المصدر: داو جونزبقلم الن ماتيش (كاتب عمود في وكالة "داو جونز الإخبارية")بعد الارتفاع المسجل خلال النصف الأول من السنة بتأثير من الصين، تخضع أسعار النفط من جديد الآن لسلسلة من الضغوط التي تدفعها في الاتجاه التنازلي.ويرى بعض المحللون أنّ الضغوط قد تكون حادة لدرجة قد تدفع الأسعار إلى الانخفاض إلى ما دون أدنى المستويات التي تمّ تسجيلها في مطلع العام.هذا وتشهد أسعار النفط انخفاضاً بدفعٍ من فائض العرض ونقص الطلب على حدٍ سواء.ويعتبر المحللون أنّه يتمّ ضخ ما يقارب المليونيْ برميل من النفط يومياً داخل السوق، بالإضافة إلى الكمّية المستهلكة التي تبلغ 83 مليون برميل . ومع استمرار الصين بزيادة مخزوناتها النفطية الاستراتيجية – بالتزامن مع السلع الأساسية الصناعية الأخرى – كان مستوى الطلب يكفي لدعم الأسعار. بيد أن قدرة التخزين الصينية بلغت حدّها الأقصى، كما هو الحال في معظم أنحاء العالم. أضف إلى ذلك أنّ هناك العديد من البواخر التي تُستخدم كحاويات للتخزين في عرض البحر.في الوقت ذاته، لا يعلو الطلب إلى المستويات الكافية للتعويض عن ذلك. فالاقتصاد العالمي قد لا يكون اليوم في المحنة التي مر بها مؤخراً، لكنه بالكاد تحسّن.وتشير الإحصاءات المتعلقة بمستوى الاستهلاك في الولايات المتحدة – التي تتربع على عرش الدول المستهلكة للنفط ومقطراته – لا تزال منخفضة.البنزينبلغت مبيعات السيارات الأميركية مستويات يرثى لها، وهي تواصل انحدارها بالمقارنة مع المستويات المسجلة على أساس سنوي. وينعكس انخفاض الطلب على السيارات من خلال استهلاك البنزين المنخفض. ويتوقع المحللون في هذا الصدد أن يراوح الطلب على البنزين مكانه في فصل الصيف – علماً أنّه يسجل عادةً ارتفاعاً بدءاً من حزيران/يونيو.صحيحٌ أنّ آخر البيانات تشير إلى أنّ الأميال المقطوعة بالمركبات في الولايات المتحدة شهدت ارتفاعاً في نيسان/أبريل – وذلك للمرة الأولى من 16 شهراً – لكن ذلك الارتفاع الشهري كان الأدنى بالمقارنة مع السنوات الخمس الماضية. هذا وازدادت حمولات الشاحنات المقدّرة بالطن بشكلٍ هامشي، بنسبة 3.2% في أيار/مايو – وهي نسبة أعلى بقليل ليس إلا من المستويات المتدنية المسجلة في فصل الربيع وموازية لمستويات العام 2000.ورأى الخبير الكندي في سوق الطاقة فيليب فيرليغير أنّ أسعار الخام قد تهبط إلى 20 دولاراً للبرميل الواحد بحلول نهاية العام الجاري. وذلك بالمقارنة مع القاع الدوري الذي يكمن عند مستويات تناهز 32 دولاراً.لا بأس، إنّ وجهة النظر هذه متطرفة. بيد أنّ أداء السوق الأخير، وبدفعٍ من المضاربات في الدرجة الأولى، يظهر مدى تأثير الزخم التجاري على الأسعار خلال فترة وجيزة. لذا، حتى إذا لم تساهم العوامل الأساسية في دفع الأسعار إلى الاستقرار عند 20 دولاراً، فإنّ زخم عمليات البيع قد يدفعها في هذا الاتجاه.