بشرى يا وادي الخيطان (وادي البسوس)
 

بشرى لأكل من اهتم ويهتم لأمر وادي الخيطان
غياب الخدمات عن وادي الخيطان نصف قرن


سعد سالم- سبق- الرياض: شكّلت هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" لجنة لتقصي الحقائق والكشف عن أسباب تأخر وصول الخدمات لسكان وادي الخيطان في منطقة الباحة، وتعهدت بأن تنتهي اللجنة من عملها في وقتٍ قياسي.
وكانت "نزاهة" قد تفاعلت مع ما نشرته "سبق" عن وادي الخيطان؛ حيث تلقت الصحيفة اتصالاً من مكتب المهندس صالح الشويرخ، نائب رئيس "نزاهة" للشؤون العامة، عبَّر فيه عن شكره وتقديره للصحيفة على ما قامت بنشره عن معاناة سكان وادي الخيطان، مؤكداً وقوف الهيئة مع سكان الوادي، وأنها ستعمل بكل طاقتها من أجل تذليل جميع الصعاب التي واجهتهم.
كما رتبت "سبق" لعقد اجتماعٍ بين المهندس الشويرخ والمتحدث باسم أهالي وادي الخيطان المواطن محمد الغامدي، الذي أكّد أنه اجتمع بالشويرخ في مكتبه بالرياض، وشرح له جميع الإشكاليات والصعاب التي واجهها سكان الوادي منذ ما يقارب نصف قرن، والتجاهل الكبير الذي وجده سكان الوادي من قِبل البلدية.
وأضاف الغامدي: قدمتُ لهيئة مكافحة الفساد أوراقاً ثبوتية، فيها إثباتات تدين بعض الجهات المسؤولة في منطقة الباحة، يأتي على رأسها البلدية، التي كانت تقف حجر عثرة أمام سكان الوادي - على حد قوله.
وأردف: هنالك مطالبات من قِبل سكان الوادي الذين يعدون من سكان منطقة الباحة الأصليين، منها النظر في المنح السكنية التي تُعتبر من أبسط حقوق المواطن، والتي أمرت قياداتنا الرشيدة بتنفيذها وصرفها للمواطنين.
وقال إن عدداً من سكان وادي الخيطان قدّموا طلبات مِنح سكنية لهم منذ عام 1408هـ، وحتى الوقت الحالي لم يتم صرف مِنح لسكان وادي الخيطان، والسبب - كما أكّده لنا المسؤولون في بلدية بلجرشي - أننا "بدو رحَّل"، ولا يحق لنا الاستفادة من أي خدمات مهما كانت.
وكانت "سبق" قد نشرت تقريراً بالصور، أوضحت فيه مدى سوء المعيشة التي يعيشها كل يوم سكان وادي الخيطان؛ حيث ناشد أهالي الوادي "سبق" سرعة التفاعل مع أمرهم وحياتهم شديدة الفقر، وذلك بنشر معاناتهم اليومية التي تفتقر إلى أبسط الخدمات العامة كالكهرباء والماء وغيرهما من الخدمات التي يطالبون بها منذ ما يقارب نصف قرن.
وناشد أهالي وادي الخيطان صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، سرعة النظر في معاناتهم؛ حيث أثنوا على قراراته الصارمة وتوجيهاته المستمرة في خدمة المواطن ومحاسبة المقصِّر.
الخبر الأصلي نشر في : 20 شعبان 1433-2012-07-0910:37 pm
❞

محرمون من الخدمات ووصفهم بـ"البدو الرحَّل" عزَّز من مشكلتهم
أهالي وادٍ في الباحة يعيشون 50 عاماً من العزلة في صناديق الماشية


سعد سالم- سبق: أعوام طوال من العزلة، لا يمكن تحديدها بأرقام، حتى صارت تشبه عنوان الرواية الشهيرة للروائي الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للآداب جابرييل جارسيا ماركيز (مائة عام من العزلة). أعوام مؤلمة تصف حال قاطني وادي الخيطان في منطقة الباحة، وبمحافظة بلجرشي تحديداً.

العزلة تتأكد بغياب الخدمات الأساسية للحياة هنا، حيث يتجلى مع فقر أهالي الوادي حرمانهم من الماء والكهرباء وبقية الخدمات الأخرى، ولعل إشكالية الكهرباء هي الأكثر تأثيراً لمن يألفها طيلة سنوات العزلة.

عدد من سكان وادي الخيطان أوصلوا شكواهم عبر "سبق" في اتصال هاتفي، طالبوا فيه مسؤولي منطقة الباحة بضرورة النظر في أوضاعهم و"عزلتهم" تلك.

بكلمات ومعلومات مباشرة، كانت خلاصة ما قاله عدد من أهالي ذلك الوادي، إنهم منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، "محرومون من رغد العيش، ونحلم بحياة كريمة هنية كغيرنا من المواطنين، وكلنا أمل بخادم الحرمين الشريفين صاحب الأيادي الكريمة بالنظر في أمرنا، وتوفير الخدمات العامة لنا من ماء وكهرباء وغيرها".


مشاركة الدفء مع الأغنام
وأكد لـ "سبق" محمد الغامدي بقوله: "جميع سكان وادي الخيطان عانوا الكثير من الصعاب وما زالوا، حيث يواجهون صعوبة الحياة في ظل التطور الكبير الذي تشهده مناطق المملكة، فهم محرومون من الماء البارد في ظل ارتفاع الحرارة، ومحرومون من الكهرباء التي تقيهم حر النهار وتبدد ظلمة الليل".

وأضاف الغامدي أنهم يسكنون في صناديق المواشي، ويتلقون الدفء من حرق الحشائش وأعلاف الأغنام وجلو تلك الأغنام؛ فلا مبانٍ مسلحة تحميهم من الأمطار الغزيرة ولا من أشعة الشمس الحارقة، ولا من خطر الدواب التي يشتهر بها وادي الخيطان. مشيراً إلى أن أعمدة الكهرباء لا تبعد عن منازل العديد من سكان وادي الخيطان سوى أمتار معدودة، "لكنها عديمة الفائدة، حيث لم تفعَّل ولم يتم تشغيلها منذ سنين عديدة، والسبب -كما صدر من بلدية بلجرشي- أن تعثر الخدمات تسبب في عدم القدرة على إيصال الكهرباء، كما أن هنالك حجة يتناقلها سكان منطقة الباحة، وهي أن جميع سكان وادي الخيطان هم عبارة عن بدو رحَّل، مع العلم أنها معلومة غير صحيحة؛ فجميع السكان من أبناء منطقة الباحة الأصليين".

هل في الأمر جريمة؟
كما تحدث عبدالعزيز الصقعبي من سكان منطقة الباحة، شارحاً أوضاع سكان وادي الخيطان، وقال: "لقد حرم سكان وادي الخيطان من جميع الخدمات التي من حقهم الحصول عليها. إن ما نراه في ذلك الوادي من حرمان واضح من أبسط الخدمات، يعتبر وكأنه عقاب نالوه جراء مصيبة أو جريمة قاموا بها".

وأضاف الصقعبي بقوله: "لقد توالت المطالبات من قبل أبناء منطقة الباحة ووادي الخيطان، لكن دون جدوى؛ فمدير البلدية الأسبق كان يقف عائقاً وحجر عثرة أمام تحقيق حلم بسيط لسكان الوادي، بحرمانهم من إيصال الخدمات، حيث رفعت العديد من التقارير لإمارة المنطقة ولبلديتها كذلك، لكن دون فائدة".

وأكد الصقعبي أن سكان وادي الخيطان يعتمدون كثيراً على "صدقات فاعلي الخير بالماء والطعام وفوانيس الإضاءة وغيرها من المؤن التي تكفيهم لعدة أيام، كما أن نسبة كبيرة من سكان الوادي هم من كبار السن الذين تجاوزا الـ60 عاماً، وهو ما يؤكد لنا حاجة هذه الشريحة للعناية والاحترام، وتقديم كافة سبل الراحة التي حُرموا منها في شبابهم".






















❝