جريدة الشرق الأوسط تعترف بفشل معرض الكتاب في البحرين
 

http://aawsat.com/2012/03/29/images/daily1.670160.jpg جانب من أروقة معرض البحرين الدولي للكتاب الخامس عشر («الشرق الأوسط»)
http://aawsat.com/2012/03/29/images/daily2.670160.jpg جانب من أروقة معرض البحرين الدولي للكتاب الخامس عشر («الشرق الأوسط»)


المنامة: إيمان الخطاف
حالة من الركود غير المسبوقة تعيشها حاليا ممرات معرض البحرين الدولي للكتاب الخامس عشر، الذي افتتح الخميس الماضي، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر عربية ودولية، فعلى الرغم من جودة التنظيم؛ فإن أروقة المعرض بدت شبه خالية في معظم الأوقات، وهو ما انعكس على ملاك دور النشر، الذين لاحت عليهم ملامح خيبة الأمل، وأرجع بعضهم ذلك لتداخل توقيت معارض الكتاب، حيث انطلق معرض البحرين مباشرة بعد معرض الرياض الدولي للكتاب وفي الأسبوع نفسه لانطلاقة معرض أبوظبي للكتاب، فيما أرجع البعض الآخر ضعف الإقبال إلى الرقابة الصارمة ومنع العديد من الكتب هذا العام. ويصف لـ«الشرق الأوسط» موسى الموسوي، وهو مالك دار «فراديس» البحرينية للنشر والتوزيع، معرض البحرين الدولي للكتاب بالقول: «يكاد يكون مشلولا هذه السنة»، ويضيف: «المعرض سيئ للغاية، فلا وجود للزوار، وذلك بخلاف مشاركتنا في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث كان هناك اكتظاظ لا يوصف وإقبال ضخم، بعكس معرض البحرين للكتاب، فهنا الأروقة والممرات شبه فارغة، إذا ما استثنينا حركة حمالي الكتب وأصحاب الدور!».
ويتابع الموسوي قائلا: «لا ننكر أن هناك جهدا كبيرا بذل في معرض البحرين الدولي للكتاب من ناحية الديكور وتوزيع الأجنحة والتنظيم، فكل الخدمات اللوجستية موجودة في المعرض ولا غبار عليها، لكن المشكلة أنه لا يوجد إقبال من الزوار». وأرجع الموسوي ذلك لعدة عوامل، جاء من أبرزها وجود رقابة صارمة على العديد من الكتب هذا العام، مضيفا: «الرقابة في معرض الرياض كانت أكثر تساهلا من الرقابة في معرض البحرين، فهذه السنة هناك تشدد كبير جدا في المنع، خاصة للكتب السياسية والتاريخية».
وعلى الرغم من اختيار تونس لتكون ضيف شرف معرض البحرين الدولي الخامس عشر للكتاب، فإن عدد الإصدارات التونسية جاء محدودا، ومقتصرا على الكتب الأدبية والفلسفية، فيما أوضحت مسؤولة الجناح التونسي لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم تشارك في المعرض سوى 3 دور تونسية فقط، وأرجعت غياب عدد من المؤلفات التونسية الحديثة إلى تداخل توقيت معرض البحرين الدولي للكتاب مع معرض أبوظبي للكتاب المقام خلال الفترة من 28 مارس (آذار) إلى 2 أبريل (نيسان) المقبل. ويتفق معها مالك دار «فراديس» البحرينية للنشر والتوزيع، الذي أكد أن هذا التداخل يسبب نوعا من الارتباك والتشتت لدور النشر، مضيفا: «أيضا هناك معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي سيقام مطلع شهر أبريل (نيسان) المقبل»، وتابع: «أحيانا نضحي في معرض لحساب معرض آخر، وإذا كان المعرضان مهمين نضطر هنا لإرسال موفد عن الدار، لكن ذلك بالطبع لا يوازي ضرورة وجود مالك الدار».
وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» داخل أروقة معرض البحرين الدولي للكتاب، لوحظ تواضع حجم الكتب المعروضة من قبل دور النشر، مقارنة بالتي عرضتها الدور ذاتها أثناء مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته قبل أيام، يضاف لذلك غياب العديد من المؤلفات البارزة، منها كتاب «زمن الصحوة» لمؤلفه ستيفان لاكروا، الصادر عن «الشبكة العربية للأبحاث والنشر»، حيث جاء بوصفه أحد أكثر الكتب مبيعا في معرض الرياض، فيما أوضح مسؤول جناح الدار لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الكتاب لا يتوفر في معرض البحرين.
وبينما غابت «دار منشورات الجمل» عن المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، جاءت مشاركتها في معرض البحرين عبر جناح كبير ضم كمية ضخمة من الكتب، إلا أنه عانى كذلك من ضعف إقبال الزوار هذه السنة، مقارنة بسابق عهده، على الرغم من أن القائمين على الدار كانوا قد توقعوا أن ينجذب الزوار إليه في معرض البحرين بعد غيابه عن معرض الرياض.
أما المشاركة السعودية في معرض البحرين الدولي للكتاب، فقد تضمنت 23 جناحا سعوديا، تنوعت ما بين دور النشر وبعض الجهات الحكومية، إلى جانب جناح كبير باسم المملكة العربية السعودية، ظل يستقبل زوار المعرض بالهدايا والابتسامات. وفي ما يخص الزوار السعوديين، يعود مالك دار «فراديس» للقول: «طيلة السنوات الماضية كان السعوديون يشكلون ما بين 50 و60 في المائة من زوار معرض البحرين للكتاب، لكن نسبتهم هذه السنة انخفضت للغاية، ولا تكاد تشكل حتى ما نسبته 4 في المائة»، مرجعا ذلك إلى تزامن المعرض مع التزامات إجازة الربيع في السعودية، إلى جانب إقامة معرض الرياض للكتاب مع معرض البحرين في الشهر ذاته.
يذكر أن معرض البحرين الدولي للكتاب لهذا العام يأتي ضمن فعاليات «المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012»، وقد ضم المعرض أحدث الإصدارات العربية والأجنبية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية المصاحبة، كتدشين عشرة كتب لمؤلفين بحرينيين في جناح وزارة الثقافة، ترافقه أنشطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وفعاليات جناح الطفل، فيما يستمر المعرض حتى 1 أبريل المقبل، ويفتح أبوابه يوميا من 9:00 صباحا إلى 1:00 بعد الظهر، ومن 4:00 عصرا إلى 10:00 مساء، ما عدا الجمعة، فتفتح أبواب المعرض في الفترة المسائية فقط.
وقد تضمن برنامج المشاركة التونسية في معرض البحرين الدولي للكتاب، عدة فعاليات ثقافية، جاء من أبرزها: أمسية موسيقية بقيادة الفنان كمال الفرجاني، ومحاضرتان للدكتور أبو يعرب المرزوقي والدكتور محمد الحداد، وعرض فيلم «أبو القاسم الشابي» للمخرجة هاجر بن نصر، وأمسية شعرية للشعراء مجدي بن عيسى والبحري العرفاوي وفاطمة بن محمود ومحمد الخالدي، بالإضافة إلى عرض فيلم «الصحراء الحية» للمخرج نضال شطا، وعرض فيلم «تونس المدينة العتيقة» للمخرج محمود بن محمود، وأخيرا، أمسية أدبية بمشاركة الأدباء: محمد آيت ميهوب ومحمد الجابلي والأسعد بن حسين.

http://aawsat.com/details.asp?sectio...&issueno=12175