إجماع الشعب والمعارضة البحرانية الثورية على مطلب واحد هو"إسقاط النظام"
 

هذا الموضوع ليس ردّاً على أحد و إنّما هو تبيان لحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، و جليّة لمخالفها قبل مؤيدها، و مؤذية لكل من يبغي السلامة لنفسه الأمّارة بالسّوء لا لدينه و وطنه و شعبه، و ناكئة لجرح غائر في جسد النظام الملكي الفاسد و الاحتلال الغاشم والهمينة الأمريكية؛ هذا الجرح خلفّته ثورة عارمة اجتاحت قلب البحرين و هزّت عرش حمد و قبيلته الغازية ممّا حدى بهم للاستنجاد بحلفائهم و التنازل عن سيادة البلد مقابل البقاء، فثورة 14 فبراير أعادت التوازن الفعلي و الحقيقي للصراع الذي لم يهدأ بين القبيلة الغازية و بين شعب البحرين.

نحفر جرح المعتدي، و نؤذي من أمرنا الله بأذيّته، و نصفع من يستحق ذلك، و نقول بأن:

هذه الحقيقة المرّة التي أفصحت عنها الثورة المباركة، و تمسّكت بها الجماهير و تعمّقت و تتعمّق في نفسها أكثر وأكثر كلّما تقدّم بها الزمان، فما طول زمن المسير إلا شوقاً للمزيد من الإصرار على هذا السقف الواقعي والممكن بإذن الله و بإرادتهم -الجماهير-.

دور المعارضة البحرانية الثورية جاء مسانداً لحركة الجماهير و شادّاً لأزرها، و داعماً لفعالياتها و منظّماً لسير أغلبها، فكان في ميدان الشهداء و كان في الساحات مواجهاً لمرتزقة النظام المدعوم بقوى الاحتلال السعودي الغاشم، كان يدفع بكوادره للمخاطر من أجل إنجاح فعالية هنا و عمليّة هناك.

هذه المعارضة البحرانية الثورية تعمل خارج أُطُرِ النظام لأنها و بكل بساطة لا تؤمن بشرعيّته، و من حقّها أن تعمل وفق ما يقتضيه حقّها في التظاهر و العمل بكافّة الوسائل السلميّة و غير السلميّة من أجل الوصول لهدف الثورة و هو " إسقاط النظام"، نحن هنا نتكلّم عن حقّ، و الحقّ يختلف عن تشخيص الوضع و التكتيك المطلوب لكلّ مرحلة.

ميزة هذه المعارضة الثورية أنها ملبّية لطموح الشارع و منسجمة معه و متفقة في سقف المطلب، ليست تابع للشارع بكلّ ما فيه، و إنّما لعقل الشارع، عقل الشارع لا عقل النخبة، توجّه الشارع لا توجّه النخبة، سقف الشارع لا سقف النخبة، لذلك سمعنا و نسمع منهم سؤال توضيحي واحد في كلّ منعطف من منعطفات الثورة و هو:


هل نعلم ما هي فلسفة هذا السؤال؟

هل نعلم ما هي الخلفيات الشرعيّة، الثقافيّة، القانونيّة، المبدأيّة و الأخلاقيّة لهذا السؤال؟

هل يمكننا الوصول لماهيّة طرح هذا السؤال على الجماهير؟

هل هو للحماس أم لتطبيق و تحقيق هدف أسمى و أرفع و لتبيين الموقف الشرعي والثقافي و القانوني و المبدأي و الأخلاقي؟


إجابة مختصرة جداً:

ماذا تريدون؟ تعني:
1. طبيعة الطريق الذي اختاره الشارع.
2. الوعي الشعبي تجاه مستقبله.
3. الالتزام أمام الله ثم المجتمع المحلي و الدولي تجاه من يدير دفّة بلاده و مقدّراته.
4. تحقيق مبدأ العدالة و التخلّص من الوصاية غير المنصفة.
5. تحمّل المسؤوليّة و الاستعداد للمشاركة فيها وبقوّة.

بعض مِن مَن حضر في ميدان الشهداء رَفَعَ شعاراً آخراً، لا شأن لنا فيه، لأن الجماهير كانت و لا زالت ترفضه و تلفظه، و لم يتم رفعه نطقاً و لا فيه مسيرة واحدة، كما أن أصحابه لا يريدونه فعلاً و أبدوا رغبتهم في أيّ حلّ يبادر به النظام لأزمتهم و ثورتنا، و لو لا رحمة الله و وعي الثوّار لقُضُيَ الأمر بين النظام و بين من يريدون الحلّ السريع البسيط الذي لا يساوي آهة من آهات مهموم على أخوة له قضوا شهداء أو غيّبوا في غياهب السجون، فما بالك بالدماء و التعذيب و الجراح و انتهاك الأعراض و غيرها من الأمور التي لو لم تحصل لبقينا على مطلب إسقاط النظام فما بالكم بحدوثها !!.

أجمَعَ الشعب مع المعارضة البحرانية الثورية على المضي في سقف " إسقاط النظام " بلا هوادة متحدّين آلة القمع الخليفية السعودية الأمريكية البريطانية و كذلك الانحراف في الفكر متوكّلين على الله ومستعينين بالفكر المحمدي الأصيل الذي اختطّه أنبياء الهدى .. و أئمة العلم و التقى .. و مراجع عظام .. و مفكّرون كبار، عكفوا على تحديد الخطوط العامّة للطريق السويّ في مثل ظروف ثورتنا المظفّرة.