منتدى استراحات زايد - المولوتوف ... بين السلب والإيجاب

بسم الله الرحمن الرحيم
( المولوتوف .. بين السلب والإيجاب )

من المواضيع التي قد تشغل فكر الساحة اليوم هو ( التصعيد ) في اسلوب الاحتجاجات الثورية ، ومن ذلك استخدام ( المولوتوف ) وغيره من الوسائل الدفاعية .
وقبل الدخول في صلب الموضوع ، لابد من الالتفات إلى نكتة مهمة : وهي أن أي موضوع يكون جديداً وطارئاً ومستحدثاً ، فإنه يلاقي موجة من الاعتراضات ، إلا أنه ومع مرور الوقت ، خصوصاً إذا كان حقاً ، فإنه يكون واقعاً ، بل وأمراً ضرورياً .
ونعود للموضوع ، فإنه لا يخفى علينا أننا عندما نحلل الموضوع ، فلابد من النضر له من عدة جهات ، ونقصر النظر فيه من خلال ثلاث جهات :
1- من جهة الشرع ؛ فهل يجوز لنا استخدام ( المولوتوف ) وغيره في هذا الظرف أولا ؟ والجواب : أنه لا إشكال شرعاً في ذلك ، وباب الاستفتاء مفتوح ، وقد أدلى مجموعة من الفقهاء ( حفظهم الله ) بجواز ذلك . ويكفي الإذن من فقيه واحد في مثل هذا الأمر .
2- من جهة القانون ؛ فإن الذي حلَّ بشعب البحرين ، من انتهاك لكل الأعراض ، خصوصاً ما حل في يوم الجمعة السابق بالنسبة للنساء المؤمنات العفيفات ، فإن هذا الشعب له الحق في الدفاع عن نفسه ، وردع المعتدي ، بأي وسيلة قانونية ، وحمل ( المولوتوف ) مما لا يعترض عليها القانون الدولي في مثل ما جرى .
3- ومن جهة العقل والتكتيك والسياسة ؛ فإن الاستمرار في التظاهرات بالنحو الذي يجعل العدو يهزأ بك ، ويزيد من قمعه وانتهاك عرضك ، وعدم خوفه منك ، ومزيد استعلاء وتكبر ، واستمرار في القمع والقتل والهتك ، فهو نقض للغرض ، والحكيم لا ينقض غرضه ، والعاقل لا يقوم بشيء ليجني ما هو على خلافه .

والحاصل : أن هذا الشعب وإن ابتدأ بمنهج وهو ( السلمية ) ، إلا أنه شعب عاقل واعي ، غير متحجِّر ، فإذا رأى السلطة قد تغيرت ، والظروف قد تبدلت ، فلابد له أن يتغير ، بالمنهج الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى ، وبحيث لا يجعل العالم يعترض عليه أيضاً ، وتصعيد المقاومة باستخدام ( المولوتوف ) وغيره ينصب في هذا السياق .

ولنا تكملة إن بقينا أحياء ...