منظمة العفو الدولية تكشف التآمر الأمريكي العلني على الأستاذ نبيل رجب
 

هما موقفان كشفا أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتم إطلاق سراح نبيل رجب. تصريحان لمسؤوليْن أمريكييْن فضحت الموقف الحقيقي للإدارة الأمريكية حيال اعتقال الأستاذ نبيل رجب.

مقدمة

عندما اعتقل الأستاذ نبيل رجب في شهر مايو من مطار البحرين الدولي لم تصرح الولايات المتحدة بشيء حيال البحرين واكتفت بالصمت. اتهم رجب حينها باهانة هيئة نظامية حيث أنه شكك في تغريدة بمصداقية التحقيقات اللتي تجريها وزارة الداخلية. لا أعلم إذا كان يجب أن يسجن بسيوني أيضا؟ فتقريره وصف تحقيقات وزارة الداخلية "بعدم الاستقلال أوالحياد أوالنزاهة" وأنها "كانت في كثير من الحالات معيبة ومتحيزة لصالحها". (صفحة 290 فقرة 868).




بالرغم من وضوح ضعف التهمة فقد استمر اعتقال الأستاذ نبيل رجب لمدة 24 يوم وأضيفت له تهمتان غيرها تتعلقان بالمشاركة في مسيرات غير قانونية. لم يكد يمض أسبوع إلا واعتقل الأستاذ نبيل من جديد. هذه المرة كانت التهمة أيضا تغريدة. انتقد الأستاذ نبيل رجب فيها رئيس الوزراء ولكن وجهت له تهمة الإساءة لأهل المحرق. تم إطلاق سراحه بعد 22 يوم وأضيفت له تهمة التحريض على المسيرات في تويتر ليصبح مجموع التهم الموجهة إليه خمس تهم، إثنتان بسبب المشاركة في المسيرات وثلاث بسبب تويتر.


في يوم 9 يوليو تم اعتقال الأستاذ نبيل رجب من بيته بواسطة مدنيين ملثمين وفي نفس اليوم تم الحكم عليه بالسجن ثلاثة شهور بسبب "إهانة أهالي المحرق" بالرغم من أن التغريدة كانت انتقاد لرئيس الوزراء. وفي يوم 16 اغسطس تم الحكم عليه ثلاث سنوات بثلاث تهم تتعلق بالمشاركة في المسيرات أو التحريض على المشاركة بالرغم أن كافة المسيرات كانت سلمية وأن هذا حق أصيل في القوانين الدولية.




ذكرنا موقفها عند الاعتقال الأول في مايو واللذي كان الصمت وعدم التعليق أو إبداء موقف. وقد يمكن أن يعتبر هذا نوع من الضوء الأخضر للمواصلة في التصعيد الأمني، ولكن الأدهى والأمر هو ما حدث في يومي 1 و 16 اغسطس.

الموقف الأول

الموقف الأول كان في جلسة الاستماع الخاصة حول البحرين في الجونجريس الأمريكي حين قامت اللجنة بتوجيه سؤال لمايكل بوسنر مساعد وزير الخارجية الأمريكي حول موقفه من محاكمة النشطاء البحرينيين (الرموز) فقال بأن الولايات المتحدة تدعو حكومة البحرين لإلغاء كل الاتهامات الموجهة للأفراد بسبب نشاطهم السياسي أو تعبيرهم عن الرأي. فقام عضو الجونجريس Jim McGovern بتوجيه سؤال خاص حول الموقف من الأستاذ نبيل رجب فكان الجواب كما يلي:

"قضية رجب أكثر تعقيد بالنسبة للحقائق. هناك حاجة للسماح بالتقاضي أمام القانون. والقضية يجب أن يتم سمعها (في المحكمة) على وجه السرعة."

نعم هكذا كان رد بوسنر اللذي لطالما التقى بالقيادات الوفاقية وأخبرهم أنه منزعج من قرارات حكومة البحرين التصعيدية. ترد عليه منظمة العفو الدولية في مقالها بقولها أن عليه أن يكون أكثر وضوح وشفافية في ما يتعلق بقضية نبيل رجب فقد صنفته المنظمة ومنذ اعتقاله كسجين رأي اعتقل بسبب التعبير عن آراءه فقط وطالبت بإطلاق سراحه فورا.

بوسنر لم يطالب بالإفراج عن نبيل رجب أو بإيقاف المحاكمة الهزلية بالرغم من أنه كان قد تم الحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر بسبب تغريدة وكان لا زال يواجه ثلاث تهم أخرى قد تصل عقوبة إثنتين منهما إلى سنتين لكل واحدة (التجمهر)

ويواصل التقرير ذكر النفاق الأمريكي حيث يذكر بوسنر أن نبيل رجب كان تحت "الاحتجاز" (حبس مؤقت) بينما نبيل كان مسجونا بعد أن تم الحكم عليه. لحسن الحظ فإن أعضاء الجونجريس كانوا أكثر انصافا من وزارة الخارجية حيث طالب 19 عضوا منهم بالإفراج الفوري عن الأستاذ نبيل رجب.




الموقف الثاني كان في يوم 16 اغسطس بعد الحكم على نبيل رجب بثلاث سنوات. هذا الموقف أسوأ من الموقف السابق وقد حدث أثناء مؤتمر صحفي عقدته المتحدثة بإسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولد. عندما تقرأ التقارير الصحفية فإنك على الأرجح ستغفل هذه النقطة، ولكن عن الرجوع للنص الأصلي للمؤتمر الصحفي سيتبين لك حجم النفاق الأمريكي.


صحفي: هل لديك أي تعليق حول حكم الناشط الحقوقي نبيل رجب ثلاث سنوات بسبب تغريدة انتقد فيها رئيس الوزراء؟



فيكتوريا: في الحقيقة هناك مشكلتان حاليا. هناك مشكلة التغريدة واللتي -حسب فهمي - تم تأجيل بت فيها ولكن هناك أيضا حكم الثلاث سنوات بسبب ما يسميه البحرينيون مشاركة في تجمعات غير قانونية.


بخصوص حكم اليوم عن التجمعات فكما تعلمون لقد وضحنا منذ مدة طويلة وبوضوح بأنه من المهم لكل الحكومات بما في ذلك البحرين أن تسمح بحرية التعبير وحرية التجمع لذلك فنحن منزعجون بعمق بسبب الحكم على نبيل رجب ثلاث سنوات بسبب التجمع غير القانوني. نعتقد أن كل البشر لديهم حق أصيل في حرية المشاركة في أفعال العصيان المدني وندعو حكومة البحرين لاتخاذ خطوات في سبيل بناء الثقة في المجتمع البحريني وبدء حوار حقيقي ذو معنى مع المعارضة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، لأن مثل هذه الأفعال تزيد الانقسام في المجتمع البحريني.


قد يكون هذا الجواب إيجابيا نوعا ما بالرغم أنها لم تذكر سوى أنهم "منزجعون بعمق" ودعوا الحكومة للحوار مع المعارضة. ولكن الداهية الكبرى في ما قالته بعد ذلك. لنتابع:


صحفي: هل تريدون أن يتم إطلاق سراحه؟


فكتوريا: لقد قلنا بأنها قضية غير مناسبة ليتم البدء فيها من الأساس.


صحفي: حسنا ولكن هل تطلبين من البحرينيين أن يقوموا بإطلاق سراحة؟


فكتوريا: لا اعتقد بأننا نقوم بذلك حاليا بما أنه قد تم إصدار الحكم. نحن لن نتدخل في هذا الأمر. لقد قلنا من البداية بأننا نعتقد أن هذه القضية كان لا يجب أن يتم المضي فيها.


صحفي: حسنا أنا أتفهم ذلك. ولكن من المناسب طالما أن القضية لا زالت جارية أن تطالبوا بالإفراج عنه ولكن بعد أن..


فكتوريا: القضية اللتي.. القضية اللتي حكم فيها..


صحفي: أنا أفهم هذا..


فكتوريا: والأخرى اللتي.. اللتي لم يتم الحكم فيها..


صحفي: إذا كنتي تعتقدين أنه من غير المناسب المضي فيها ألا يجب أن..


فكتوريا: حسنا من الواضح أننا نعتقد..


صحفي: هل أنتي متأكدة أنكم تريدون أن يتم إطلاق سراحة؟


فكتوريا: بالطبع نحن نعتقد أنه يجب إخلاء سبيله


وبعد ذلك فقط تم إصدار بيان يطالب "بإعادة النظر في الحكم.. بدون تأخير".


منظمة العفو اعتبرت أنه من المحبط جدا أن المتحدثة بإسم وزارة الخارجية لم تطالب بالإفراج عن نبيل رجب إلا بعد مدة طويلة تم إحراجها فيها. كان من المفترض أن يطالب الدبلوماسيون الأمريكيون بصورة واضحة بالإفراج عن نبيل رجب بدل أن يطالبوا بصورة خجولة بـ"إخلاء سبيله". وكان يجب أن يتم أثناء سير المحاكمات وليس بعد صدور الحكم.

أهمية هذه القضية

ذكرت منظمة العفو أن أهميتها نكمن أيضا بسبب قرب محاكمة الرموز الـ13. واللذين سيتم إعلان الحكم النهائي عليهم بتاريخ 4 سبتمبر. الآن هو الوقت المناسب باللنسبة للإدارة الأمريكية للمطالبة بالإفراج عنهم والضغط على البحرين من أجل تحقيق ذلك.

مركز البحرين لحقوق الإنسان انتقد عدم تعليق الإدارة الأمريكية على اعتقال نبيل رجب في مايو وكذلك تصريح بوسنر ولكن انتقاده كان خجولا حيث أنه ذكر أنه لا يريد الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أعطت البحرين الضوء الأخضر لاعتقال نبيل رجب ولكن هناك علاقة مباشرة بين غياب التصريحات الأمريكية أو دعمها للنظام ومع التصعيد الحكومة ضد نشطاء حقوق الإنسان.

طبعا جمعية الوفاق في خبر خير عن انتقاد الولايات المتحدة ولا اعتقد أنها تجرؤ على ذلك، بل أننا رأينا كيف أن الجمعية تستقبل المسؤولين الغربيين وتصدق الكذب اللذي يذكرونه وكيف أنهم مستاؤون من التصعيد الحكومة ولكن "لين حقت حقايقها" تراهم ضدنا دون تردد.

نبيل رجب كان من أشد المنتقدين لسياسية الولايات المتحدة والغرب خصوصا في التعامل مع القضية البحرينية. فقد ذكر في مقابلات عديدة مع محطات غربية، بل أكاد أقول في كل المقابلات.. ذكر النفاق والتناقض الأمريكي والغربي.

يذكر نبيل رجب في 26 يوليو 2011 في مقابلة مع الجزيرة الإنجليزية أن دور الولايات المتحدة في البحرين سلبي فهي لا تطبق معايير الديموقراطية الأمريكية إلا على الدول اللتي على خلاف معها وتغض الطرف عن الديكتاتوريين من حلفائها.. وفي 21 ديسبمر في مقابلة مع صحيفة ناشونال بوست الكندية ذكر أن الولايات المتحدة تدعم الديكتاتوريات الملكية في المنطقة حيث أنها شديدة عندما يتعلق الأمر بأعدائها مثل ليبيا وسوريا ولكنها رقيقة عندما يتعلق الأمر بحلفائها.. وفي 9 مايو 2012 في برنامج "العالم غدا" اللذي يقدمه جوليان أسانج صاحب ويكيليكس اتهم رجب الولايات المتحدة بأنها تعمل ضد الديموقراطية في البحرين حيث أنها وفي نفس الوقت اللذي تدعو فيه روسيا لعدم بيع الأسلحة لسوريا فإنها تبيعها للبحرين.. وفي شهر يوليو قبل اعتقاله بدقائق انتقد نبيل رجب وجود الأسطول الأمريكي في البحرين وقال أنه يصعّب من جهود الوصول للحرية في البحرين لأن دعم الولايات المتحدة للبحرين هو ضوء أخضر للقمع..

هل يجرء أحد السياسيين ويقول ما يقوله رجب عن الولايات المتحدة؟ أم انهم أصبحوا أتباع لها؟ هل إدارة الولايات المتحدة صديقة للشعب البحريني؟ أم أنها تدعم أعداءه وتغض الطرف عنهم..

أطالب كل شخص يقول أنه يمثل المعارضة بأن يوجه سهام انتقاده للولايات المتحدة بشكل صريح وواضح كما قالها نبيل رجب مرارا وتكرار على الملء بدلا من الانتقاد المستمر والمتواصل للمولتوف وبل وإدانته ومن يستخدمه أحيانا.. وينكم عن أمريكا.. يا من تسمون أنفسك بالرجال؟؟ لو أبويي ما يقدر إلا على أمي؟؟


أخيرا، اعتذر عن الإطالة وعن الأسلوب في نهاية المقال ولكن في القلب لوعة وأسى..

المصدر:
http://blog.amnestyusa.org/middle-ea...drag-its-feet/

سأوفر باقي المصادر عند الطلب.