــــات : 13,798 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 57737
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : qayed غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
رسالة MMS

افتراضي

تابع

وكان قلاوون قد عزم على فتح عكا ولكنه مات قبل ذلك ، فلما تولى ابنه الأشرف صلاح الدين خليل سار إليها من مصر ، ودعا الجند من دمشق وطرابلس وحماه ، فجاء المجاهدون وحاصروا عكا ، وتم فتحها يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الأولى من عام 690هـ ، وفر الصليبيون عن طريق البحر ممن لم يقتل ، كما تسلم الأشرف صيدا وصور ، ثم أخذ نائبه على دمشق بيروت ، كما سلمت له جبيل وطرسوس ، ولم يبق للصليبيين في السواحل وبلاد الشام أي أثر .

وهاجم بلاد الروم بعدها ، وأرسل قوة إلىكسروان في جبيل لبنان لأن النصارى في هذه المنطقة كانوا دعماً للنصارى .


( 13 ) : الحــمـلات الصليبية الجديدة من قبرص
في عام 767 استولى الفرنجة ومعهم ملك قبرص على الإسكندرية ، وذلك أن الحروب الصليبية لم تنته بطرد الصليبيين من عكا عام 690 والانتهاء منهم من كل بلاد الشام أيام الأشرف صلاح الدين خليل بن المنصور.

لقد تم طردهم من جزيرة أرواد عام 702 أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون ، واستمرت الحروب الصليبية بعد ذلك لأن كثيراً من الصليبيين قد لجؤوا إلى جزيرة قبرص بعد طردهم من بلاد الشام ، واتخذوا هذه الجزيرة مستقراً لهم ، وأخذوا يقومون بالإغارة على بلاد المسلمين كلما وجدوا الفرصة سانحة لهم .

وكانت أسرة ( لوزجنان ) التي حكمت الجزيرة في تلك الآونة تقوم بهذه المهمة ، وقد تولى أمر هذه الأسرة وحكم الجزيرة عام 760 بطرس الأول ، وقد زار غربي أوروبا ، ودعا البابا لمساعدته للقيام بحرب ضد المسلمين ، فحصل على بعض التأييد ، وسار مع من جاءه من الصليبيين ووصل إلى شواطئ الإسكندرية عام 767 في يوم جمعة والمسلمون في المساجد ، فاستطاع أن يعيث في الإسكندرية فساداً ولكنه فر لما تحرك المماليك إليه ، وقد أخذ معه قرابة خمسة آلاف أسير ، وفرحت بذلك أوروبا وهنأ ملوكها بعضهم بعضاً ، كما هنأهم البابا.

وفي عام 827 أرسل الأشرف برسباي حملة استطلاعية إلى جزيرة قبرص ، وقد اتجهت إلى ميناء ( ليماسول ) كرد فعل على تلك الحملات التي قام بها ملوك تلك الجزيرة على الإسكندرية ودمياط في أثناء اشتداد حملات تيمورلنك على بلاد الشام ، فلما تصدعت دولة تيمورلنك بعد وفاته ، قام السلطان الأشرف برسباي بهذا الرد .

وفي العام التالي 828 أرسل حملة ثانية وكانت جهتها في هذه المرة مدينة ( فاما غوستا ) ، وقد أحرزت النصر ، ومكثت أربعة أيام ، ثم اتجهت إلى مدينة ( ليماسول ) ، وتمكنت من فتحها بعد جهد ، ثم رجعت الحملة إلى مصر .

وبعد عام خرجت حملة جديدة سارت نحو ( ليماسول ) ففتحها ، ثم اتجهت نحو الداخل فالتقت بجيش كبير يقوده ملك قبرص ( جانوس ) بنفسه فجرت معركة طاحنة بين الفريقين انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً ، وأسروا الملك ، وحملوه معهم ، وساروا نحو( نيقوسيا ) فصلوا الجمعة في كنيستها ، ثم رجعوا إلى مصر والملك معهم أسير ، وفي القاهرة فدى الملك نفسه ، ووافق على أن تكون قبرص تابعة لدولة المماليك ، وبقيت بعدها كذلك مدة بقاء الدولة المملوكية ، وبذا انتهى الأثر الصليبي نهائياً إذ بقي في قبرص بعد طرده من بلاد الشام .



( 14) : نهاية الحـروب الصليبية
في عام 767 استولى الفرنجة ومعهم ملك قبرص على الإسكندرية ، وذلك أن الحروب الصليبية لم تنته بطرد الصليبيين من عكا عام 690 والانتهاء منهم من كل بلاد الشام أيام الأشرف صلاح الدين خليل بن المنصور.

لقد تم طردهم من جزيرة أرواد عام 702 أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون ، واستمرت الحروب الصليبية بعد ذلك لأن كثيراً من الصليبيين قد لجؤوا إلى جزيرة قبرص بعد طردهم من بلاد الشام ، واتخذوا هذه الجزيرة مستقراً لهم ، وأخذوا يقومون بالإغارة على بلاد المسلمين كلما وجدوا الفرصة سانحة لهم .

وكانت أسرة ( لوزجنان ) التي حكمت الجزيرة في تلك الآونة تقوم بهذه المهمة ، وقد تولى أمر هذه الأسرة وحكم الجزيرة عام 760 بطرس الأول ، وقد زار غربي أوروبا ، ودعا البابا لمساعدته للقيام بحرب ضد المسلمين ، فحصل على بعض التأييد ، وسار مع من جاءه من الصليبيين ووصل إلى شواطئ الإسكندرية عام 767 في يوم جمعة والمسلمون في المساجد ، فاستطاع أن يعيث في الإسكندرية فساداً ولكنه فر لما تحرك المماليك إليه ، وقد أخذ معه قرابة خمسة آلاف أسير ، وفرحت بذلك أوروبا وهنأ ملوكها بعضهم بعضاً ، كما هنأهم البابا.

وفي عام 827 أرسل الأشرف برسباي حملة استطلاعية إلى جزيرة قبرص ، وقد اتجهت إلى ميناء ( ليماسول ) كرد فعل على تلك الحملات التي قام بها ملوك تلك الجزيرة على الإسكندرية ودمياط في أثناء اشتداد حملات تيمورلنك على بلاد الشام ، فلما تصدعت دولة تيمورلنك بعد وفاته ، قام السلطان الأشرف برسباي بهذا الرد .

وفي العام التالي 828 أرسل حملة ثانية وكانت جهتها في هذه المرة مدينة ( فاما غوستا ) ، وقد أحرزت النصر ، ومكثت أربعة أيام ، ثم اتجهت إلى مدينة ( ليماسول ) ، وتمكنت من فتحها بعد جهد ، ثم رجعت الحملة إلى مصر .

وبعد عام خرجت حملة جديدة سارت نحو ( ليماسول ) ففتحها ، ثم اتجهت نحو الداخل فالتقت بجيش كبير يقوده ملك قبرص ( جانوس ) بنفسه فجرت معركة طاحنة بين الفريقين انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً ، وأسروا الملك ، وحملوه معهم ، وساروا نحو( نيقوسيا ) فصلوا الجمعة في كنيستها ، ثم رجعوا إلى مصر والملك معهم أسير ، وفي القاهرة فدى الملك نفسه ، ووافق على أن تكون قبرص تابعة لدولة المماليك ، وبقيت بعدها كذلك مدة بقاء الدولة المملوكية ، وبذا انتهى الأثر الصليبي نهائياً إذ بقي في قبرص بعد طرده من بلاد الشام .

(15 ) : نتائج الحـروب الصليبـية في العـالـم الإسلامي
أولاً : في الجانب الاجتماعي والاقتصادي :

- شيوع روح العجز والفشل :

وذلك بسبب الهزائم التي حصلت للمسلمين في بدايات هذه الحروب ، حتى اقتنع بعض المسلمين بعدم إمكانية الانتصار ، واتجه بعضهم إلى اعتبار جهاد الصليبيين بالقلم واللسان قد يغني عن جهادهم بالسيف والسنان .


- ترك الجهاد كلية :

فشغل كثير من المسلمين أنفسهم بالعبادة من صلاة وصيام واعتكاف وذكر وتسبيح ، واتخذ ذلك صوراً عدة ، فمنهم من يهاجر إلى مكة والمدينة ليجاور أحد الحرمين .

ومن ذلك الدعوة إلى الزهد في الدنيا واحتقار ما فيها ، والعيش منها على الكفاف ، فمدحوا الجوع والعري والفقر، مما أصاب الناس بالكسل والتراخي ، فكان ذلك من أسباب تفوق أعدائهم عليهم .

ومنهم من اشتغل عن الجهاد بتأليف الكتب والرسائل والمقالات في يوم القيامة والدجال وظهور عيسى عليه السلام والجنة و ما فيها من النعيم والحور العين .

كما لجأ عدد من الشعراء إلى القصائد النبوية يمدحون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو يستشفعون به ، أو يطلبون منه النصر على الأعداء ، وبعض هذا غير جائز شرعاً .

- استحداث مدن لم يكن لها وجود ملحوظ :

مثل مدينة قوص وثغر عيذاب على البحر الأحمر ، وذلك أن الصليبيين قد استولوا على فلسطين وثغورها فأصبح الطريق للحج لأهل الأندلس وشمال أفريقية غير مأمون ، فاتجه الحجاج إلى مصر ، ثم يسلكون طريق النيل إلى جنوبي القاهرة حيث مدينة قوص ، ومنها إلى ثغر عيذاب ، ثم يركبون البحر إلى البلاد المقدسة .


وترتب على ذلك أن عظم شان قوص وكثرت بها المدارس والمعاهد والمساجد ، وقصدها العلماء ، وبزغ منها علماء في الحديث والفقه والنحو ، وكثر بها الأدباء والشعراء ، و كذلك عيذاب .

ثانياً : في الجانب الاقتصادي :

- في الجانب الإيجابي : ترويج التجارة :

ونقل حاصلات الشرق ومنتجاته إلى أوروبا ، عن طريق جنوا والبندقية وبيزا ، وغيرها من الموانئ الأوروبية التي اشترطت للدخول في الحرب حصولها على امتيازات تجارية في ممالك الصليب بالشام .

وأصبحت مثل عكا وصيدا وصور واللاذقية مراكز تجارية هامة حملت حاصلات الشرق لأوروبا من مثل المنسوجات القطنية والحريرية والأواني الزجاجية واللآلئ والأحجار الكريمة والعاج والأخشاب والعقاقير والتوابل التي كانت ترد للشرق الإسلامي من الشرق الأقصى .

كل ذلك كان يأخذه الغربيون عن طريق العراق حيناً والشام حيناً لتستقر في الثغور التي احتلها الصليبيون في الشام ، ومنها تعبر البحر إلى أوروبا . كما استفادوا كذلك من بعض الثغور المصرية التي احتلوها كدمياط والإسكندرية .
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 تصاميم إسلامية / تصاميم رمضانية
0 " موضوع مميز " مايحتاج إليه كل مسلم في حياته اليومية من الأدعيه والأذكار
0 من هنا .. تكريمات الاعضاء
0 استخدام خاصية الأوسمة
0 إلى جميع المشرفين

 
قديم 12-31-2007, 04:36 PM   رقم المشاركة : [ 30 ]
وش فآيدتهآ آلروح ؟ وآلقلب ميت

بيانات qayed
تـاريخ التسجيـل : Dec 2007
رقــم العضويـــة : 4
الـــــدولـــــــــــة : [ Alone in The liFe ]
المشاركـــــــات : 13,798 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 57737
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : qayed غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
رسالة MMS

افتراضي

ولا شك أن هذه الاستفادة التجارية لم تكن موضع رضا المخلصين ، بسبب أنها تجارة بين صاحب الأرض والمحتل الغاصب ، كما أن استمرار الجهاد ضد المحتلين لم يعط الفرص الكافية لاستقرار التجارة .

- الجانب السلبي : الخسائر في الأرواح والممتلكات والأموال :

وربما أدت الحروب الصليبية إلى دمار كامل لبعض المدن والثغور ، وهذا يحدث كساداً تجارياً وخللاً اقتصادياً .

وصاحب الحروب تعطيل لكثير من الصناعـات ، وتضييع لكثير من الحاصلات الزراعية ، واختلال الأمن ، وإشاعة للسلب والنهب ، أدى ولا شك إلى ارتفاع الأسعار لدرجة أعجزت الناس عن الحصول على ضرورياتهم .


ثانياً : في الجانب السياسي :

وتجلى هذا الأثر في مجالين هما :

- اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم تحت قيادات مخلصة .

- إضعاف الدولة الرومانية الشرقية – بيزنطة – مما أدى إلى الاستيلاء عليها نهائياً ، بعد انتهاء الحروب الصليبية بزمن غير بعيد .

أما وحدة المسلمين في مواجهة الصليبيين فقد كانت الدولة العباسية عند بدء الحروب الصليبية ضعيفة مفككة الأوصال على شكل ولايات متعادية يطمع رئيس كل ولاية أن يوسع ولايته على حساب ولاية جيرانه . وكانت الدولة الفاطمية في أضعف قواها وظروفها ، وهذا قد أدى لظهور شخصيات لمعت في جمع شمل المسلمين وتوحيد صفوفهم ضد الصليبيين ، وأشهرهم عماد الدين زنكي ، وابنه نور الدين محمود ، وصلاح الدين الأيوبي الذي دانت له مصر والشام واليمن واسترجع المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين .

أما إضعاف الدولة البيزنطية فقد كانت هذه الدولة سداً منيعاً في وجه الفتوح الإسلامية والتي منعت امتداد الإسلام إلى أوروبا ، فلما استغاثت الدولة البيزنطية بأوروبا ضد السلاجقة المسلمين قامت الحملات الصليبية بتقوية الدولة البيزنطية في البداية ولكن أطماع الأوروبيين امتدت نحو هذه الدولة فحرصوا على الاستيلاء على البلدان التي تقع تحت أيديهم من المسلمين وإن كانت في الأصل للدولة البيزنطية ، مما تحول إلى صراع بين قادة الصليبيين في الشرق الإسلامي وأباطرة الدولة البيزنطية ، حتى حول الصليبيون الأوروبيون الدولة البيزنطية إلى دولة لاتينية إقطاعية ، ثم استعادت بعض نفوذها من الأوروبيين لكن العثمانيين جاؤوها وقد ضعفت وتضعضعت فأزالوها .

ثالثاً : إذكاء العواطف الدينية :

إذ ثاب المسلمون إلى رشدهم ، وعادوا إلى مصدر عزهم وانتصارهم ، واستيقظت في نفوسهم حمية الإسلام ، وعاشت في قلوبهم آيات الجهاد وأحاديثه ، ورفعوا علم الجهاد في سبيل الله تعالى ، وظهر القادة المجاهدون المخلصون وتبعتهم الأمة ونصرتهم .

وكره المسلمون النصارى الذين كانوا يقيمون معهم في البلدان الإسلامية ، وكذلك اليهود الذين وقفوا إلى جوار الصليبيين ضد المسلمين ، فعاملهم المسلمون بالتضييق والشجب وعدم الثقة وسحبت منهم بعض الأعمال والمناصب التي كانوا يتولونها من قبل ، وظهرت كتب ومؤلفات في الرد على أهل الكتاب وتبيين التحريف في أديانهم مثل كتاب : هداية الحيارى من اليهود والنصارى لابن القيم ، وكتاب : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية ، وكتب في ذكر مثالب الصليبيين ومفاسدهم ، وكتب في الثناء على الحكام المسلمين الذين قاتلوهم .


رابعاً : في التأثر ببعض العادات :
وهي مبدأ توريث الإقطاع بأن يقطع كل أمير وقائد جند في جيشه قطعة كبيرة من الأرض بحيث يتكفل بإدارة الإقطاع والإشراف عليه مالياً وإدارياً وعسكرياً ، ويؤدي من دخله ما عليه من مال للسلطان ، وأعظم سيئات هذا العمل ظهور نظام الطبقية في المجتمع وما يتبعه من مشاعر سيئة لدى الفقراء ، وظهور منافقي السلاطين ليعيشوا من أموالهم .


وكذلك رباطات الصوفيين و تكاياهم ، التي تشبه أديرة النصارى في بلدانهم ، فقد احترف بعض المسلمين الانقطاع للعبادة والقعود في رباطات بناها لهم السلاطين ، إيثاراً للعافية والدعة على حرب الصليبيين ، وأشاع الصوفيون بهذا روح التواكل حتى ترك كثير من الناس الجهاد مما جعل بعض الحكام يأتي بالجنود من أماكن بعيدة .


وأخيراً انتشار الرقيق والاتجار فيه ، فقد توسع أثرياء المسلمين في اقتناء العبيد والجواري والغلمان لتمام الزينة والرونق ، وجر هذا على المسلمين فساداً أخلاقياً عظيماً وتسربت معه عادات لا يقرها الإسلام في التحية والملابس ، وظهرت أماكن أعدت للهو والغناء وشرب الخمر وغير ذلك .

( 17) : نتائج الحـروب الصليبـية عـلى الدول الأوروبية (1)
كما كان للحروب الصليبية آثار على العالم الإسلامي فقد كان لها أبلغ الأثر كذلك على الدول الأوروبية ، ويظهر هذا الأثر في الجوانب التالية:

أولاً : في الاجتماع والسياسة :

1- إضعاف نظام الإقطاع :

وهو يعتمد على قاعدة عريضة من العبيد الذين كانوا يقومون بفلاحة الأرض وخدمتها لصالح سادتهم من الأمراء والفرسان والنبلاء ، وكانوا يعاملون معاملة آلات الحرث والسقي التي تلزم الأرض ولا تقوم حياتها إلا بها ، وليست لهم حقوق على أسيادهم إلا الطعام الضروري واللباس والمأوى على أحط المستويات وأدناها ، ويكون أبناؤهم كذلك عبيداً لأسياد آبائهم ، وليس لأحد منهم الحق في الخروج عن إرادة سيده قط .

وقد كان هذا النظام يفتت المجتمع الأوروبي من داخله ويولد العداوة والبغضاء في نفوس العبيد تجاه السادة ، كما كان يولد تنافساً بغيضاً بين أصحاب الإقطاع يؤدي للتنازع والتعادي .

وكانت الحروب الصليبية فرصة للعبيد للهروب من عناء الإقطاع ، ولم يكن السادة قادرين على منعهم من المشاركة في تلك الحروب لأن الكنيسة باركتها ومن يشارك فيها ، ولقد أدى ذلك إلى أن يبحث أصحاب الإقطاع عن عمال من الأحرار الذين يأخذون على عملهم أجراً ويشترطون حقوقاً ولا يعملون مسخرين مقهورين ، وأدى ذلك إلى تصدع نظام الإقطاع وانقراضه فيما بعد .

2- تقوية السلطة المركزية لملوك أوروبا :

فقد كان الإقطاع في أوروبا من أهم أسباب إضعاف السلطة المركزية لملوك أوروبا ، حيث كان يستعصي عليهم إخضاع كبار الإقطاعيين أو السيطرة عليهم ؛ لأن هؤلاء الإقطاعيين يعتدون بقوتهم وثروتهم وعبيدهم ولا يرون للملوك سلطاناً عليهم ، فكانت بعض ممالك أوروبا من داخلها ممالك متعددة بتعدد أصحاب الإقطاع .

فلما جاءت الحروب الصليبية وضعف نظام الإقطاع وشارك بعض كبار الإقطاعيين فيها وهلك بعضهم في تلك الحروب _ عادت السلطة المركزية في بعض ممالك أوروبا وأصبح بعض ملوكها في مكانة قوية .

3- إحداث تغييرات اجتماعية وسياسية في أوروبا :

وذلك بسبب ضعف نظام الإقطاع ، ومن تلك التغيرات تقارب الفوارق بين طبقات المجتمع ، وظهور الطبقة الوسطى من العمال الأحرار غير العبيد ، وظهور القوميات المتعددة في أوروبا بعد أن كان الإقطاع هو الذي يوحد بين الناس في ظل السيد فلما ضعف الإقطاع آوى الناس إلى ظل قومياتهم .

4- ظهور جماعات دينية تحترف الحرب :

كفرسان المعبد ( الداوية ) هي هيئة عسكرية دينية تابعة للكنيسة . والاسبتارية وهي هيئة عسكرية دينية تابعة لمستشفى القديس يوحنا المقدسي . وفرسان تيوتون وهي هيئة عسكرية ألمانية دينية .
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 تصاميم إسلامية / تصاميم رمضانية
0 " موضوع مميز " مايحتاج إليه كل مسلم في حياته اليومية من الأدعيه والأذكار
0 من هنا .. تكريمات الاعضاء
0 استخدام خاصية الأوسمة
0 إلى جميع المشرفين

 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
- [ تقارير وبحوث في علم النفس ] - qayed البحوث والتقارير 20 01-05-2008 01:01 AM
- [ تقارير وبحوث في التاريخ ] - qayed البحوث والتقارير 24 01-05-2008 12:40 AM
- [ تقارير وبحوث في البيئه ] - qayed البحوث والتقارير 12 01-04-2008 04:23 AM
- [ تقارير وبحوث في الجغرافيا ] - qayed البحوث والتقارير 47 01-01-2008 01:59 AM
- [ تقارير وبحوث في الاقتصاد ] - qayed البحوث والتقارير 6 12-31-2007 11:43 PM


الساعة الآن 12:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML