منتدى استراحات زايد - هذا هو اساسنا ومنه ننطلق

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

كثيرا ما يقال لنا بأن إسقاط النظام مطلب غير عقلي ولا يمكن تحقيقه، ونحن نقول يمكن تطبيقه، وهذا الخلاف منشأه تعدد الأفكار والذي سأتطرق له في هذا الموضوع

أنواع الفكر

فكر المنافقين: فكر يقوم على أخذ المصلحة على حساب اي كان، وهذا الفكر أخذ به معاوية وحصل على مراده، ولكن هذه الفائدة التي حصل عليها فائدة مؤقتة لا تدوم.

فأمير المؤمنين عليه السلام رفض أن يحصل على النصر عن طريق الغدر والنفاق، ومعاوية حصل على مراده بهذا الغدر والنفاق، ولكن المنتصر الآن هو أمير المؤمنين (ع) لا معاوية.

فكر العقلائيين: فكر يقوم على أخذ المصلحة الممكنة، وهذا الفكر يأخذ به السياسيين بعنوان فن الممكن، وأخذ به الكثير من الناس في تعاملهم.

هذا الفكر هو من يقول بأن إسقاط النظام غير ممكن، فنحن لانمتلك القوة ولا السلاح، والسعودية والعالم كله ضدك، وأنت تحت منظومة خليجية وووإلخ من أمور تمنع إسقاط النظام.

هذا الفكر لا يهتم للدماء التي سالت بحجة أن موقفنا سيوقف نزيف دماء ستأتي، فهي تدعوا إلى تقبل أهالي الشهداء لما سيحصلون عليه في المستقبل من إصلاحات ومن وقف نزيف الدماء.

الفكر الإسلامي: فكر يقوم على تعليمات إلاهية لا تحتوي الخطأ ابدا، وفيها وعود إلاهية ما إن يؤمن بها الناس ستتحقق حتى وإن خالفت العقل، لأن العقل محدود والإسلام شامل.

أصحاب الفكر العقلائي يتهمون أصحاب الفكر الإسلامي بأنهم غير واقعيين، لأنهم يؤمنون ويطلبون أمورا لا يمكن تحقيقها، ومن هنا أطرح أمثلة على أن الفكر الإسلامي هو الصحيح وهو المنطقي والواقعي.

أمثلة تاريخية على صحة الفكر الإسلامي

* العقل يقول باستحالة سقوط فرعون في زمن هذا الطاغية من قبل أناس لا يملكون حتى السيوف، ولكن سقط هذا الطاغية بمجرد أن آمن بعض الناس بنبي الله موسى عليه السلام، والله سبب لهم الأسباب لهذا النصر.

* العقل يقول باستحالة نجاح الثورة الإسلامية في إيران، في ظل عالم كله ظلم، مقابل رجل حشد بفكره لهذه الثورة، مقابل علماء كبار انتقدوه لعدم إمكانية هذا الأمر وتكلفته، ومع هذا فقد نجح بعدما قتل الكثير الكثير من قبل الجيش حتى انتصروا، ولم يقل هذا الرجل العظيم بأن الجيش ليس معنا وأن هناك من ستسفك دماؤهم، فهو فقط آمن بالله والله سبب له الأسباب للنصر.

مثال من ثورة البحرين

العقل يقول باستحالة الوصول للدوار بسلمية لا ترمي حتى الحجر فيها، وهو يقول باستحالة وصولنا إلى الدوار والجيش هناك، ولكن هناك فتية آمنوا بالله فسبب لهم الباري المسببات لهذا الوصول فوصلوا.

النتيجة والمراد من الموضوع

نحن مسلمون ونؤمن بالله فلا أحد يدعي لنا أستحالة إسقاط النظام، ومن يقول باستحالة إسقاط هذا النظام عليه أن يزيل كلمة الإسلام من تعريفه، وإلا أصبحت كلمة الإسلام هي مجرد ديكور ومظلة يحتمون بها لا غير.

والمشكلة أن الشيء اللاعقلائي إن تحقق، سارعوا العقلائيين بالتفاخر به وأخذوا يتكلمون عن، فكما انتقد البعض الثورة الإسلامية في إيران قبل القيام بها، هم نفسهم قاموا بكتابة الكتب لأمكانية نجاحها طبعا بعد نجاحها (كمثل العلماء في حياتهم يذمون وبعد مماتهم يمدحون).

ولا أحد يتشدق لنا بالعقلائية فالإسلام هو مصدرنا وأساسنا وسنواصل حتى يتحقق الوعد الإلاهي، فالأمم السابقة فقط سلموا أمرهم إلى الله من دون أي مصدر قوة فنتصروا، ونحن سنسلم أمرنا إلى الله ولن نسلم أمرنا لغيره وسننتصر.