|
مـواقـف يـومـيـة بـ نـوايـا عـفـويـة -- -{1}- .... مع روعة صفير العصافير في صباحٍ رائع وبينما أنت جالسٌ في مكتبِك أمام شاشة حاسوبِك وبـ جانِب نافذتك المشرقة أشعة الشمس تتخلل الستائر والذهن صافي , عيونك تتأمل كل شيءٍ أمامك وكأنك شاردٌ بـ التفكير في أمرٍ ما شفتاك تنطق لا إرادياً كلما دخل أحدٌ المكتب " وعليكم السلام .. Good Morning تشعر بـ أن شيئاً ما ينقصك مع هذه التأملات وسرعان ما ترى الـ Office Boy يمر من أمامك فـ تدرك حينها أن كوب الشاي اليومي لم يصل بعد بـ صوتٍ خافت تقول له : " واحد جاي سليماني " فـ يرد عليك لحظياً بـ صوتٍ حاد وبـ لهجة أهالي Karnataka الهندية ( Baass bora busyy ) ....ا -{2}- .... كنت تجلس مع الرفاق في إحدى زوايا حارتِكم على أحد الأرصفة فـ انسحبوا جميعاً بـ حجة إنهاء جدل حاصل وتركوك وحدَك انتظرتهم طويلاً وحاولت استيعاب موقفهم الذي قاموا به بين الانتظار والدهشة والتغاضي وبينما هم على بعد خطوات منك يتناقشون ويجادلون إذْ بـ سيارة صديق آخر تمر فـ يركبون معه لـ تبقى وحدَك جالساً وكأنك نسياً منسياً وكأنك غير موجود من الأساس !! .... -{3}- .... زميلة في مكانٍ ما بدأت تتقرَب منك لـ تتعرف على تفاصيل حياتِك تظهر لكَ اهتماماً رهيباً وأنت حذر جداً في التعامل معها في يومٍ من الأيام صارحتك بـ أنها " تـحِـبَـك " حتى قبل أن تتعرف عليكَ جيداً كسَرت بـ جل عواطفها كل حواجز الرسمية وأصبحت تهتم بـ اسمك ويوم ميلادك ! تعرض لكً المساعدات والخدمات جملةً وتفصيلاً تراك القدوة ! وتحرص على إرضائِك بـ شتى الطرق ومختلف الوسائل يهمها ذوقك وتعجبها آرائك . ولكن أدركت مؤخراً أنها تفوقك بـ العمر بعد أن رسمت لـ نفسها مخططاً معيناً فـ تحول الحب إلى أخوة وبعد آونة تحولت الأخوة إلى {عدم} كأنها لم تعرفك من قبل بل غمرتها الرسمية في التعامل معك ومرت سنة ومر يوم ميلادِك الذي كانت تفرح وتهنأك به كلما مر فـ لم تهنأك ولم تتذكره حتى !! .... -{4}- .... مع أول أيام التحاقي بـ عملي قابلني مدير الفرع بـ كل رحابة صدر واستغرق ما يقارب الساعة ونصف وهو يوضح لي طبيعة العمل وتفاصيله بـ أسلوب لبق , محترم جداً , بـ طلاقة في الحديث لم أعهدها مع غيره ومن ثم أخذني معه إلى كل المكاتب لـ يعرفني على الموظفين ويعرفهم بي عند كل مكتب يفتح الباب ويقول لي بـ الانجليزية تفضل وكأني أنا مديره !! وفي اليوم الثاني والثالث وخلال أسبوع كامل بعد أن احتككت بـ الموظفين أرى الجميع يذم بـ هذا المدير ويبخسه حقه يقللون من شأنه ويصفونه بـ الخبيث وأنا لا أبدي أي ردة فعل لا مؤيد ولا معارض لا مهاجم ولا مدافع !! ثمانية أشهر مرت وما زالت العلاقة بيني وبينه مبنية على الحب والود والاحترام والانضباط في مواقيت العمل ولا زال الجميع يذمونه ويسبونه ! حتى أيقنت مؤخراً أنهم يكرهونه لأنهم غير منضبطين ولأنه لا يجامل أحداً منهم .... -{ الـمـحـصـلـة }- إن طغت عفويتهم على مواقف حياتنا فلندعها تطغى على المواقف لا مشكلة في ذلك ولكن بـ شرط ألا تطغى عفويتهم على عفويتنا فـ كل إنسان تربى على مبادئ معينة وكل إنسان تبنى عفويته على هذه الأسس كل إنسان يبحث عن مصلحته .. أين تقع ؟ كيف يحصل عليها ؟ لم تكن يوماً أنانية لأن الأنانية توجد لدى نفس دون الأخرى بينما مصلحة الإنسان متأصلة بـ داخل كل النفوس لأنها غريزة فطرية لا يمكن الاستغناء عنها بـ كل بساطة أستطيع أن أنهض وأصنع كوباً من الشاي الأحمر في مطبخ العمَال .. قد يراها البعض معيبة بـ حقنا ولكن صدقوني أنها مريحة لـ البال ما المشكلة إن خففنا على العامل ثقل المهام التي يؤديها يومياً ؟! وما المشكلة إن تغاضينا عن موقف عفوي تغاضوا فيه عنَا فـ قابلناهم بـ التغاضي أيضاً ؟! ما المشكلة حين يحبونك الناس ومن ثمَ يبتعدون عنك ولا يذكرونك ؟! ألم يحبوك ؟ ألم يهتموا بِك ؟ ألم ينجذبوا لك في يومٍ ما ؟ إذا فـ اسعد بـ دنياك لأن قربهم دليل أصالتك وروعتِك ولأن الله إذا أحب عبداً أحبه الناس ما المشكلة حين تقف موقف المحايد بين أقاويل ووجهات نظر متضاربة فيما بينها !! عِـش كما يجب أن تعيش وقف دائماً في كل الصفوف مـثِـل جميع الأدوار وكن محباً لـ الكل راعي الظروف ولا تنزعج من موقف بسيط قد تتفادى آثاره بـ مجرد أن تفكر بـ عقلك وتحسن التصرف بـ موقف من عفويتك يضفي لـ الحياة رونقاً خاصاً يسعدك دائماً ويسعد كل من هم حولك |
تسلم ما قصرت يعطيك العااافيه تقبل مروري |
السلام عليكم موضوع رائع طرح جميل نتريا يديدك تقبل مروري اخوكم الذيب |
تسلمَ ع الموضوع َ، ربيَ يعطيكـَ العآإفيـههَ !, |
| الساعة الآن 07:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir