عبدالله.. كم أفجعنا رحيلك الغير متوقع .. الجميع مصدوم ولم يُصدق الخبر لدرجة ان جميع أهلك واقاربك كانوا يتوقعونها مزحة من مزحاتك المعتادة كعادتك لهم..

ولكن للأسف .. نعم للأسف كان ذلك صحيحا.. ولإيماننا بقضاء الله وقدره استوعبنا رحيلك، لكننا لا ولم نستطيع اخفاء حزننا ودموعنا بمجرد تفكيرننا بأننا لن نراك مجددا بيننا..!

أخي عبدالله.. عرفك الجميع بطيبة قلبك.. فقد رحلت بروحك.. ولكنك أبيت أن ترحل بها دون أن يبقى شيئا منها في كل زاوية من زواياك وفي كل روح احبتك وعرفتك .. فمن يملك شخصية طيبة كمثل شخصيتك صعب ان يموت فإن مات عن وجه الارض لن يمت من ذاكرة معارفه ومحبيه..

كم ناضلت سنوات عديدة من أجل نيل الحرية والكرامة، عُذبت وذقت أشد أنواع التعذيب خلف قضبان السجون.. رحلت وكلك أمل بأن ترى بحرين أخرى تعوضك أنت وشعبك على ما واجهته خلف القضبان..!

رغم كل تلك الآلام التي كنا نراها في ملامحك إلا أنك تركت لنا قبل رحيلك بصمة وذكرى جميلة في كل زاوية من زوايا منازل عائلتك..

صحيح أنني اعترف بأنني لم اعرف شخصيتك جيدا، إلا أن أكثر ما شدني في شخصيتك هو تواضعك مع الجميع ومحبة الجميع لك .. فكل من عرفك يذكرك بالخير.. وكل من يسمع أحاديث من يعرفوك عندما سمعوا بخبر رحيلك سيدرك أنك تحمل قلبا كبيرا يسع كل أفراد عائلتك صغارا كانو ام كبار.. فقد وضعت بصمة في نفس كل منهم.!

هل تعلم بأن لم يصدق أحد رحيلك.. "والدتك" لم تبكيك لأنها لم تستوعب خبر رحيلك ولم تصدق هذا.. "خواتك"و"خالاتك" بكين وما زلن يبكينك لأنهم لم يتحملن بأنه لن يروك من جديد.. أما "زوجي" فقد وقف ساعات طويلة مصدوم من الخبر، لم يستطع الاستيعاب .. بكى وبكى وكذلك إبني حُسين مازال مصدووم من معنى الموت بالنسبة له .. فقد فهم كلمة المووت والفراق وفراق الأحبة مع فقدك ، كم يفتدك ويفتقد رسومك له ! اخوتك وجميع افراد عائلتك بل وجميع معارفك.!


هل تعلم يا أخي ان الجميع تأثر وحزن بخبر رحيلك المفاجئ ، ولكننا مع كل ذلك فإن هناك شيء ما رباني يصبر قلوب من يبكوك كونك ضيف لسيد شهداء الجنة وانك سوف تشفع لجميع من حولك بهذه المنزلة العظيمة التي حظيت بها وشرفت بها والديك واسرتك وكل من حبوك واحببتهم فأنت هناك لي تلك على البقعة الطاهرة التي دفنت فيها.. وفزت بها ..


فبلا شك في هذه اللحظة الآن روحك الجميلة ترقد بالبرزخ بعيدا عن قلوب عائلتك ومعارفك الذين أحبوك وسيحبونك دوما .. لعلك الان ما تزال تحتفظ بتلك الطيبة والابتسامة التي لم نفقدها يوما طيلة الايام التي عرفناك فيها .. لعلك الان مرتاح وانت ترقد بجوار منو طلبوك ان ترقد بجانبهم .. فهنيئا لك بهذا الجوار..

** همسة اخيرة **
لا تنسوه من صالح دعائكم وصدقاتكم فانه محتاج الآن للدعاء الصادق اكثر من الحزن والبكاء..


الفاتحة ..