منتدى استراحات زايد - خطبة الجمعة ترد على دعاة السلمية المنبطحة

لم يتراجع الشيخ عيسى قاسم في خطبته اليوم عن دعوته إلى سحق المرتزقة المعتدين، بل زاد عليها قطع أيديهم ورد عدوانهم بأي قدر يتحقق مع رد العدوان - ونعلم طبعاً أن في حالة المرتزقة لدينا لا شيء يمكن أن يرد عدوانهم واستمراره ومعاودته غير سحقهم أو إعطابهم بشكل دائم.

وأضاف الشيخ إلى الأسباب التي تبرر السحق ليس الاعتداء على الأعراض فقط بل أضاف لها مداهمة المنازل والاعتداء على المال – أي النهب والسرقة، عندما قال إن الإسلام أوجب صد الاعتداء على العرض والمال. ومن السخف طبعاً أن يدّعي أحدٌ أن الشيخ قال العرض والمال ولم يقل النفس كي تقتلوا من يقتلكم!! فإذا كان الاعتداء على العرض وسرقة المال يستوجب الدفع ولو بقتل النفس، فما بالك بسفك الدم الحرام والقتل؟

فأي جريمة من هذه لم يرتكبها النظام المجرم ومرتزقته الأوباش؟

فالدعوة إلى رد العدوان مفتوحة ومؤكدة والشيخ يبارك حراك الأبطال في الميادين لتصدي المعتدين. فأين أتباع هذه المرجعية وطالبو الإذن الشرعي من تطبيق هذا الحكم الشرعي؟

كان البعض يتوقع أن يفسر الشيخ اليوم دعوته إلى سحق المرتزقة بتأويل يخفف وقعها القوي في نفوس الجماهير، فكان أن فسّر الشيخ معنى السلمية الذي يتشدق به البعض دون فهم معناه، على نحو يقطع اللبس وينفي التمييع والانبطاح.

فقال إن السلمية خيارنا ولا نحيد عنه، فإن ديننا هو الإسلام وهو الدين الداعي إلى السلم "ادخلوا في السلم كافة"، السلم المناوئ للإرهاب والعنف والبطش كديدن التكفيريين الإرهابيين، لكنه أيضاً دين العزة والعنفوان والإباء والكرامة، فهل "السلمية أن يُعتدى على عرضنا ونحن نبقى ساكتين نبتسم، وأن لا نمنعه ونحن قادرون على دفعه" – كما يدعو البعض- وأردفها الشيخ متحدياً الجميع، كما تحدينا مراراً، بأن يجيئوا بما يبرر هذه الاستسلامية الخانعة "أعطونا شريعة سماوية او أرضة تقول بذلك.. أعطوني دستوراً أو قانوناً أو عرفاً إنسانياً يُقر ذلك ؟؟ فليخرج مسؤول من المسؤولين الكبار أو عالم .. يأمر الناس أنه إذا شاهدتم أحداً يعتدي على عرضكم وابقوا ساكتين وأنتم تستطيعون رد عدوانه. هذا كلام لا يقوله إلا مسخ!!".

فالسلمية ضدها الإرهاب والعنف، وليس الدفاع عن النفس ولا الجهاد ولا المقاومة ولا صد العدوان.. أي لا شيء مما يقوم به الثوار اليوم على أرضنا – وهو أبسط صور الدفاع التي نرجو أن تتطور وتبلغ أرفع مقامات الجهاد والمقاومة.

ومضى الشيخ أبعد من ذلك رافضاً دعوة البعض المستهجنة إلى بقاء النساء في بيوتهن وعدم التظاهر للمطالبة بحقوقهن وكرامتهن وحريتهن كي لا يتعرضن للاعتداء فتجب عليهم تلبية دعوة "السحق". فاعتبر الشيخ ذلك منطقاً أعوجاً سخيفاً "أي منطق أشد اعوجاجا من هذا المنطق وأي فكر أشد انحرافاً من هذا الفكر!!"

فالمرأة كانت منذ البدء رافد هذه الثورة بل قوامها، ولم يختصر الله عزوجل واجب المطالبة بالحق ورفض الباطل والظلم في جنس أو عمر أو فئة، ولنا في ملحمة كربلاء خير دليل ومثال إذ مثلت المرأة الحسينية على طول الخط نصف معادلة النصر أثناء المعركة وكانت أهم عنصر في تثبيته وتحقيقه بعد المعركة.

وأكّد الشيخ مرة أخرى بصورة غير مباشرة وصف المرتزقة على الكلاب الذين تطلقهم العصابة الحاكمة على مناطقنا وأهلينا عندما قال "ممن تسمونهم برجال الأمن" في إشارة واضحة إلى عدم اتفاقه مع هذه التسمية..

فرجل الأمن محترم الدم كغيره، عندما يكون دوره فعلاً هو حفظ الأمن، أما عندما يكون مرتزقاً قذراً جُلب من أقطار الأرض لسلب الأمن ونهش لحمنا ونهب خيراتنا والتعدي على حرماتنا فالوصف الصحيح له هو: المرتزق، المجرم، القاتل، السارق.. ولكل جرم من هذه الجرائم ما يناسبه من عقوبة عقلاً ونقلاً، في شريعة السماء وفي قوانين الأرض، ولا بد من تطبيق هذه العقوبات لا سيما إذا كان المفترض به تطبيقها هو نفسه مجرم قاتل سفاح ظالم، فهو نفسه يجب عليه القصاص ولا يمكن الاعتماد عليه في نيل حقنا.

لقد أثبت ثوارنا الأبطال أنهم الأقرب فطرةً إلى فهم حقيقة الشرع ومضامينه من المتشدقين بألفاظ الدين دون أن تلامس قلوبهم معانيها.. وأثبتوا أنهم الأقرب إلى مفهوم السلمية الذي عبّر عنه الشيخ عيسى قاسم في خطبته من أولئك الذين يزعمون أنهم أتباعه وأنهم رهن إشارته وأمره، فإذا مُحصوا بالبلاء قل الديانون!