منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   السلطة.. الثورة.. المعارضة (http://vb.ma7room.com/t801679.html)

محروم.كوم 03-01-2012 09:21 AM

السلطة.. الثورة.. المعارضة
 
محمد علي العلوي
6 ربيع الثاني 1433هـ / 29 فبراير 2012م
المعارضة السياسية، قوة وجودية تعمل في داخل الإطار الرسمي للدولة عملًا معارضًا يفضي إلى إحداث تغييرات حقيقية، وهذا رهين آلية واحدة هي آلية تداول السلطة، وحتى بتداول السلطة فإن التغييرات المعتبرة تحتاج من المعارضة التوفر على كتلة نيابية غالبة، ولذا فإن هذه القوة الوجودية لا يمكنها منطقيًا التنازل عن وجود السلطة في خط مواز لها ما دامت متمسكة بالمعارضة السياسية كعنوان محوري وارتكازي في وجودها، كما وأن الشرط الأساس لدوران عجلة العمل السياسي أن يكون بين السلطة وبين المعارضة السياسية فاصل القرار ورد القرار بأشكالها المتنوعة والمتكثرة، وهذا فاصل تحتاجه السلطة بنفس القدر الذي تحتاجه المعارضة السياسية، ولذلك أوجدت البرلمانات وأمضيت آليات الانتخاب والشراكة بمختلف مستوياتها.
في الدول المستبدة تحتاج السلطات إلى ترسيم معارضة سياسية تكون لها زينة تستر قبائحها ولو صوريًا أمام المجتمع الدولي، وأما في الدول (الديموقراطية) فمن الطبيعي أن تكون القوة الحقيقية للأحزاب المعارضة، والتنافس فيها يكون على مدى قدرة كل حزب في تكوين قاعدة جماهيرية أكبر تؤهله لتمكين كتلته النيابية وبالتالي إحداث التغيير بما يتوافق مع رؤاه في داخل إطار الدستور، وسواء كان هذا أو ذاك فإن المعارضة السياسية لا يمكنها التفكير في مساندة الثورات التي تخرج عن كمونها في حركة إنفجار يقدم له الاستبداد ويحرك بركانه الظلم والجور، وهذا وبالرغم من أنها (الثورات) وفي صورتها الأولى تأتي في صالح المعارضة السياسية على اعتبارها الأمل نحو التغيير من الاستبداد إلى (الديموقراطية) في أصعب الحالات، ومن الخطأ المتأزم إلى التصحيح في أبسطها، ولكن يبقى أن تطور الثورة إلى حد المطالبة بإسقاط النظام أمرًا مرفوضًا (جدًا) بالنسبة لقوى المعارضة، والسبب واضح بما تقدم.
http://www.alghadeer-voice.com/alawi...ploads/gf1.jpg
بحرانيًا تتحرك المعارضة السياسية في ظل الحراك الثوري مستفيدة منه تارة ومستثمرة تلك الاستفادة في ما يخدم عملها السياسي تارة أخرى، ولذلك فهي لا تضرب الثورة بصورة مباشرة لأنها لو فعلت لخسرت الكثير مما من شأنه التعجيل لما تعمل من أجله، وأيضًا هي لا تدعم الثورة بشكل مباشر وصريح لأن هذه الأخيرة تضرب بطبيعتها في الفاصل الذي ترتكز على وجوده كل من السلطة والمعارضة السياسية، وهذه نقطة استراتيجية ينبغي الالتفات إليها بعناية فائقة.


فلتكن الصورة واضحة..
يمثل السلطة حاضرًا الحاكم ورئيس وزراءه، والمعارضة في واقعها ليست إلا التحالف السياسي الاستراتيجي بين جمعيتي الوفاق الوطني الإسلامية وجمعية العمل الوطني الديموقراطي (وعد)، أما الفاصل بينهما وبحسب الظرف الموضوعي فهو (ولي العهد) الذي تحافظ عليه السلطة وبتعليمات أمريكية صارمة، وبدورها السياسي تحافظ عليه أيضًا المعارضة وربما بأشد مما تحافظ عليه السلطة، ولذلك فإن هذا الفاصل يعيش أفضل حالته وتراه أكثر الأطراف إستقرارًا في المعادلة.
أما الثورة في عمومها فنجاحها في إحداث التغيير الفعلي رهين أحد امرين، أولهما أن يكون انطلاقها من الجيش كثورة الضباط الأحرار (1952م)، وهو أهم أركان السلطة، والثاني أن يدعمها الجيش كثورة مصر الأخيرة، وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فمن الخيارات المتقدمة في الزمن المعاصر خيار التركيز على إسقاط ما يربط السلطة بمعارضتها السياسية ما من شأنه خلط الأوراق بين الطرفين بما يؤدي إلى إنهاك حقيقي المفر منه أصعب من البقاء فيه، فالضرر في الفاصل المشار إليه يعني انفلات الأمور بين السلطة والمعارضة وطروء الخلل على ما ترتكزان عليه في أصل وجودهما السياسي، وهذا خطر استراتيجي كبير جدًا.
في السابق وربما قبل عقدين أو ثلاثة عقود كانت الثورات ذات معنى واحد فقط هو البروز في الميادين بروز مواجهة وقوة، ولكن ذلك ليس بالضرورة أن يبقى مستمرًا كما هو دون تطوير، والحال أن الأوضاع تغيرت والظروف تبدلت والعقليات ليست كما كانت، لذا فإن الثورة اليوم من المفترض أن تكون مزيجًا من الحراك الميداني والعمل السياسي مع المحافظة على الفكر الثوري الناهض حاكمًا لا محكومًا كما يريد له السياسيون، وبما أن الأمر هكذا صار من الضروري على المؤمنين بالثورة والساعين لتحقيق أهدافها أن يحثوا الخطى نحو التحليل الدقيق ودراسة نقاط القوة والضعف والعمل على معالجة الأمور معالجة عمل وفعل وصناعة حدث بما يضطر الآخر إلى تغيير موجاته انفعالًا لا فعلًا، ومثال ذلك التركيز على الفاصل السياسي المشترك
بين السلطة والمعارضة، ومن خلاله تحرق الكثير من المراحل وبتكاليف أقل.

العالم اليوم عالم وعي كما أراد له المعصومون (عليهم السلام) إذ أنهم بذلوا كل جهد من أجل الترسيخ لقواعد العلم والمعرفة، وهذا في واقعه ما أرهق الطغاة فعمدوا إلى التخلص منهم واحدًا تلو الآخر حتى ادخر الله عز وجل وليه الأعظم إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) حتى يخرج في يوم فيمسح على الرؤوس وتكتمل فيها العقول، وهذا هو الرعب الحقيقي لقوى الظلم والاستبداد..
بنظرة أكثر دقة نفهم أن ما يقدمه الفاصل (ولي العهد) من مشتركات سياسية بين السلطة والمعارضة يكاد أن يكون محصورًا في خيار (الحوار)، وهو الخيار الذي يسعى إليه الطرفان بكل وضوح، وحالهما كلاعبي كرة المضرب إذ يتقاذفانها وبينهما الشبكة كفاصل في تحقق النقاط لهذا أو لذاك، ولا شك في أن اللعبة تتوقف قهرًا وجبرًا في حال تمزق (الشبكة)، ولكن يبقى احتمال استبدالها بأخرى قائمًا إلا إذا لم يجدوا ما يحملها (أي ما يحمل الشبكة)..


الساعة الآن 01:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227