القائد المحارب
 

بسم الله الرحمن الرحيم
سألني لماذا تسميه قائدا و الرجل ليس بحرانيا حتى ؟
و نهرني بصوته : أنتم تقفون ضد التجنيس و الآن تريدون أن يكون القائد رجلا غير بحراني ؟
فأجبته : أنت أجب علي ، هل تعترف بالخرائط الموجودة حاليا بين بلاد المسلمين ؟
هل إذا حكم البحرين رجل من البحرين ( التي كانت تشمل الأحساء و القطيف و جزء من الكويت و البصرة و الأحواز و أوال ) فهل إن حكم البحرين رجل من هذه المناطق كنت لترضى به ؟
أم إذا كانت البحرين جزءا من أرض فارس حيث حالك حال الملايين العرب الذين يعيشون في الأحواز ، كنت لترضى بأن يحكمك رجل فارسي ؟ و هل كنت لترضى بالحدود المرسومة من قبل الإستعمار العالمي ؟
و هل إذا قبلت بالحدود تقبل بأن يحكم رجل من خراسان ( و هي مقاطعة أفغانية تاريخيا )، فهل تقبل بأن يحكم رجل خراساني إيرانَ ذوالقوميات و العرقيات الكثيرة ؟ أي أن يحكم الترك و الكرد و البلوش و اللر و العرب و السني و الشيعي ؟
هذا إذا قلنا أن السيد الخامنائي هو خراساني أصلا و السيد ، سيد من أبناء رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حجازي عربي فعليه السيد الخامنائي عربي ، فكيف تقبل بأن يحكم السيد الفرس و يصبح حاكما عليهم ؟
نحن الرساليون لا نعترف بالحدود التي رسمتها لنا أيادي الإستعمار التي مزقت بلاد المسلمين إلى أكثر من خمسين دولة بل نقول بأن المؤمن لو إستنصره مؤمن آخر لوجب عليه أن ينصره و لو كان في القطب الشمالي ، و من المعيب جدا أن تأخذ علينا ما يؤخذ عليك ؛ و من المعيب أيضا كيلك بمكيالين حيث تبرر للآخرين التدخل ( و لا أعتبره تدخلا ) في شؤون البلاد بإسم السياسة تارة و بإسم الدين تارة أخرى و تحتج علي بهذا السؤال .
هذا كله و الرجل يحمل الجنسية البحرانية فكيف إذا لم يحملها ، أنت ترى في شتى بقاع العالم يحق لللاجئين أن يصوتوا في إنتخابات البلد الذي لجؤوا إليه ؛ أي يحق لهم تقرير مصير بلد ليس لهم علاقة به إلا أنه يحملهم و هم يحملون أوراقا طبع عليها إسم ذلك البلد ، فهل أنت تعطي الحق لهم أن يتدخلوا في بلد كهذا؟
قلت له : لا أدري هل إقتنعت بكلامي أم لاء فهذا شأنك ، أما إذا لم تقتنع أنصحك بأن تكون صادقا مع نفسك و أن لا تقبل بغير " البحارنة " قائدا و لا مرجعا دينيا و لا تقبل أن يشترك أي شخص غير بحراني في الإنتخابات لأنه سهيم في تقرير مصير بلدك و أقول لك : إمنع أهالي بلدة "مرخ " من الإنتخابات لأنهم أيضا ليسوا بحرانيين و هم سادة من الحجاز أساسا ( و سادة أهل البحرين ) و إمنع الأخوة العجم في الدخول في الإنتخابات لأنهم من بلاد فارس .
فقال لي : قبلت بأن المسلمون يجب أن لا تحكمهم الحدود المتعارفة حاليا بين بلادهم لكن لماذا تسميه قائدا ؟
فقلت له بأني ذو مبادئ لا يعتريني شك في أن أكثر الأشخاص الذين يقفون مع الثورة و لا يهمهم رأي من يقف ضدها ( و رأي من وقف أمام الثورة و لم يساندها طرفة عين ) و لا يعيرون إهتماما للأصوات التي تتصاعد هنا و هناك لإخماد الثورة و الرجوع إلى البيوت ، إن أكثر هؤلاء هم ممن أرشدهم الرجل في أن يستمروا في النضال ضد هذه الجرثومة الخليفية .
و إني على يقين و أشهد الله على ما أقول لولا الرجل و خطاباته الإرشادية لإنحرف أكثر من حضر الدوار من عامة الناس البسطاء في مسألة الحوار التي طرحت و بصورة قوية حينها لأنه الشخص الوحيد الذي عمل على خلق رأي عام لمسألة الإسقاط و أكثر من دفع نحو الإسقاط صراحة حيث أن أكثر الإسقاطيين كانوا يعتلون المنصفة في الدوار و جل كلامهم توضيحا للمسألة و ليس دفعا فيها ( إما لعدم التشتت بين الفرقاء و إما لخوف على النفس و إما لمصلحة أخرى ).
لا أقولها تنقيصا بالقادة الآخرين تيجان الرؤوس من أمثال الأستاذ عبد الوهاب و الأستاذ المشيمع و العلامة المحفوظ ، بل إن الرجل سنحت له الظروف في التأثير أكثر عبر شاشة أهل البيت عليهم السلام الفضائية التي كانت تنصب في الدوار و المحطة نفسها و لا أريد أن أظلمه أيضا فأقول إنه يملك قوة في إقناع الطرف الآخر و قوة في الخطاب لا يملكها أي واحد ممن ذكرت .

تسألني من هو الرجل الذي سأل الرجل عنه ؟
إنه المدرسي ؛ المحارِب في كل مكان و المحارَب في كل مكان أيضا .
أخوكم
أبو محمد علي