كل الناس تحمّلوا المسؤولية وأثبتوا أن التكاتف بين هذا المجتمع قادرٌ عل
 

05-11-11 09:57 AM

?كل الناس تحمّلوا المسؤولية وأثبتوا أن التكاتف بين هذا المجتمع قادرٌ على تحمّل ضريبة التغيير
الشيخ علي سلمان: علينا أن نرفض كل من يحاول أن ينشر العداء بين أبناء الوطن الواحد


?http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=5989





التأكيد على التواصل الاجتماعي:
في هذه الأيام -أيام ذي الحجّة والعيد- نريد أن نعيد التأكيد على معنى، وهو (التواصل الاجتماعي) بين الناس.

نبدأ من الدائرة الواسعة.. في الأعياد يتبادل الناس التهاني، ويتبادل الناس الزيارات، ويتبادلون ما يشير إلى احترامهم وتقديرهم لبعضهم البعض.

وقد مرّت البلد - ولازالت تعيش- في نوعٍ من الأزمة السياسية، وأرادت بعض الأطراف لحساباتٍ سياسية أن تُأزّم الواقع الطائفي والواقع الاجتماعي، لا حبّاً في هذه الطائفة ولا في تلك، وإنما هي أوراق سياسية.. السياسيون يتجرّدون أحياناً من الخُلُق والإنسانية والدين، ويبذلون ما عندهم من أوراق لحساب ما يعتقدون أنه مكاسب سياسية.

على المجتمع ألا يستجيب لهؤلاء الناس (من أيّ فريقٍ كانوا)، مَن يحاول أن ينشر العداء بين السنة والشيعة (سواء أكانَ من السنة أو من الشيعة) علينا أن نرفضه، مَن يحاول أن يزرع الخلاف بين أهل هذا الحيّ وأهل هذا الحيّ، بين هذا وجاره على أساسٍ من سنةٍ وشيعة، وعلى أساسٍ من عِرق، علينا أن نرفضه سنةً أو شيعة (وأياً كان). ويجب أن يسود العقل في التعاطي ويُحصر الخلاف السياسي في مساحته.

واعلموا أن الدين لا يحثّ على كُره الانسان (أيّاً كان الإنسان)، وإذا وردت توجيهات بـ "بغضاء"، فهي بغضاء لأفعال، هي بغضاء للمواقف التي تصبّ في العناد إلى الله، وتصبّ في العناد إلى الخير.

فالأصل الذي نستمرّ عليه هو أصل المحبّة، هو أصل الأخوّة. فمن كان له علاقة بأخيه، يتواصل معه في العيد، يزوره أو يتبادل معه الرسائل، أو غيرها من طرق الوصل فليستمر في ذلك، ولا يأخذ هذا الجو الذي يعمل بعض الأطراف على إثارته من أجل أهداف سياسية. فصِلوا كل الناس الذين كنتم تعرفونهم، وإن كان هناك من بابٍ إلى مَن لم يكن لكَ به علاقةٌ فافعل.


وتأتي أيضاً هذه الذكرى من العيد، والتي ندعو إلى الاستمرار في مظاهرها الدينية بشكلٍ طبيعي: من صلاة العيد، وتزاور العيد بين الأهل.. لا تنقطع هذه العادة، على أن يحمل الإنسان في قلبه آلام الآخرين وآلام مجتمعه. فهي مناسبةٌ لزيادة التكافل والتعاضد والمواساة والشعور مع كل ضحايا حملة القمع والهمجيّة التي قامت بها السلطة.

صِلة الشهداء أنفسهم، أسر الشهداء الكرام، الصِلة مع المجروحين، الصِلة مع المعتقلين، الصِلة مع المفصولين، بمختلف الطرق: مساعدات مالية، زيارات، تواصل، إشعار أهاليهم بأنهم موجودون في قلوبنا في هذه الأيام، ولم يغيبوا أبداً عن قلوبنا وعن عقولنا.

هم ظنّوا بأنه عندما يقطعون أرزاق الناس بالفصل عن العمل سوف يؤدّي هذا إلى تركيعنا، ولكنّكم أثبتّم قدرتكم على مواجهة الأساليب المختلفة (مختلفة من القمع، والكذب الرسمي، وعملية التجويع والحصار الاقتصادي).
كل الناس -الفقراء والتجّار- تحمّلوا المسؤولية، وأثبتوا أن التعاضد والتكاتف بين هذا المجتمع قادرٌ على تحمّل ضريبة التغيير، فكانت هناك "ملحمة" من التواصل.

يأتيني شخص يعطي للجمعية أو إلى بعض الناس 100 دينار (وهو راتبه 400 دينار، وهكذا أسرٌ فقيرة تأتي بالمبالغ التي تستطيع. هذا جزءٌ ممّا يقوِّم هذه الحركة المطلبية: التعاطف والتكاتف، وحمْل المسئولية بشكلٍ مشترك.

قدّم هذا الشعب صورةً جميلة –جزاكم الله خيراً– نستمرّ فيها حتى يعود جميع المفصولين إلى وظائفهم، وأيضاً يعالج جميع الجرحى في داخل البحرين، وفي خارجها في حالة الحاجة إلى العلاج في الخارج.



من أين هذا؟
يأتي من خُمْس البحرين –ليس من خُمْس الخارج – يأتي من خُمْس البحرين.. وعندما زُرت النجف، أحد الأمور التي أخذتُ فيها إجازات هي في صرف الحق الشرعي على المتضرّرين.

يأتي من خُمْس البحرين، ويأتي من أهل البحرين الفقراء ومن أهل البحرين الميسورين، يتعاضدون مع بعضهم البعض ولهم القدرة على حمل هذه، فجزاهم الله خير الجزاء، ونستمرّ على ذلك حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بنصره للحق والعدل، وإقامة القسط في هذه البلاد.

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos...00436430_s.jpg
Wall Photos

المصدر...