هل التاريخ يعيد نفسه؟ (معركة صفين ورفع المصاحف والتحكيم)
 

هل التاريخ يعيد نفسه (معركة صفين ورفع المصاحف والتحكيم)
من يجري وراء الحوار النظام متمثلا في العائلة ام الحكومة الرسمية التنفيذية متمثلة في رئيس الوزراء وكبينته ام الجمعيات الخمس او الست او السبع.*
من المفروض ان الذي يجري وراء الحوار من يحتاجه، او الذي يعيش ازمة يريد الخروج منها او الضعيف الذي فقد اوراقه او ذلك الذي شعر بانه خسر كل شيئ وعلى وشك الانهيار او من يري خصمه اقوى منه او... او...
وبالتالي تراه يضع المخارج ويستنجد باي شيئ حتى لو اضطره الامر لكشف عورته كما قام به عمر ابن العاص في مبارزته مع الامام علي ع.
يقول مالك الاشتر رضوان الله عليه وما هي الا خطوات واقضي على معاوية ولكن الاوامر صدرت له من الامام علي ع في صفين بالتراجع ليبقى معاوية وحكمه الى يومنا هذا وكل ذلك كان بسبب التحكيم لتنزل لعنة التاريخ على من اصر على التحكيم الى يوم القيامة.
التاريخ ينبئنا ان معاوية عندما شعر بالهزيمة وان ملكه على وشك السقوط بل قتله كان على بعد خطوات منه، دبر مستشاره عمر ابن العاص مكيدة رفع المصاحف على اسنة الرماح ليكون حكما بينه وبين الامام علي ع، اولا: لانه يعرف مكانة القران عند المسلمين وثانيا: انه يعلم بالضعف الايماني والفكري وضحالة بعض من كان مع الامام علي ع لذلك لجأ الى حيلة رفع المصاحف.*
ففي صفين استطاع معاوية ان يعمل شرخا كبيرا في صفوف الامام علي ع وهو المعصوم، والقرآن الناطق، *والواثق من النصر وهذا ما كان يريده معاوية ولعلمه ايضا بوجود ضعاف الايمان والنفوس في جزء من جيش الامام علي ع، لتنتهي المعركة الى التحكيم ويخلع شريح القاضي بيعة الامام علي ع كما يخلع خاتمه ليبقى هذا الملك جاثما على صدورنا حتى يومنا هذا.
تساؤلات كثيرة سأضعها امام مرأى القارئ واللبيب بالاشارة يفهم.
1) ما أوجه الشبه وما هو مقداره بيننا وبين حرب صفين؟*
2) من يمثل معاوية ومن يمثل الامام علي ع وبصيغة اخرى من يمثل الحق ومن يمثل معاوية في معركتنا هذه؟
3) هل أوشك النظام على السقوط كما معاوية؟ وهل تراه بدأ برفع المصاحف لانقاذ نفسه؟
4) هل يوجد فينا من يقبل بالتحكيم لينقذ النظام من حيث يشعر اولا يشعر من السقوط؟
5) من ينادي بانقاذ الأرواح وحقن الدماء وكفانا بلاء ودمار الم يفكر في ذلك الامام علي ع حينها ليحقن دماء المسلمين وهو من حاول قبل بدء المعركة بحقنها لا وسطها، حيث كان اصراره بالمواصلة في القتال لولا اضطراره للقبول بالتحكيم؟
6) الم يخضع الامام علي ع لرأي الاخرين ولم يفرض رأيه عليهم بل مارس الديقراطية وهو العالم بما ستؤول اليه امور المسلمين؟
7) اذا كان النظام يمثل طرف معاوية هل تثق المعارضة بمعاوية رغم التجارب التاريخية المتكررة التي غدر فيها معاوية بالحق؟
8) هل صحيح ما يشاع ويقال حطها في راس عالم واطلع منها سالم واننا لا نستطيع ان نفكر وان السياسيين اكثر ادراكا منا فهم ادرى بخبايا الامور منا. الم يكن يعلم من شارك في صفين ان الامام علي ع هو القرآن الناطق وهو الأعلم؟
9) اليس كل فرد منا مسؤل يوم القيامة عن حركاته وسكناته ومواقفه وان الانسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره.*
10) وهل نسينا الميثاق الذي بالكاد يمضي عليه عقد من الزمن ليتبرأ من دعا الناس اليه انه غير مسؤول ولم يكن يدعوا للتصويت اليه { إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَ رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ ٱلاْسْبَابُ }؟*
11) الا تعتقد اخي ان لو اخطأنا وقبلنا بالتحكيم فاننا نخسر كثيرا ناهيك عن دماء شهيد واحد فكيف بنا وقد شارف عدد شهدائنا قريب السبعين، وان لعنة التاريخ ولعنة الاجيال القادمة ستلاحقنا كما لاحقت الخوارج؟
اخي وحبيبي القارئ ايا كنت سواء معارض لما كتبت او موافق له، تدبر في هذه الأسئلة (ما اقوم به انما مجرد إثارة لتفعيل عقولنا) وانا متأكد ان هناك في ذهن القراء والمؤمنين عشرات غيرها ربما نستفيد منها للخروج من المأزق (الامتحان الالهي) وليس بالضرورة ان يكون الحل في مواصلة القتال او التوقف والقبول بالحوار وانما ما يرضي الله هو الأهم فان كان قتلنا وذبحنا ارضاءا لله كما قال الامام الحسين ع فاليكن فخذ حتى ترض.
كتبت بواسطة fakta14@ 16/2/2012