السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" سبب طرحي للمقال , لاني وجدت أن المقال قصيّته :strongly: من عام 2001 :tears: "

فهد عامر الاحمدي

* حين يصيب النحس شخصاً ما ترى المصائب تنهال عليه بصرف النظر عن الاحتياطات التي يتخذها. فقد قرأت مؤخراً خبراً غريباً عن عائلة أمريكية خسرت منزلها وممتلكاتها لثالث مرة في الأسبوع الماضي؛ ففي عام 1976م خسر الزوجان توم وكارولين والاس منزلهما بسبب إعصار. وفي عام 1993م في فيضان، وقبل أيام في حريق ضخم.. وفي النهاية اتهم توم زوجته كارولين بأنها سبب النحس وأن المصائب ما فتئت تنهال عليه منذ أن تزوجها.. (كلام سمعناه كثيراً)!!
* والشؤم والنحس قضية مؤثرة في حياة الناس ـ حتى إن نظرنا إليها من باب التأثير النفسي؛ فرغم ما عرف عن المصطفى ~ من حبه للفال وكرهه للطيرة والتشاؤم إلاّ أنه قال: "إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة والدابة والمسكن" وفي المقابل قال: "لا شؤم، وقد يكون اليُمن في الدار والمرأة والفرس" (البخاري والترمذي في الأدب).
ومن هذين الحديثين نفهم أن العناصر الثلاثة السابقة قد تكون مصدر شؤم أو يُمن.. ومن العجيب أن هناك قصصاً عالمية كثيرة عن نحس أصاب المشاهير بعد منزل اشتروه أو امرأة تزوجوها أو دابة اقتنوها!
* ومن الأمثلة على منازل النحس قصر ميرامارا الشهير الذي بناه امبراطور النمسا فرانزجوزيف في القرن التاسع عشر.. ففور اكتمال القصر توفي الامبراطور وسكنه بعده الدوق ماكسميليان الذي أعدم وأصيبت زوجته بالجنون. وكان الساكن التالي الأمير رودلف الذي قتل عشيقته البارونة ماري عام 1889م وانتحر أمام جثتها.. الامبراطورة اليزابيث سكنت القصر بدورها فاغتيلت على يد ثائر إيطالي عام 1898م. وبعد خلو القصر لفترة سكنه الدوق أوستا الذي مات بعدها في الحرب العالمية الأولى، وبعد دحر هتلر أقام في القصر جنرالان من الإنجليز توفي كلاهما بنزلة قلبية.. ولم يتوقف نحس ميرامارا إلاّ بعد أن حولته الحكومة النمساوية إلى متحف!!
* وفي تصوري أن "السيارة" هي البديل العصري للدابة في الحديث الشريف.. وأكاد أجزم أن جميعنا عرف أو سمع عن أشخاص كانت السيارة نذير شؤم عليهم أو أنها ذاتها أصبحت منحوسة بعد "عين" أصابتها.
ومن الأمثلة العالمية السيارة المكشوفة التي اغتيل بداخلها الارشيدوق فرانسيس فرينارد (في سرييفو عام 1914م) مما تسبب باندلاع الحرب العالمية الأولى. وبعد نشوب الحرب بقليل امتلك السيارة قائد الجيش النمساوي الجنرال بوتيوريك الذي صدم بها اثنين من الفلاحين فماتا وانحرف هو بقوة فدقت عنقه. وفي نهاية الحرب انتقلت السيارة إلى حوزة حاكم يوغسلافيا فوقعت له أربعة حوادث في أربعة أشهر فقد في الأخير ذراعه فتخلص منها.. بعده اشترى السيارة طبيب مشهور قتل حين انحرفت به وسقط في بركة مثلجة. بعد ذلك انتقلت السيارة إلى تاجر مجوهرات سرعان ما أفلس فانتحر بداخلها.. المالك الجديد للسيارة كان رياضياً سويسرياً شارك فيها بسباق فوقع له حادث مميت.. آخر مالك كان صاحب كراج يدعى شفيلد اشتراها بثمن بخس فرممها وذهب (بهذه المناسبة) مع ستة من أصدقائه للاحتفال فانقلبت بهم فمات هو وثلاثة من الركاب. بعد هذا السجل المروع انتقلت ملكية السيارة إلى متحف فيينا الذي احترق وهي بداخله ـ ولكنها ما تزال موجودة فيه على أي حال!



* ولعلك الآن تتوقع أن اتحدث عن نحس النساء.. في الواقع سأكون ناكراً للجميل أن تحدثت عن عكس ما وقع لي (...)؛ فالمرأة قد تكون أيضاً من أسباب اليُمن كما جاء في الحديث الثاني.. أنا شخصياً أعرف رجلاً طاعناً في السن تزوج من فتاة شابة فأصابه الغنى على كبر ونما له ضرسان واختفى منه السكر وتحسنت صحته كثيراً (وإن كنت لا أعتقد أن تحسن الصحة في زواج كهذا له علاقة باليُمن أو الشؤم)!!
______________
أبو عبيد