منتدى استراحات زايد - لحظات تغير مصير الشعوب .. العودة لميدان اللؤلؤة

أذا أردنا التسليم لأحد بالفضل في نشر مبادئ العدل والحرية والمساواة في العالم فلا شك أننا سنسلم للثورة الفرنسية التي غيرت وجه أوروبا السياسي والاجتماعي والثقافي وأسست لمفهوم المواطنة والمساواة والفصل بين السلطات ونشرت الفكر التنويري الناهض.
ولو رجعنا لتطورات الأحداث في الثورة الفرنسية والتي بالمناسبة استمرت عشر سنوات منذ عام 1789 – 1799 لاكتشفنا أن هناك قواسم مشتركة عديدة بين العائلة الملكية في فرنسا قبل أكثر من 200 عام وبين نظام القبيلة الحاكم في البحرين ومنها:
0 ضعف شخصية الملك وسيطرة أطراف أخرى على القرار في فرنسا.
0 التآمر على الشعب الفرنسي وطلب المساعدة العسكرية من الحكام الأوربيين.
0 التعنت وإظهار القوة عن طريق حشد الجنود حول قصر فرساي.
0 رفض نصائح رجال الدولة المعتدلين الذين دعوا لملكية دستورية كالذي حدث في أنجلترا.
0 التأسيس للطبقية ومنح الامتيازات الاستثنائية للنبلاء من أفراد العائلة المالكة على حساب عامة الفرنسيين.

لحضه تاريخية وقرار مصيري يغيران مستقبل فرنسا وأوروبا
في أحد أيام شهر أكتوبر من عام 1789 خرجت الجماهير الجائعة والبائسة في مسيرة كانت من الممكن إن تتجه لأحد الميادين العامة أو تنتهي بالطرق والشوارع بعد قمع الجنود لها, ولكن أحدهم و قد يكون شاب لا يتجاوز عمره العشرين سنة أو قد تكون امرأة بسيطة أتخذ(ت) قرار مصيري وهو التقدم بالمسيرة إلى مقر العائلة المالكة "قصر فرساي", ولنتأمل الصورة بشي من التفصيل فهناك مفترق طرق أمام الثوار الفرنسيين أحدهم يؤدي إلى قصر فرساي والآخر إلى مكان آخر وأستطيع القول أنه في تلك اللحظة فقط عندما قرر أحدهم التوجه بالمسيرة الغاضبة إلى مقر الحكم كتب للثورة الانتصار والإطاحة بالنظام الملكي.

العودة لميدان اللؤلؤة قرار مصيري وننتظر اللحظة التاريخية
أتخذ شباب الثورة قرارهم بالعودة لميدان اللؤلؤة ولم يتبقى إلا صناعة هذه اللحظة التاريخية, ولكن لنعلم جميعاً أن ميدان اللؤلؤة ما هو إلا وسيلة لتحقيق هدف الثورة والأجدر بنا أن لا نفرح كثيراً بهذا النصر المرحلي ونبدأ مبكراً هذه المره باتخاذ القرارات المصيرية الأخرى لمحاصرة النظام ومفاجئته وذلك عن طريق السيطرة على مؤسسات الدولة و وزاراتها ومراكز الشرطة القريبة من موقع الميدان والتوسع يوماً بعد يوم والأهم شل الحركة الاقتصادية تماماً في البلاد.
فهكذا هي الثورات وهكذا تنتصر بصورة خاظفة, أذاً اتخذوا قراراتكم المصيرية واصنعوا لحظاتكم التاريخية, فلا توجد ثورة تنتصر تدريجياً أو "بالقطارة" ولكنها كذلك تموت وتنتهي.

ختاماً.. شعب البحرين و خلال الساعات القادمة قادر على صنع لحظته التاريخية و تغيير حاضره ومستقبله وله الخيار بين إن يغتنم هذه الفرصة دون تردد ويزحف نحو ميدان اللؤلؤة ليقول كلمته "لا للنظام الملكي" أو ينتظر سنوات أخرى لتثور الأجيال القادمة وتلعنه كما لعنا نحن الأجيال الغابرة.