لا يختلف اثنان على أن وحدة الصف - مع أنها ليست هدفا في حد ذاتها - ولكنها السلاح السلمي الأقوى الذي تمتلكه المعارضة في مواجهة النظام الخليفي الفاقد للشرعية وحلفاءه الإقليميين والدوليين. وعلى هذا الأساس فمن البديهي أن يستخدم هذا "السلاح" بالشكل المثالي حتى يعود بنتيجة إيجابية للمعارضة والعكس صحيح فإن عدم استغلاله بالشكل الصحيح يمكن أن يعود بنتائج وخيمة على المعارضة!

السؤال المطروح هو كيف يمكن لأطياف المعارضة المختلفة أن تتوحد بشكل حقيقي وعملي في ظل اختلاف أهدافها الرئيسية، أي اسقاط النظام أم إصلاحه؟ من وجهة نظرنا هناك ثلاثة خيارات ممكنة:

التوحد على مطلب "إصلاح النظام" حتى مع "جدية" الإصلاح من الناحية العملية يعني أن تتحول الثورة إلى "حركة إصلاحية" وهذا حال جميع الدول الديمقراطية فالإصلاح عملية دورية لا تتوقف وهذا ما تدفع باتجاهه الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي الدول الحليفة للنظام
التوحد على مطلب "إسقاط النظام" يعني دخول الجمعيات السياسية في خندق 14 فبراير بشكل كليّ مما سيدفع النظام إلى حل الجمعيات والزج بأعضائها في السجون، ولكن من غير المتوقع هذه المرة أن تتدخل الإدارة الأمريكية لوقف القرار كما حدث في شهر إبريل من العام الماضي

التنويع في المطالبة بـ "حق تقرير المصير" بالنسبة للجمعيات السياسية وإسقاط النظام بالنسبة لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير سيضع الجمعيات والائتلاف على "خط متواز" وبالتالي سيؤدي إلى تكثيف الجهود وتشكيل ضغط حقيقي ليس على النظام فحسب بل على حلفائه الاقليميين والدوليين وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية وسيضمن عدم تشتت جهود المعارضة واستمرار وحدتها. وحيث أن هذا الخيار (أي حق تقرير المصير) لا يتناقض ضمنيا مع مطلب اسقاط النظام وهو خيار معترف به في جميع القوانين والأعراف الدولية بما فيها الأمم المتحدة فإن المطالبة به لا تخرج عن الطبيعة "النظامية" للجمعيات السياسية

الخيار البديهي "الرابع" ألا وهو التنويع بين إصلاح النظام واسقاطه مستحيل من الناحيتين النظرية والعملية على حد سواء لما فيه من تناقض كامل بين الخيارين فهل يمكن ترميم بناء أساساته متهالكة وهدمه في ذات الوقت؟

نحن في مركز 14 فبراير السياسي ندعم الخيار الثالث وندعو كل من يوافقنا الرأي على أن يعمل على إيصال الصوت للجمعيات السياسية لتبني خيار حق تقرير المصير وسيسعدنا كثيرا أن نعرف آراء القراء الكرام فرأيكم يهمنا

رابط الموضوع
https://www.facebook.com/14FebPRPC/p...12435518814020