منتدى استراحات زايد - من قصص المجانين .. قصة جنون راجح في عشق بشارة

قرأت في أحد الكتب هذه القصة وهى عن شاب فتن بعشق فتاة حتى جن جنونه وفقد عقله وصوابه وهام على وجهه وغاب عن وعيه .... واليكم القصة..

جُن بإحدى القرى شاب يدعى راجحــاً بفتاة تدعى بشارة بنت سنــــان , فبهت راجح بجمالهـــا
وكان صحيح العقـــل , فبقى حائراً متيماً من شدة حبهــا وحسنهــا , فلم يدركها فتعلق قلبه بحبهــــا وهــام بهـــا
حتى لــم يذكـــر سواهـــا , فخرج بسبب ذلك مجنونـــاً تضرب به الأمثــــال , وتكــــثر فـي أخباره الأقــــوال ,
ومــن صفة ذلك أنه أصبح لا يــرى امــرأة غريبة في القرية إلا وتبعهـــا , وحام حولها كـــالكلب
الجائع دون الفريسة لظنه أنها هي , وصار يهذي بهــــا , ويزعُم أن الملك بــراً وبحــراً لهــــا , وصار يسألـــه
عنها كل متهكم ومازح يقول له : هل من خبر عن بشارة يا راجح ؟
فيقول لهم : نعم
قد فتحت البلد الفلانــــي , والحصن الفلانــــي , وقد غارت على العجــم , والإفرنج وغيرهــم وسلبتهــم ملكهـم
فيقولون له : هذا الملك لك أم لها
فيقول : هو لي لا لها , وإنما هي تأخذه لي بجيوشها العظيمة وأنا مستريح
وكان كثير الضحك , ولا يطيش كسائر المجانين , ولا يؤذي أحداً , بل إنه مشتغل بما هو به من هذه الحادثــة ,
ويدور في سكك البلاد ليلاً ونهاراً .
وكان لا يمر بالشاعر الحبسي إلا ويعاتبه , ويسألــه جمع الشمل بينه وبين بشارة , فيجيبه بمـــا يطيّب نفسه
من الكلام الحسن اللطيف , إلى أن أشار عليه بعض المتهكمين عليه , المستهزئين به أن يسأل الشاعــر الحبسي
نظم أبيات فيها , فسأله ذلك , فأجابه ونظم فيهــا هذه الأبيات , وقرأها عليه بأحسن الأسجــــاع , ففرح من ذلك
فرحاً عظيماً حتى كاد أن يطير من شدة الفرح بها فتعلمها منه , وحفظها وصار ينشدها في سكك البلد وأسواقهـا
ليلاً ونهاراً ...
سمحت لي الدنيا ببنت سنان ::: ذات قدٍّ يميس كـالـــخيزرانِ
ذات فــرع وذات وجه منير ::: وخــدود محمّـرة الأوجــــانِ
لـم نجدْ في زماننا من يُباهي ::: هذه الخود في نواحي عُمـانِ
سلبت راجحاً بطرف كحيـلٍ ::: فهو منه مغير العقل ضـــانِ
تركتـه متيّـم الـعـقـــل لـكــن ::: صيَّرت عقله إلى النقصــانِ

أرجو أن تروق لكم وتنال استحسانكم

وختاماً سبحانك اللهم وبحمدك لااله الانت استغفرك واتوب اليك.