منتدى استراحات زايد - لهذا أختلف مع الشيخ ياسر الحبيب في دعوته للتخلي عن ثورتنا

السلامُ عليكم ورحمة الله
لا يخلوا عصرٌ أو مصرٌ من آراء ودعوات وتوجهات يشوبها شيءٌ من عدم الدقة، وهذا الأمر أمر تتحكمُ فيهِ عدة عوامل وظروف.
الشيخ ياسر الحبيب عُرف في مختلف الأوساط بأنه صاحبُ توجهٍ قائمٍ على فضح الطغاة القدماء الذين أسسوا لما قام به الطغاة اللاحقون، ويرى بأن إسقاط الطغاة القدماء سيؤدي بالنتيجة إلى إسقاط الطغاة اللاحقين، ولذا فهو يبذل قصارى جهده من أجل إيضاح جوانب الطاغوتية في قدامى الطواغيات والطاغوتات.
غير أن لكلِّ رأي سلبيات وجوانب نقص، ومن جوانب النقص والسلبية لدى الشيخ ياسر الحبيب أنه يدعوا في خطاباته شعب البحرين إلى التخلي عن ثورته ضد آل خليفة ويوجهه إلى السعي إلى ثورةٍ من نوعٍ آخر حسب ما بين، وهي الثورة ضد أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وما شابه من قدامى الطواغيت.
ومما لا شك فيه أن العمل على تبيان جوانب الطاغوتية لدى هؤلاء لهو أمرٌ جيدٌ جدا، ولكن لا أن نترك ثورتنا ونسلم أنفسنا أسارى بيد آل خليفة بحجة الاكتفاء بالثورة على هؤلاء، فإن هذا مخالفٌ للعقل والصواب، حيث أننا إذا اكتفينا بالثورة على هؤلاء وتركنا ثورتنا على آل خليفة سنرى أانفسنا بعد سنواتٍ مكبلين بيدِ آل خليفة وآل سعود وحينها لن نتمكن حتى من ذكر مصائب أهل البيت (ع) وما جرى عليهم فضلا عن أن نبين كامل جوانب الطاغوتية لدى هؤلاء الطواغيت.
وكلي غرابةٌ من بعض الإخوة (من البحرين) ممن يتبنون نفس نظرة الشيخ ياسر الحبيب في التخلي عن ثورتنا والاكتفاء بالثورة على الطواغيت القدماء، فإن هؤلاء لا يلتفتون إلى أنهم سيأكلون من لحوم المضحين حينما تجهز الكعكة ويأتون لأخذ نصيبهم، حيث أنهم الآن يدعون لوقف الثورة على آل خليفة والاكتفاء بالثورة على قدماء الطواغيت، ولكن إذا تحقق النصر سيأتون لأخذ نصيبهم من ثماره، وسيسعون للاستفادة من أي إصلاحٍ سيحصل، وبهذا سيُعتبرون أشخاصا نفعيين يأكلون من أتعاب غيرهم (رغم أنهم كانوا يدعون هذا الغير للتخلي عن ثورته).