منتدى استراحات زايد - كلام يؤخذ عليه وفيه تحمل مسؤولية ما سيجري فلماذا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

خطبة اسحقوهم للشيخ عيسى مثال واضح لأمر خطير ومهم، فحرب القناعات قائمة على أوجها، وطريقة تفكيرنا يجب أن تكون شاملة، ويجب أن تحسب خطوات التطبيق الميداني جيدا في كل مرحلة، ولأوضح ذلك سآخذ خطبة الشيخ عيسى مثالا لهذا الموضوع.

هل يمكن أن تأخذ الحكومة سلبية حقيقية على الشيخ عيسى من خطبته؟

لا يوجد في الخطبة شيء حقيقي يمكن أن يؤخذ على الشيخ عيسى لأمرين هما..
الأول: لأنه قال "من وجدتموه" ولم يحدد رجل أمن أم غيرهم، وفعلا أي شخص يعتدي على حرمة النساء يجب إيقافه ولو بالقوة، سواءا كان رجل أمن أو غير ذلك.

الثاني: أن رجل الأمن عندما يعتدي على النساء، ينزع منه وصف "رجل أمن"، فرجل الأمن عندما يسرق، يصبح سارق وليس رجل أمن، ولهذا لا يمكن أن يحاجج الشيخ على كلامه.

هل هناك أبعاد سلبية تروج بشكل خاطئ على الشيخ بسبب خطبته؟

نعم هناك أبعاد تؤخذ عليه وأهم هذه الأبعاد هو التأجيج البغيض ضده، وقد رأيتم كيف شهر في جرائدهم، بأنه يحرض على العنف ويجب أن يحاكم وووإلخ.

هل من الصحة أن يقول الشيخ مثل هذه العبارات؟

ليس من الصحة ذلك إلا في حالات قليلة وحالة البحرين أحدها، فرجع إلى العراق فستجد أن السيد السيستاني لم يصرح بالجهاد، ولكن في نفس الوقت الأمريكان يعترفون بأن السيد يوعز لأتباعه المقربين بالجهاد، فلماذا لم يعلن السيد الجهاد صراحتا؟.

التصريح بالجهاد والسحق وغيره له عواقب وخيمة جدا، وأحدها أن يستغلها الأمريكان في حرب طاحنة في حالة العراق، أما في البحرين فلها عواقب تأجيج فتنوي كما ذكرت، ولهذا ما كان على الشيخ اعلان السحق علانية إلا في حالتين..

الأولى: أن الشعب أثبت سلميته تماما، وأثبتت الحكومة قمعها وهمجيتها تماما، وهذا ثبت منذ الوهلة الأولى.
الثانية: أن هناك تمادي كبير في هتك الأعراض، ولازال هناك من يروج للسلمية الاستسلامية، ويطالبون بفتوة واضحة ولا يريدون الإشارات الواضحة في ذلك، ولهذا الشيخ أجبر وطر لأن يصرح علانية لهؤلاء العقليات المستسلمة، وطر لأن يتحمل كل ما سيجري بعد تلك الكلمة.

الشيخ يتحمل كل ما سيجري بعد تلك الكلمة؟!

نعم الشيخ لأجل أن يبين للعقليات المتحجرة أن يدافعوا عن أعراضهم، أطر للتصريح الواضح الذي لا لبس فيه، وبما أنه الرجل الأول في شيعة البحرين، وأنه قد أمر بردع المعتدين، فأي عمل يقوم به الشباب سيكون بسبب كلمته، سواءا كانوا يتبعونه أم لا، فهذا التصريح يعني "قبضة الثائرين مركزية" يتحملها الشيخ، والمفترض أن تكون غير مركزية لكي لا يتحمل المسؤولية أحد، ولكن العقليات المتحجرة أجبرت الشيخ على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.

إذا لماذا تلومون الشيخ بأنه لم يقل ذلك سابقا؟

قول الجملة بهذه الصراحة ليس مطلبنا، ولكن كان على الشيخ أن يوضح في أكثر من خطبة، وبطريقة يفهم منها نفس المعنى، كأن يقول "أوقفوا مرتزقتكم عن التعرض للنساء، فالغيور سيدافع حتى ولو أدى ذلك لأن يقتل"، وأمثال هذا الكلام كثير، ويجب أن يصعد في هذه الجمل باستمرار وبتدرج، وأن يهدد دائما.

لماذا الشيخ في هذا الوقت بالذات صرح بهذه الخطبة؟

المفكر يجب أن يعرف لماذا هذه الكلمة وفي هذا الوقت، ويجب أن يطرح عدة سيناريوهات ليعرف أين يضع رجله، ومن أمثلة ذلك للتوضيح

السيناريو الأول: أن الشيخ أنزعج من انبطاحية البعض واستسلامهم وتهاونهم عن الدفاع عن أعراضهم، وقرر أن يتحمل المسؤولية كما ذكرت سابقا.

السيناريو الثاني: صعد الشيخ لكي يحافظ على موقعه بين الناس كما كان، فهو لم يكن عند حد المسؤولية، فترك الناس كلامه عن السلمية، وذهب ليدافع عن عرضه، ولهذا الشيخ أراد أن يرجع لمكانته السابقة، فصرح بهذا التصريح

السيناريو الثالث: الشعب خرج من يد الشيخ، فلن يستطيع إيقافهم في حالة أن أراد آل خليفة الإصلاح، ولهذا أعطوه الضوء الأخضر للتصعيد، فصعد ليستطيع ايقافهم في حالة صعد الشعب للعمليات المسلحة، أو لتهدئتهم في حالة الوعود بالمهلك الدستورية. كما هو حال الإضراب عن العمل، أضرب الناس عن العمل فركبت الجمعيات الموجة مع الإضراب، ثم قاموا بإيقافه.

كيف نعرف أي السيناريوهات أصح في حالة تكرر ذلك؟

يعرف أيهما أصح عندما تسترجع خط الشخص أو الجمعية، وتعرف سيرتهم وخياراتهم واسبابها.

ماذا علينا في هذه الحالة أن نفعل؟

نختار ما يفيدنا ويفيد ثورتنا كالنقاط التالية..
* لا نجبر الشيخ على تحمل المسؤولية مرة أخرى، وعلينا أن نقيم موقفنا الصحيح بأنفسنا، وهو بدوره تكفيه الإشارة.
* بما أنه الرجل الأول عندنا، سواءا كنا ضده أو معه، يجب أن تكون كلمته في التصعيد فعلية وموجعة، يجب أن توصل لهم رسالة بأن الشيخ إن أفتى سنفنيكم، وإن مسه ضر سنفنيكم، وليس من صالحنا أن تكون كلمته في التصعيد غير واقعية، والحمد لله استغل الشباب ذلك بنشر كلمته في مونتاج العمليات الثورية.
* المحافظة على الشيخ وعلى قوة كلمته في التصعيد من جهة، ومن جهة أخرى أن لا يفكر أحد بأننا سنتنازل عن إسقاط النظام إذا قال الشيخ عكس ذلك، الشيخ سنحميه وسنحقق كلمته في التصعيد ولكن مطلبنا إسقاط النظام ولن نتنازل عنه مهما قال.