(http://vb.ma7room.com/)
-   (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   | (http://vb.ma7room.com/t832475.html)

. 03-26-2012 05:00 PM

|
 
26-03-12 03:05 PM

‫نسيج | قصــــــــــة الشهيــــــــــــــد *سيــــــــــن الصافــــــــــــي

الاسم : *سين علي الصافي

العمر : 25 سنة

الاستشهاد : 26/1/1995م

المنطقة : سفالة - سترة

التفاصيل :

علي يسأل أمه : أين أبي ؟ فلا يسمع إلاّ تنهداً عميقاً دون جواب، لماذا تبخلين عليّ بالكلام عندما أطر* عليك هذا السؤال ، وأنت التي تناغينني ليلاً ونهاراً ؟!.. صمت كامل !

ولد علي هذا بعد تسعة أشهر من استشهاد أبيه *سين علي م*مد الصافي في يناير 1995م برصاص قوات الشغب الخليفية ، وقتها لم يكن قد مر على زواج الشهيد من أم ولده الو*يد --الذي لم يره قط - إلا أربعة أشهر وعشرة أيام ، وفي ليلة صعوده إلى ربه خرج من المسجد بعد صلاة المغرب وأخبر أ*د أصدقائه بأن لا يتأخر لأنه في عجلة من الأمر ، لقد كان على موعد مع الله ، ذهب *سين إلى منزله وت*دث مع زوجته قائلاً لها : إذا أنجبت ولداً فعلّميه كيف ي*مل الرسالة ويمضي في درب الشهادة ، يومها كانت الزوجة في أيام ال*مل الأولى ، وأوصاها كذلك بأن يدفن بقرب جده فيما لو رزق الشهادة ، وأن تسمي مولودها "عليّاً " إذا كان ولداً و " زينب " إذا كان بنتاً ، كما أوصاها بالصبر والا*تساب وأن تكون قوية الموقف طوال *ياته .

ربما لم تكن الفتاة الشابة ال*ديثة العهد بالزواج تدرك جدية الشهيد وهو يت*دث بلغة الأبطال المتوجهين إلى ميدان الشهادة للصعود إلى الملكوت الأعلى ، فأخبرته في تلك الل*ظات إن وجهه يبدو أكثر جمالاً مما هو عليه عادة وأنه يشع نوراً .. في ذلك الوقت كان ابن عمه ينص*ه بعدم الخروج ، بينما كان *سين يقول له : كيف لا أخرج وأنا أرى الجنة رأي العين ؟! وكان قد ذهب مع بعض اخوته إلى المقبرة يوم الخميس لقراءة الفات*ة على أروا* الشهداء ، وعندما سألته الزوجة عن أصدقائه أجابها : لا ضرورة لمعرفة ذلك ، كان البطل يعرف معنى التكتم ويدرك أهمية السيطرة على اللسان .

في تمام الساعة السابعة والنصف خرج الشهيد مع صديقه إلى قرية مجاورة وتوجّها إلى الب*ر ثم عادا والتقيا عدداً من الشباب في القرى المجاورة لتوزيع المسؤوليات وما يجب أن تقوم به كل مجموعة لمواجهة قوات الشغب ، وقامت المجموعات بإغلاق بعض المنافذ والشوارع لكي يتسنى لهم القيام بأعمالهم التي خططوا لها تلك الليلة ، وهم يتوقعون اعتداء قوات الشغب على المنطقة ، ويروي صديقه الذي كان معه ما *دث في تلك الليلة : بعد الإنتهاء من المسيرة أردنا الرجوع إلى منازلنا وكان الشارع العام مظلماً ، وكان الشهيد في المقدمة يتفقد أمان الطريق من المرتزقة .. وعند الوصول إلى الشارع العام الفاصل بين مركوبان وواديان تقدم الشهيد ليت*قق من خلو الشارع لكي يعبر الجميع ، ففوجئنا بطلقات نارية متتالية ب*دود 6 أو 8 طلقات في غضون 5 ثواني ، فسقط الشهيد على الأرض ، وكان ذلك في الساعة 55, 8 مساءً ، فلم يره *ين سقوطه إلاّ شخصان أراد أ*دهما الوصول إليه ولكنهم أطلقوا عليه الرصاص فلم يصبه ، وبعدها أخبر الجميع عن سقوط *سين الشهيد ووجود المرتزقة بالقرب منه ، وفي تمام الساعة العاشرة ذهب شخصان إلى مكان ال*ادث بسيارة ولكنهما لم يجداه ، فذهبا إلى مستشفى السلمانية وسألا أ*د الموظفين إن كانوا قد استقبلوا أي مكالمة لطلب إسعاف من منطقة سترة ، فأخبرهم بأنهم *والي الساعة 9.25 استلموا مكالمة من مركز شرطة سترة يطلبون فيها إسعافاً لنزيف أ*د الأشخاص ، وفي الوقت نفسه قالوا للموظف ن*ن سوف ننقل المريض إلى المستشفى، ولكنهم لم يفعلوا بل أخذوا يمثلون به ويعذبونه بشتى أنواع التعذيب لكي يعترف على من معه .

ولمّا يئسوا منه رموه في منطقة " السي*ة " فرآه أ*د الأشخاص ملقى على الشارع في الساعة 10.40 تقريباً وهو ينزف دماً، فسأله : من أية منطقة أنت ؟ فقال له : أنا من سترة .. وبعدها لفظ أنفاسه الأخيرة ! فقام هذا الشخص بالإتصال بالإسعاف وجاءوا إلى المكان فنقلوه إلى المستشفى ، فقام الأطباء بف*صه وإذا به قد أصيب برصاصتين من الرصاص ال*ي ، بالإضافة إلى ما يزيد عن 50 من الشظايا ال*ارقة التي أدت إلى خرق بطنه وصدره ، و*سب شهادة الذين رأوا الجثمان فإن الرصاصتين قد أصابت إ*داهما قلبه والأخرى خاصرته .

وكان أ*د أقارب الشهيد يعمل في المستشفى وقد تزامن عمله ووقت ال*ادثة فسأله أ*د الأطباء : أنت من عائلة الصافي؟ قال : نعم ، فقال له الدكتور إن شخصاً من عائلة الصافي قد أصيب برصاص ومات .. فقام هذا الشخص بإرسال أ*د العمال إلى المشر*ة ليت*قق من الأمر ، فذهب هذا العامل ورأى الشهيد ، فقام هذا الغريب بإخبار أناس من أهالي منطقة إسفالة فجاءوا إلى المستشفى وذهبوا إلى المشر*ة للت*قق من ص*ة الخبر فرأوا الشهيد *سين ، وقام بعدها بإخبار أهل المنطقة وأهل الشهيد .

وعندما أرادوا أن يستلموا الجثمان قيل لهم : لابد أولاً من إخبار مسؤولة المستشفى . فأخبروها وقامت هذه المسؤولة باستدعاء الشرطة ، وعندما جاءوا إلى المستشفى قاموا بالت*قيق ، فقالوا للقريب الذي يعمل في المستشفى : من الذي أخبرك بأن لك أ*داً من أقاربك مصاباً في المستشفى ؟ فقال لهم : كل الناس الذين في المستشفى يت*دثون عن هذا الأمر ، فقالوا له : من هو أول شخص نقل إليك هذا الخبر ؟ وبعد الضغط عليه ، قال لهم : إن الدكتور فلان أخبرني بذلك .. بعدها قاموا بالت*قيق مع الدكتور ليعرفوا من هو الذي اتصل بالمستشفى وأخبرهم عن الشهيد لكن م*اولتهم هذه باءت بالفشل .

بعد هذا الأمر قالوا لهم : لن تستلموا الجثمان إلا بعد أن تعطونا جواز سفره وبطاقته السكانية ، وبعد تسليم جواز السفر والبطاقة السكانية إلى الشرطة سألوا الشرطة عن شهادة الوفاة فقالوا لهم : استلموا الجثمان بدون شهادة وفاة ، ولا تناقشونا في هذا الأمر !

في صبا* يوم الجمعة انتشر خبر استشهاد *سين علي الصافي في منطقة سترة والقرى المجاورة ، وبعد فترة وجيزة تواجد الشباب وقلوبهم م*ترقة على شهيدهم ، وقبل تجهيز جثمان الشهيد تم الاتصال بأ*د العلماء للصلاة عليه فقال : انه سوف ي*ضر بعد الأنتهاء من صلاة الجمعة ، وقبل صلاة الظهر اتصل أ*د الشباب وقال إن الشيخ يعتذر لوجود معوقات ! فبادر الشباب بتجهيزه والصلاة عليه ، وازداد توافد المشيعين من جميع أن*اء الب*رين ، وبعد تجهيز جثمانه الطاهر رفع على الأكتاف وسط الهتافات والشعارات وهم ي*ملون صوراً للشهيد ، رغم أن المنطقة *وصرت بشرطة الشغب من جميع الجهات ، وأقيم مجلس الفات*ة على رو*ه الطاهرة لمدة ثلاثة أيام ، وفي اليوم الثالث بعد الإنتهاء من مجلس العزاء توجه الجمهور الغفير إلى المقبرة وهم يرددون الشعارات وبعدها تم اعتقال كثير من الشباب بعد رجوعهم .

ولد الشهيد *سين الصافي في 4 أكتوبر 1969م لأبوين مؤمنين الأمر الذي كان له أثر كبير في *ياته ، فكان لا يفارق القرآن أو المسجد ، وكان مواظباً على الصلاة منذ صغره ، وهو وا*د من أربعة إخوة وثلاث أخوات من أمه وثلاث أخوات وأخ وا*د من أبيه ، وقد أكمل دراسته الثانوية الصناعية بتفوّق وعمل في بيع الخضار في السوق بعد أن رجع إلى القرآن باستخارته ، وقد خسر في البداية كل أمواله ، ولكن ثقته بالقرآن دفعته إلى الاستمرار في عمله *تى استعاد كل أمواله وأكثر على *د قوله ، ويقول عنه أقرانه إن القرآن كان ربيع قلبه يقرؤه ويتفقّه ما فيه ويرجع إليه للاستئناس به ، كما كان ي*ثّ اخوته على قراءته ، وكان يكثر من التلفظ بآيات القرآن والأ*اديث النبوية الشريفة في تعامله مع الآخرين ، ولم تفارق الابتسامة وجهه .. أدى العمرة و*ج بيت الله ال*رام والأماكن المقدسة الأخرى ، وكان مواظباً على صلاة الليل ، كان يطلب من زوجته أن تعينه على العبادة .

ولقد رأته خالته قبل يوم وا*د من استشهاده مع أخيه وعمه وإذا بوجهه يزداد جمالاً ونوراً ، فقالت لزوجها : إني لأعلم ما سيجري له !

كان *سين الصافي مولّعاً بالشهادة ويت*دث عنها كثيراً ، وكان يقول : (( على كل عائلة أن تقدم شهيداً ، وأن ال*ركة يجب أن تبقى أمانة في أعناق الأبطال )) ويشير إلى رقبته . كما كان يقول لأمّه : (( إنه لن يسكت على الظلم ، وأن على الجميع أن لا يسكتوا على الظالمين ، وعليهم أن ي*اربوا المرتزقة )) .

وقد عرف بالهدوء والسخاء، وكان من أهم هواياته القراءة والعبادة وخاصة قراءة الدعاء ، وقد اعتاد صوم شهري رجب وشعبان من كل عام ، وكان شديداً في مواقفه صلباً في آرائه ، ويرفض كلام من يطلب منه عدم الخروج في المسيرات ، ويكرر إن ذلك هو أقل ما يمكن عمله للضغط على ال*كومة ، وكان قد اعتقل في العام 1990 لمدة أسبوعين ب*جة أنه كان يسعى لفت* مدارس دينية أغلقتها ال*كومة .

وقد تأثر والده باستشهاده كثيراً ، أمّا والدته فتقول إنها سعيدة باستشهاده وإن كانت متأثرة جداً بفقده .. وترى في ابنه " علي " خلفاً صال*اً له ؛ ورأته أخته في المنام وهو يشير إلى الإصابة التي بجنبه ويقول : لم يؤثر فيّ شيء إلا هذه الضربة .. كما رأته زوجة أبيه في المنام قبل ليلة وا*دة من ولادة طفله وأعطاها ت*فة وسب*ة قائلاً : خذيهما وقولي لأبي وأمي بأن ي*فظا هذه السب*ة ولا يفرطا بها ، ولا تنسوا الت*فة الكبيرة . وفي اليوم التالي وضعت زوجته "علياً " أمّا خالته فقد قالت لبعض صديقاتها بعد استشهاده إنها لا تترك زيارته في القبر لقراءة الفات*ة على رو*ه ، ولكنها غفلت مرة عن زيارته بضعة أيام متتالية وإذا بها ت*س بالشوق لزيارته ، وفي إ*دى الليالي أيقظت زوجها في الساعة ال*ادية عشرة وذهبا ن*و القبر ، وفي منتصف الطريق كان هناك شيء يمنعها من الذهاب إليه ، فلم*ت القبر وإذا به يشع نوراً ، وقد رأى زوجها ذلك النور .. وقالت ابنة خالته لبعض صديقاتها إنها رأته في المنام وهو يرتدي ملابس بيضاء ووجهه يشع نوراً ، فقال لها : لماذا تبكون عليّ وأنا لم أمت ؟! ثم أخذها إلى قصر كبير وقال : هذا م*لّ إقامتي .
هنيئاً له الشهادة

#99‬

http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos...99439138_s.jpg

...


03:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227