الثورة التي لا تسير نحو تصعيد مستمر لا يمكن أن تتنتصر !
 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلي وزد وبارك على محمد وآل محمد الطيبين الأطهار ، بداية ً ، آجركم الله بذكرى وفاة أم البنين عليها أفضل الصلاة والسلام ، أما بعد ..

منذ شهور ونحن نعيش في روتين يومي بات النظام مُنسجِمٌ معه ، يستطيع بطريقة أو أخرى أن يقضي على كل فعالية ، ووصلنا لمرحلة أصبح التصعيد فيها لا يواكب حجم المعاناة التي نقاسيها ، أو يكُن على حجم المرحلة ، أنا هُنا لا أطالب الأطراف السياسية بالمُستحيل ، ولا أطلب من هذا الشعب أيّ أمر عصيب ، ولكن ، علينا التأمل جلياً أن الشهور الماضية لم يحصل فيها تصعيد حقيقي يهز أركان النظام ، مهما كانت التوجهات ، فالعمل الذي يقوم به من يسعى لإسقاط النظام لا يأتي حتى بمملكة دستورية ، كما الجميعات السياسية الساعية لمملكة دستورية ، خطابها وعملها ودعواتها ليست بقادرة حتى على تغيير وزير بعينه ، وليس حكومة بأكملها ومحاسبة أعضائها .

سأبدأ بالإئتلاف والمجاميع الثورية أولاً ، بدأ الإئتلاف بالتهديد والوعيد قبل 14 فبراير المنصرم ، وتوعد بعمليات تهز أركان النظام ، ولكن ما الذي حصل ؟ دعوات تفعيل الدفاع المقدس إستمرت كما هيّ ، وأصبح حرق الإطارات وغلق الطرقات أكثر العمليات النوعية ، وهي اليوم وبالمرحلة هذه ليست كذلك بتاتاً ، النظام لن يسقط بهذه الطريقة ، وإن كان فإنه يحتاج سنين من العمل - وإنا مع الصابرين إن شاء الله - الإئتلاف لابُد أن يتبى حركات المقاومة التي بدأت تنشأ ولم تلقى صداً لها بل كل ما لاقته تخوين وإتهامات بالعمالة للنظام ، كما هو واضح وجلي ، المقاومة المدنية والعسكرية هي الوحيدة القادرة على إسقاط هذا النظام في الوضع الراهن ، الحجج التي تقول بأننا لا نملك السلاح والعتاد كما آل خليفة ، نعم لم نقل غير ذلك ولكن " كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين " ، علينا السعي في هذا الخيار وإن كان مُراً وصعباً ، وكلما أسرعنا في البداية الحقيقة كلما باتت الفرص أكثر للتطور وإعادة الصراع الأرض لأن يكون " متكافئاً " .

الجمعيات السياسية هيّ الأخرى لا أرى في إعتصاماتها ودعواتها أو مهرجاناتها - أو حتى لغة الخطاب - على مستوى الحدث ، ليس هنالك نهج واضح يسير عليه الأخوة في الجمعيات السياسية ، التصعيد ليس بالضرورة أن يكون رفع مطالب إسقاط النظام ، أقلها الدعوة لإعتصامات عارمة - على سبيل المثال مقاطعة الوزارات الرسمية لأن هذه الحكومة ساقطة بنظرهم - الدعوة لمسيرات غضب عارمة تجوب المنامة وتدعوا فيها لمشاركة علمائية وشعبية - ومن إستطاع أن يخرج هذا الشعب على بكرة أبيه في 9 مارس قادر أن يخرج نفس العدد وفي قلب العاصمة المنامة - لكن جلياً يتضح أن نهج الجمعيات السياسية هو المسايسة باللغة التي لا تسخط ولا تغصب هذا النظام أكثر . التصعيد الحقيقي يكن كالإعتصام أمام السجون ، أمام المستشفيات التي يحتجز فيها أسران وضحايا التعذيب ، أيضاً الدعوة للعودة لميدان الشهداء والجميع سيبارك هذه الخطوة فداءاً للخواجة ، مسيرات فعلاً تؤثر على هذا النظام ووجوده ، لا تِلك التي تحصل حالياً فهي غير مسموعة وستظل كذلك حتى تصعيد حقيقي يهز أركان هذا النظام .

الوضع وإنفراجه ؟ قريب إن كنت تؤمن بعدالة هذه القضية ، شخصياً أرى أن هذا النظام يترنح منذ مدة وينتظر الضربة التي تُثكله وتنهيه ، أؤمن أن هذه الثورة قد تستمر مدتها بعدد المدة التي إنقضت وقد يكون أكثر إن لم نرى تحركات تواكب حجم المرحلة ، ولكن لم أستشعر ولو للحظة بأن إسقاط هذا النظام مُستحيل ، حقوقنا ستُتنزع وآل خليفة اليوم ليسوا كالأمس ، ولن يعودوا كذلك ..

نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..
في رعايته وحفظه ..