منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   الدجل الثقافي: العنف والسلمية نموذجاً (http://vb.ma7room.com/t727435.html)

محروم.كوم 12-28-2011 04:00 AM

الدجل الثقافي: العنف والسلمية نموذجاً
 
هل الجدل الدائر حول معنى السلمية والعنف والدفاع المقدس ومضامين كل مصطلح منهم هو جدل ثقافي أصيل أم هو جدل سفسطائي هدفه خلط المفاهيم وتبرير المواقف المتقاعسة؟

كانت هذه المصطلحات واضحة دوماً في القانون والمنطق والشرع، ولم يبدأ الخلط فيها إلا لأهداف سياسية تمارسها القوى الاستعمارية عادةً لخلط الحابل بالنابل وتمويه الجلاد والضحية وقمع إرادة الشعوب المناضلة.. فبذلك أصبحت الحركات النضالية والمقاومات المشروعة حركات إرهابية، والإرهاب يعني بكل بساطة في مفهوم هذه القوى المستبدة كل ما يعرقل مشروعها الاستعماري ويهدد أهدافها التسلطية.. فهل يكون سبب خلط هذه المفاهيم الواضحة عندنا مماثلاً؟



وبالعموم، لا بأس لقطع الجدل من إعادة تعريف الواضحات:

فالدفاع المقدس أو الجهاد فحواه الامتثال لأمر الشرع في الدفاع عن النفس والمال والعرض والدين والوطن، وهو أمر واضح لا مواربة فيه من قول الله عزوجل:


وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا
الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين

فجعل الله عزوجل استضعاف الناس وظلمهم ونكث الأيمان، أي العهود، داعياً للقتال والجهاد، ووصف الجهاد لهذه الأسباب بأنه قتال في سبيله، فنصرة المظلوم ومحاربة الظالم ودفع ظلمه هو جهاد مشروع بل واجب، من ينهض به وقع أجره على الله ومن لم ينهض انقلب مذموماً عند الله عزوجل وعند العقلاء.

أما مفهوم السلمية ورد العدوان في شرع الله عزوجل فهو كذلك واضح لا غبار عليه:

وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين

فالسلمية هي عدم الابتداء بالعدوان، وهي لا توازي بشكل من الأشكال الامتناع عن رد العدوان لا سيما إذا كان متعمداً ومتواصلاً هدفه الإذلال والظلم، فالامتناع عن رده يصبح مذموماً عند الله عزوجل وعند العقلاء ومرادفاً للتخاذل والقبول بالمذلة والهوان.

أما العنف، فهي صفة ترتبط بالعدوان وليس برد العدوان. فأي وسيلة استخدمها المعتدي لارتكاب عدوانه هي عنف مذموم إذا قصد بها إلحاق الأذى الجسدي أو المعنوي بمن يعتدي عليه، أما الطرف المدافع الراد للعدوان فلا يعد أي أسلوب يستخدمه لرد العدوان عنفاً ما لم يتجاوز مقداره حجم العنف الذي يستخدمه المعتدي، وهو ما يعدّ في حكم المحال مع الظلمة والطغاة لأن أياً كانت الأساليب التي تستخدمها الشعوب في نضالها ضدهم فإنها لا ترقى لشيء من العنف والبطش الذي يمارسه الطغاة ضدهم، لا من حيث النية ولا من حيث الوسيلة. فالعنف صفة ملغية عن عمل المقاوم أياً كانت أساليب مقاومته.

وهذا التعريف للعنف وللسلمية مستمد من مصادر القانون الدولي والمفهوم الحقوقي، كما هي نابعة من مفاهيم الإسلام الأصيل وثابتة في الفطرة السلمية وفي أحكام العقلاء كافة.

أنت مسالم عندما تنعدم لديك إرادة إلحاق الأذى بغيرك والاعتداء عليه، وجبان عندما يعتدي عليك غيرك بقصد تجريدك حقوقك وكرامتك فلا ترد عليه عدوانه – وهو شبيه بالمفهوم الذي أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: التكبر على المتكبر عين التواضع – وأنت عنيف عندما تهاجم غيرك وتستضعفه قصد التسلط عليه وإيذائه بدنياً أو نفسياً، وأبعد ما تكون عن العنف عندما ترد على العنيف فعله والجزاء من جنس العمل.



الساعة الآن 08:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227