عن البحرين و«الثورة التي لا نريد أن نراها»
 

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

ثورة البحرين، كالعادة، لم تواكب إعلاميّاً كما باقي تحركات «الربيع العربي» في الإعلام السائد. لكن بعض الصحف الفرنسية سألت عن «الثورة المنسيّة»، والصحافيون أشاروا الى تحولها إلى انتفاضة شعبية بما أنّ شيئاً لم يتحقق فعلياً بعد

صباح أيوب

كيوسك | عام على ثورة البحرين ولم يُحلّ شيء بعد، وما بدأ كثورة شعبية يبدو أنه سيتحول الى انتفاضة، هناك ثوار في البحرين، لكن لا أحد يريد أن يراهم أو يسمع صراخهم ... بعض الصحف الفرنسية خصّت الذكرى السنوية لانطلاق ثورة البحرين ببعض المقالات والتحليلات، فيما اقتصر «اهتمام» غالبية الإعلام الفرنسي والأميركي على تغطية لمواجهات يوم ١٤ شباط. «بعد عام على انطلاق الثورة البحرينية، وبين التظاهرات اليومية التي تقمع، وإضرابات السجناء عن الطعام، يبدو أن التظاهرات السلمية ستتحول الى شكل من أشكال الانتفاضة»، يقول جان بول بوردي في صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية.
بوردي، الذي يعرض الأوضاع المعيشية والحياتية السيئة التي تفرض على الأكثرية الشيعية في البحرين، يشير الى أن المطالب التي نادت بها الثورة البحرينية منذ انطلاقها كانت تهمّ كل الشعب البحريني، لذا فقد شهدت الاحتجاجات مشاركة سنية وعلمانية. ولكن، يردف الكاتب، «سعى النظام البحريني الى حشد المواطنين السنة بتصوير مطالب الثوار على أنها مؤامرة مذهبية مدعومة من إيران ... وقد انطلقت حملات إعلامية ضد حزب الله البحريني».
بوردي يرى في التحركات المستمرة اليوم في بعض البلدات البحرينية «كأنها حرب عصابات من العيار الخفيف، وقودها مواطنون شيعة يعانون القمع والحرمان من قبل النظام الحاكم». وفيما يعرض الكاتب الانشقاقات داخل عائلة آل خليفة الحاكمة، مع الدور الأساسي في إدارة البلاد لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان، يشير الى أن «الانفتاح الذي ادعاه الملك ورئيس وزرائه مع بداية الاحتجاجات سرعان ما بان زيفه، بعدما استدعى النظام البحريني الدبابات السعودية لسحق التظاهرات».
بوردي يخلص الى أن البحرين تتجه الى إعادة إحياء «الانتفاضة الشيعية» التي بدأت في التسعينيات في أواخر عهد الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة. التحذير من تصاعد حدة الثورة البحرينية التي لا تزال «مستكينة»، يتكرر في تقرير جورج مالبرونو في مدونته على موقع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية. مالبرونو يسأل «ترى، الى متى سيبقى أبناء علي مصممون على التحركات السلمية من دون اللجوء الى السلاح؟».
الصحافي الفرنسي، الذي يصف ما يجري في البحرين بـ«الانتفاضة المستكينة لغاية الآن»، يشرح أن المملكة تشكل اليوم «الخط الأمامي في الحرب الباردة بين السعودية وإيران والغرب». مالبرونو يحذر من الظاهرة التي أوجدها الشيخ عبد اللطيف المحمود، الذي جمع بعض المواطنين السنة وسلّحهم وحرّضهم على الشيعة، قائلاً «كيف تثقون بالشيعة ووراءهم إيران التي تريد إحلال ولاية الفقيه؟».
الصحافي ينقل أيضاً عن إحدى الصحافيات البحرينيات، وتدعى سميرة رجب، تشكيكها بنيات المتظاهرين: «هم لا يريدون أي إصلاحات في النظام، بل يسعون الى قلبه وتغييره وتسلّم الحكم». عبد الله الدرازي، أحد الناشطين البحرينين، يقول إن «النظام يداوي سرطاناً بالباراسيتامول»، وكل ما قام به لغاية الآن يعتبر غير كاف.أرمين عارفي، في مجلة «لو بوان» الفرنسية، يسأل من جهته «هل سمع أحدكم بربيع اللؤلؤة؟»، وينتقد تعمّد الإعلام الغربي والعربي تجاهل الثورة البحرينية. عارفي يقول «قناة الجزيرة التي شكلت لولب الإعلام في ثورات تونس ومصر وسوريا فضّلت السكوت عما يجري في البلد الجار».
عارفي يشير الى الفزاعة التي يستخدمها النظام الملكي بقوله إن «إيران والعراق وحزب الله هم وراء التحركات في المملكة، وهم المستفيدون منه». الكاتب يذكّر أيضاً بالتحركات التي شهدتها المملكة السعودية في مناطقها الشيعية «ما أدى الى بث الخوف داخل حكم آل سعود من رياح ديموقراطية قد تهب على بلادهم فجأة».

http://www.al-akhbar.com/node/35419