منتدى استراحات زايد - الإختلاف .. طبيعة وفن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تكونوا جميعاً بأفضل حال ...

خلق الله البشر , فجعل منهم جنسين , وفي كل جنس جعل اشكال عديدة , وألواناً مختلفة , وعادات وطبائع , حتى في علاقة كل هؤلاء بربهم جعل الله الإختلاف ..

" وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِينَ "سورة يونس رقم الآية 99

فالإختلاف طبيعة بشرية , ولولا الإختلاف لما جئنا إلى هذه الدنيا , فعملية التزاوج بين الكائنات الحية قائمة على التزاوج بين جنسين مختلفين .

ويتضح الاختلاف مفهوم الاختلاف جلياً عندما نتحدث عن بيئات وثقافات بعيدة من الناحية الجغرافية ومن ناحية العادات , وعلى سبيل المثال هذا الفيديو الذي يوضع الاختلاف بين ثقافة الصينيين والبريطانيين :

http://www.youtube.com/watch?v=WcEfzHB08QE

و أول مثال ضربه الفيديو:

- البريطانيين لديهم عرف انه اذا أكلت كل ما في الطبق , فهذا دليل على ان الطعام قد اعجبك , وإذا لم تأكل كل ما في الطبق فهو لم يعجبك .
-الصينين لديهم مفهوم انه اذا اكلت كل مافي طبقك فهذا دليل على انك تريد المزيد , ولم يكفيك ماوضعوه لك.

والفيديو يوضح ماذا يمكن ان يحدث إذا إلتقت الثقافتان ؟!

إذن فالإختلاف كطبيعة بشرية لا نستطيع ان نفر منه , ومع ذلك يقع البعض في خطأ انه يريد الجميع مثله , ولا يريد ان يرى حوله سوى من يشابهوه , سواء كان هذا من ناحية الدين , او الانتماء السياسي , وفي بعض الاحيان الجنسية .

وهنا في ترايدنت نواجه نفس المشكلة , ففي اغلب المواضيع حتى وإن لم تكن من المواضيع السياسة تجد ان الموضوع تحول إلى مسار عنصري وسباب بين الاعضاء !

حتى تجد ان البعض لا يقرأ ردك او نقاشك نظراً لخلفيته المسبقة عنك وعن أرائك فلا يريد ان يسمع منك شيئاً , ولا يريد ان يوجد مساحة مشتركة بينه وبينك حتى يستطيع ان يتعامل معك .

وعبقرية الإسلام انه يتعامل مع بشر , والبشر مختلفين , فكان قول الله تعالى والذي اتوقف عنده كثيراً لأتأمل عظمة هذا الدين الذي هو من عند الله الذي خلق البشر ويعلم طبائعهم وانهم لن يكونوا سواءاً في طباعهم , بل وفي طريقة عبادته ..

" قُلۡ يَآأَهۡلَ الۡكِتَابِ تَعَالَوۡا۟ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلاَّ نَعۡبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشۡرِكَ بِهِ شَيۡئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضاً أَرۡبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُولُوا۟ اشۡهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ " سورة آل عمران رقم الآية 64

يحتاج كل منا إلى إيجاد كلمة سواء مع من يختلف معه حتى يستطيع ان يكمل هذا التعامل فرحلة الحياة لا تتوقف على خلاف في الرأي , وكما قالوا هو لا يفسد للود قضية ولكن اصبح في بعض الاحيان يفسد حياة البعض !

اشكركم , واعتذر عن الإطالة .