صحيفة الطليعة الكويتية: علاج أولى ضحايا فقدان العين
 

أعلنت منظمة برافو البحرينية أن أحد ضحايا أعمال العنف التي تمارسها سلطات البحرين ضد المحتجين وهو محمد الجزيري أنهى المرحلة الأولى من العلاج بنجاح.
وكان محمد الجزيري فقد عينه اليسرى في فبراير الماضي بعد اصابته برصاص قوات الأمن البحرينية على المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية، خلال مسيرة حاشدة في منطقة سترة جنوب المنامة.
وأضافت المنظمة أنه تم تركيب عين اصطناعية لمحمد، مشيرة إلى أن العلاج يهدف إلى المحافظة على عينه اليسرى بعد أن فقد اليمنى، مؤكدة أن حالة محمد ستتطلب المراقبة المستمرة ومزيداً من العلاج.
من جهتها، قالت الأمين العام لمنظمة برافو، د. ندى ضيف: «كنت محظوظة لمرافقة محمد وشقيقه في ايرلندا خلال زيارتي الأخيرة لها، مشيرة إلى أن مثل هذا الشاب الصغير ذي الوجه الملائكي جوهرة ثمينة ومثال للشباب الحر».
وأضافت: يحزنني أنه كان عليه أن يعاني كثيرا. ونحن مصممون على مساعدته، على الأقل لنعطيه فرصة لتجربة حياة كاملة وسعيدة، مشيرة إلى أن الرعاية المقدمة في ايرلندا والعلاج الطبي الذي تلقاه محمد والمساعدة في إعادة التأهيل يعطياني قليلا من الأمل لمستقبل البحرين».
وأوضحت منظمة برافو أن الفريق الطبي الذي أشرف على علاج محمد أكد لها أن محمد لو تلقى العلاج الفوري والكامل في جو هادئ وبعيد عن تهديدات رجال الشرطة لكانت الصدمة أقل والتأثير العام على الصحة الجسدية أفضل. لكن مع ذلك ذكر الاستشاريون الأيرلنديون أنه لولا المهنية الطبية الفائقة والقدرات الهائلة لجراحي الفريق البحريني الذي قام بالعملية الجراحية الأصلية لمحمد، لكانت مهمة الفريق الطبي الايرلندي أصعب .
وكان محمد قد وصل الى أيرلندا من البحرين في يونيو الماضي وتم فحص إصابته في مستشفى ماتر في دبلن من قبل طبيب العيون مايكل أوكيفي. وفي وقت لاحق تم تركيب عين اصطناعية له والتي ظلت تحت المراقبة مدة لا تقل عن أربعة أسابيع.
وأكدت منظمة برافو أنها مقتنعة تماما بما تم من نجاح العملية الجراحية حتى الآن، وأنها تقدر العمل الرائع والدعم الذي قدمه الموظفون الأيرلنديون والمتخصصون، وهي تعتزم مساعدة افراد آخرين كثيرون مثل محمد في حاجة إلى الرعاية المتخصصة، ولكن غير قادرين على الحصول عليها بسلام في البحرين.
ولفتت المنظمة إلى أن حالة محمد ليست فريدة من نوعها، فمنذ بداية الانتفاضة في فبراير 2011، عانى ما يقدر بنحو مائة بحريني إصابات خطيرة في العين بعد اطلاق النار عليهم من قبل الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع والبنادق، مشيرة الى أن بعض هؤلاء الافراد هم حاليا وراء القضبان، كسجناء سياسيين بتهمة حضور تظاهرات غير قانونية. وقالت إنها تشعر بقلق بالغ على صحة هؤلاء الضحايا، وخصوصاً أن كثيراً منهم تلقوا عناية طبية دنيا فقط بالإضافة إلى حقيقة أن ما يقرب من 40 في المائة من الضحايا المصابين دون سن الـ 18 عاما.
وحذرت «برافو» من أن الاصابات الخطيرة في العين ثابتة ومستمرة. وقبل وصول محمد الى أيرلندا، اصيب صبي في الرابعة من عمره، وهو أحمد ناصر، بطلقة وجرح من قبل شرطة البحرين، بينما كان يساعد والده في بيع السمك، وتم نقله إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج، فضلا عن أن سلطات البحرين منعت في كثير من الأحيان العلاج الصحي لأفراد معتقلين لديها، كما حدث أخيراً في حالة أحمد عون الذي انتظر أكثر من 25 يوما قبل ان يحصل على جراحة في العين اعتبرها الاطباء عاجلة.

http://www.taleea.com/index.php?opti...EKcNc4.twitter