نجاة المضحكي:الوفاق تريد تعيين شباب ائتلاف14فبراير كضباط وقيادات في ال
 

إننا أمام خطاب جلالة الملك حمد بن عيسى ملك البلاد المفدى، الذي لم يفتر خطابه يوماً عن التسامح والصفح عن المسيء، ومن خطابه الأول عند بدء المؤامرة الانقلابية وسقوط قتيل واحد عند مواجهته مع رجال الأمن حتى خطابه بالأمس الذي مازال يمسك بحبل الوصل الذي يحاول قطعه الخطاب الانقلابي كلما شعر بأن الخطاب الملكي يرتفع سمواً ويتعالى بمعانيه ويتواضع بكلماته، لا مشترطاً ولا مزدرياً ولا متعالياً ولا مهدداً ولا متوعداً، وإنما يمد يد الوصل والمحبة للمواطنين كافة وحتى المسيء الذي يحاول أن يغتصب حكم البحرين بدءاً من كرسي جلالة الملك الذي يريد أن يسلبه صلاحيته كملك البلاد، ليجلس مكانه باسم خدعة اسمها “الشعب مصدر السلطات”، وفي حقيقتها “المرجعية الإيرانية الشيعية مصدر السلطات والتشريعات”.
إن خطاب جلالة الملك الذي يقول فيه “وفي أوج الشدة تمسكنا بالحكمة والصبر والأناة، وفتحنا أبواب الحوار ودعونا إلى العفو والسماحة متوكلين على الله عز وجل واثقين من نصره”... نعم يا جلالة الملك إن هذه هي صفات الملوك الأصيلة، وهي الصفات التي جعل الله سود أصحابها خلفاءه في الأرض على عباده، ولذلك شعب البحرين الأصيل يرفض النفوس الدنيئة التي ولدت وتربت على الثأر والحقد والطمع، وهي النفوس اللئيمة المستكبرة التي تأتي على شعب آمن وتسومه سوء العذاب فتحول أيامه جحيماً وأعياده ظلمة وسعيراً.. نعم يا جلالة الملك .. إنك قد سامحت وصفحت وأعطيت وقدرت وتجاوزت ولكنه مع الأسف الأرض صبخاء فلا ينفع فيها وصل ولا خير، حين لا يزال ردها وجوابها على كل سعي مبارك وكل مبادرة كريمة من جلالتكم يكون مقابلها الجحود والغرور، فها هو من تكرمت عليه البحرين وفتحت له أبواب القصور وسمح له الدخول والسكون في كل مجلس شعبي ورسمي، وبرغم ما صدر منه من عداء بيّن ومن لؤم ظاهر لم يعد يخفيه ولا يبالي أن يبديه، حين وثق بأن تسامح وعفو جلالتكم لن ينحسر يوماً عن مسيء منهم، وإن طالت إساءته رؤوس الحكم في البلاد، وبالفعل طالت إساءته رؤوس الحكم حتى عمت شعب البحرين، وكذلك وصلت إساءته إلى دول الخليج التي وقفت مع البحرين أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.
اليوم يرد هذا الشخص على خطاب جلالة الملك السامي، وهو خطاب مجهّز تم نشره في نفس التاريخ الذي نشر فيه خطاب جلالة الملك في نفس الصحيفة التي أنيطت إليها حكومة طهران قيادة الحملة الإعلامية داخلياً وخارجياً للمؤامرة الانقلابية، حيث يقول في رده على سؤال بشأن ما إذا كانت الجمعيات السياسية ستشترط الإفراج عن المعتقلين قبل بدء أي حوار مع السلطة فقال “نحن نؤكد أن الإفراج عنهم شرط لنجاح أي حوار”، إنه منطق لا يختلف عن منطق فرعون الذي ذكره الله في كتابه “مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ”، أي أن هذا الشخص وصل به الغرور أن يفرض الفرائض ويقر السنن، حين يشترط بإطلاق سراح مسجونين بتهمة التآمر والانقلاب على حكم دولة مستقرة لصالح دولة أجنبية لها أطماع تاريخية بضم البحرين تحت ولايتها، فهذه حقيقة السجناء، التي يحاول أن يظلل جريمتهم بمسميات لا أصل لها في شرع الله، فيسميهم “سجناء الرأي” على من يفسد في الأرض ويدعو إلى الخروج عن ولي الأمر ويقود المظاهرات الدموية.
إن علي سلمان اليوم يريد أن يلف الحبل حول رقبة الدولة متخذاً الحوار طريقاً إلى هذه اللفة التي سيحسن ربطها، وذلك حين يقول “إن أي نوع من الاتفاق يحتاج إلى ضمانان ومنها ضمان الإشراف الدولي ليتم الرجوع إليه عند الاختلاف في التطبيق”، أي أنه لن يكون الحوار ذا جدوى، حين يكون هذا الحوار ممراً لمرحلة متقدمة تخرج فيها الوفاق بموقف داخلي ودولي صلب إذ إنه بمجرد اختلاف في مرئية الحوار، أو عدم تطبيقها بالمفهوم الذي ترغب فيه الوفاق سيكون مدخلاً يعزز من موقف الوفاق حين يكون هذا الحوار بإشراف دولي، أي أن الوفاق حين تدخل حواراً مع الدولة برعاية يصبح شأنها في البحرين وفي الخارج كشأن حزب الله في لبنان، وبذلك تصبح الدولة في موقف لا تحسد عليه، حين تكون في مواجهة من جديد مع ميلشيات الوفاق المسلحة، التي لم توقف إرهابها، حتى بعد تنفيذ توصيات لجنة بسيوني، بل واصلت، وستواصل، وستبقى ذراع الوفاق العسكري الذي يتم إعداده وتدريبه في النجف وجنوب لبنان، حتى يكون مؤهلاً عسكرياً لقيادة الانقلاب القادم الذي سيكون نتيجة حتمية بعد الحوار والاتفاق، لأن ما ستجنيه الوفاق من نتائج الحوار يعتبر غنيمة تؤهلها لخوض المؤامرة بكل قوة وثقة، وأنه قد تكون هناك تنازلات من قبل الدولة، التي ستكون مقبولة في البداية بالنسبة للوفاق، إلا أنها ستطالب بمضاعفتها حين تحور نتائج الحوار، فتصل إلى مرحلة استخدام الخمسين بالمئة الآخرة من قوتها التي هدد بها علي سلمان، فتطالب الجلوس على كرسي رئيس الوزراء ويصبح ما تسميه شباب ائتلاف 14 فبراير ضباطاً وجنوداً في المؤسسة العسكرية، وبعدها تصبح دولة خمينية وجيشاً رسمياً في الدولة وحرساً ثورياً مدنياً نال على الشهادة العسكرية من النجف وجنوب لبنان الذي سيكون دوره كشبيحة بشار التي تكر الرقاب وتقطع الأوصال.
إنه لا زال يقول “لم يعد بالإمكان التوقف عن التحرك بدون تحوّل ديمقراطي حقيقي”، ويطالب بملكية دستورية مثيلة لبريطانيا، أي أنه اغتصاب للحكم وإقصاء الحكم الخليفي عن البحرين، يريد أن يفعل ذلك بسلام وهدوء عبر خديعة يدخل من خلالها الحوار.. ليولد منه دويلة خمينية.