منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   ‏بين سلمية غاندي وثورية جيفارا ورسالية محمد - ليث البحرين (http://vb.ma7room.com/t952878.html)

محروم.كوم 07-09-2012 11:30 AM

‏بين سلمية غاندي وثورية جيفارا ورسالية محمد - ليث البحرين
 

ليث البحرين (@bahrainileonard)
بين سلمية غاندي وثورية جيفارا ورسالية محمد

تعلمنا منذ نعومة أظفارنا معنى الحرية، وترعرعنا على ذكر اسم أبطالها وحفظهم في مكنون القلب فهم قطب الرحى ومدرسة الصمود في وجه المستبدين والطغات على مر العصور.

ومن أروع أساطير التحرر العالمي هو محرر الهند وداعية السلمية الأشهر المهاتما غاندي، والذي قدم دروساً خالدة بالعطاء والتضحية والصبر على الجراحات منذ ريعان شبابه وحقق الانجاز تلو الآخر في جنوب أفريقيا قبل أن ينتقل للهند ويواصل كفاحه من أجل الحرية التي نالها بعد الحرب العالمية الثانية ولكنها كانت حرية جريحة بتقسيم الهند على اساس مذهبي ديني بين مسلم وهندوسي وكان نتيجة موقفه التاريخي مع الحق بالدفاع عن حقوق المسلمين والمنبوذين في دولة أكثريتها من الهندوس ان يدفع حياته ثمناً لذلك في عام ١٩٤٨.

وفي سياق مختلف تماماً برز بطل القرن العشرين وصاحب أشهر صورة في تاريخ البشرية، انه اسطورة الكفاح الثوري الميداني البطل الأرجنتيني تشي جيفارا، الذي انتقل بثورته وإخلاصه للانسانية من بلدٍ إلى بلد، فمن انتصارٍ مدوٍ في كوبا بقيادته الى بناء مجتمعها ومحاسبة مترفيها لذلك كان وزيراً للصناعة وكان يعمل بيده كباقي العمال ويحصد الحقول مثل سائر الفلاحين ولا يرضا إلا أن يعيش بمستواهم وتواضعهم، ورغم كل انجازاته وتعيينه وزيراً وسفيراً فوق العادة إلا أنه ترك كل هذا ليعود للميدان متحاملاً على مرضه وذهب لأدغال الكونغو مقاتلاً صلباً من أجل الحرية وإتجه لمسقط رأسه أمريكا الجنوبية وناضل وواصل في درب تضحيته حتى تم إسره من قبل وحدات خاصة مدعومة أمريكياً وأعدم وهو فاتحاً عينيه في وجه قاتله في مشهد لن ينساه كل أحرار العالم.

ورغم اختلاف نهجي جيفارا وغاندي ولكنهما أشهر شخصيتين بالقرن العشرين، وهنا لا بد من وقفة تأمل في طبيعة التعاطي العالمي معهما، فأحدهما يُدرَّس في مناهج السياسة وتُوضع صوره في كل انحاء العالم والآخر تمنع قصصه في امريكا ويحاولون تشويه سمعته بكل ما أوتوا من قوة، فيُرمى بالإلحاد تارة وبالزندقة تارة أخرى، حاربوه حياً ودفنوا جنازته في الادغال لعشرات السنين لطمس ذكراه، فلماذا هذه الحرب العلنية على جيفارا والاطراء اللا محدود على غاندي؟

للجواب على هذا التساؤل يجب علينا ان نقرأ بعض ملامح شخصيتي الرجلين من خلال سيرتيهما، فإن فلسفة غاندى كانت ترفض العنف "إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية. إنه أقوى من أفتك سلاح دمار تم تصميمه ببراعة الإنسان". فغاندي المؤمن بقوة اللا عنف قد وضع منهجاً يجب على متتبعه أن يتحمل العذابات والصفعات واللكمات والتنكيل في سبيل بقاءه سلمياً محافظاً على مبادئه التي ناضل من أجلها، ولكنه لم يترك الباب مفتوحاً للسلمية فهو يرى ان السلمية ستنجح في ظل وجود عدو لديه قيمة أخلاقية ولو محدودة تمكنه من التنازل والحوار في نهاية المطاف للوصول للهدف المنشود من الجانبين، وقد وجد غاندي هذا العدو في بريطانيا العظمى فرغم الضرب الذي لاقاه وأسره لسنين طوال لكن هذا العدو كان لديه ذرات احساس من جانب معين فهو لم يتعرض لعرض غاندي مثلاً بتعذيب زوجته أو تعريتها أو المساس بها جسدياً على الرغم من أسرها مع زوجها، وكذلك فالشعب البريطاني كان متعاطف مع مظلومية الشعب الهندي كعموم ومع حراك غاندي السلمي بالخصوص مما أكسبه تعاطف كبير أثر في نهاية المطاف ومع ما حل ببريطانيا العظمى من جراحات ودمار في نهاية الحرب العالمية الثانية في ان تتنازل الامبراطورية عن تاجها بالهند لتنسحب من شبه القارة وتقسمها لأسباب استعمارية بحته.

في المقابل فإن فلسفة جيفارا مغايرة لما ذهب إليه غاندي، ولكنها فلسفة انسانية عالمية كذلك "إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني". فجيفارا يؤمن من تجاربه وتجارب شعبه المريرة ان لا حل مع الطغمة الحاكمة إلا بالكفاح المسلح الذي يستأصل المستكبرين من جحورهم ويلقي بهم في الهاوية، فعدو جيفارا تجاوز حد اللا معقول وما عاد للسلمية في قتاله من سبيل، هو عدو لا عواطف أو أحاسيس في قلوب أتباعه، بل هو عدو من نفس الدين والوطن ليس آتٍ من قارة أخرى، عدو متجرد من الانسانية سافل منحط أخلاقياً بكل معنى الكلمة، لزم لعلاجه الاستئصال فهو غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود.

ولأن جيفارا وصل للقناعة التامة بالكفاح المسلح والنضال الميداني وانتصر ونشر هذه الثقافة وقتل في سبيل نشر مبادئ الثورات العالمية من أجل الحرية، تعمل امريكا والغرب على دعم اسطورة غاندي وتمجيدها وسحق جيفارا وتهميشه ولصقه بالوضيعين والمنحرفين، فمثل جيفارا واستبساله هو من يرعب عملاء أمريكا التي نجحت في سلب الشعب الامريكي لحرية تفكيره فبات شعباً طيباً ساذجاً متقوقعاً على نفسه تتحكم به الماكينة الاعلامية التابعة للماسونية العالمية ولن تتحرك عواطفه التي رُسمت معالمها مسبقاً إلا بإتجاه معين، فالسلمية في مواجهة اتباع الامبريالية العالمية ليست إلا وهم لن يضر حكام العالم ولن يؤثر عليهم لذلك يمدحون غاندي ويسقطون جيفارا، فهو مثال ناصع للصمود الميداني وهل من يترك منصب الوزارة ليعود للميدان مقاتلاً وهو هاجر لزوجته وعياله إلا قدوة للثوار يتتبعون حذافيرها في سبيل الحرية.

وما بين السلمية المشروطة بعدوٍ لديه بعض الاخلاق ووراءه رأي عام حر وقوي، وبين الثورية المشروطة بعدو عديم الاخلاق تماماً ولا يهمه رأي أحد فهو فاقد للقيم الانسانية، ما بين السلمية والثورية توجد وسطية الرسالة المحمدية بعذوبة رسولها الأكرم وطيب أخلاقه، فهو السلم لمن سالمه والحرب لمن حارب دين ربه ولا تأخذه بالله لومة لائم ولم يبالي بأعداءه وما يحيكون له فهو العقل الراجح الذي قرأ كل شاردة وواردة في عصره حتى تحرك وفقاً للمعطيات الميدانية والاعلامية في زمانه.

فالرسول الأعظم هو السلمية العظمى بعطاءه ومحبته اللا محدودة ورحمته للعباد (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فلا سلمية كسلميته ولا صبر كصبره ولا انسانيه كانسانيته، هو الكامل بصفاته وورعه وكرمه واخلاقياته العظيمة (وإنك لعلى خلقٍ عظيم).

ومحمد هو الثورية الفذة في سبيل الله والحرية، وهل من رسولٍ قبله قاتل وجرح وضرب وتم رمي الحديد والنار والحجارة عليه مثله، وهو الذي لم يتخلى عن القوة في جانبه بل انه دعم الابطال وقدمهم كنماذج عظيمة في الاسلام كعمه الحمزة وزوج ابنته علي الذي اشتهر ببسالته وصموده في الميادين حتى قال عنه جبريل في السماوات العلا يوم معركة أحد بعد ان قاتل قتال الابطال ذوداً عن حياة رسول الله (لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار)، بل إن الرسول بذاته يعتبر القائد الميداني الأعظم ولا أروع مما قال الإمام علي في حق ابن عمه النبي (إنا كنا إذا اشتد البأس، واحمرت الحدق اتقينا برسول الله، فما كان أحد منا أقرب إلى العدو منه).

نعم لا تستغربون أحبتي فالرسول الأكرم هو مثال السلمية الأعظم ومثال القيادة الميدانية الأروع، فالانسان الرسالي مسالم بطبعه ولكن لحدود معينة تجبره أحياناً الظروف دفاعاً عن نفسه ودينه وعرضه وشرفه أن يتقدم الصفوف ليقود الأشاوس في الميدان ويرسم أبلغ معالم العشق للحرية بدمه العبيط لوحة ًجميلة ً نقية لا غبار فيها، وهذا هو ما نحتاجه في ثورتنا المباركة.

فكونوا يا عشاق الحرية في وطني المحتل رساليين، ذوبوا في محمد النبي تذوبون حقاً بالحرية، فلا سلمية مع من هدم مساجدكم واغتصب نساءكم حتى حملت أكثر من إمراة من سفاح في سجون آل خليفة، الله الله في أعراضكم، الله الله في نساءكم، الله الله في زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم، اقطعوا اليد التي تمد إليهن ولو أدى ذلك لقتل المعتدي ولا تبالوا بالموت في سبيل الله وفي سبيل الوطن وفي سبيل الحرية، فالموت أولى لنا من حياة نفقد فيها شرفنا وكرامتنا، فلنلتمس من غاندي سلميته ومن جيفارا رجولته، وليكن مثلنا وقدوتنا الغراء هو خاتم الأنبياء الذي قالها ثلاثاً:
من مات دون عرضه فهو شهيد،
من مات دون عرضه فهو شهيد،
من مات دون عرضه فهو شهيد.

ليث البحرين
٧-٧-٢٠١٢


الساعة الآن 09:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227