نهنأ الشعب المصري البطل بثورته المباركة التي فتحت أبواب التغيير الواسع في العالم العربي، ونهنأه بإقتحام وكر السفارة الصهيونية في القاهرة وإنزال وحرق العلم الإسرائيلي، هذا الإقتحام الذي عبّر عن غضب الشعب المصري ورفضه القاطع لوجود سفارة الكيان الصهيوني على أرض الكنانة، وهو الكيان القاتل للمسلمين وللمصريين بالخصوص في عدة حروب وحوادث، كان آخرها قتله لمجموعة جنود مصريين في سيناء.

إننا إذ نبارك لهذا الشعب المصري المجاهد وقفاته الأصيلة، ووقوفه الى جنب الثورات العربية، وإعتصامه أمام السفارة السعودية إستنكاراً على النظام السعودي الداعم الأساس للطغاة العرب وفي مقدمتهم المجرم حسني مبارك، فإننا نستنكر بقوة إصطفاف النظام البحريني الى جنب الكيان الصهيوني في هذه القضية المبدئية للشعب المصري الشجاع.

إننا بدورنا ندين التصريح المهين والرخيص الذي أطلقه وزير خارجية النظام الخليفي والذي أدان فيه إقتحام الشعب المصري لوكر السفارة الصهيونية في القاهرة مما يكشف عن طبيعة العلاقات المتطورة بين هذا النظام المتهاوي والكيان الصهيوني، ونوضح بعضاً من صورها:
1- رأس النظام الخليفي حمد بن عيسى يفتخر بأنه يقيم علاقات قوية مع الموساد الإسرائيلي كما كشفت بذلك وثائق وكيليكس.
2- وزير خارجيته يلتقي باللوبي الصهيوني في واشنطن في 2007، ثم يلتقي سراً برئيس وزراء الكيان الصهيوني في واشنطن أيضاً.
3- الموساد الصهيوني لديه ممثلين مع المخابرات البحرينية في داخل البحرين، وهناك تنسيق متقدم بينهما.
4- الكيان الصهيوني عبّر أكثر من مرة عن قلقه عن ثورة الشعب البحريني، وتخوفه من سقوط النظام الخليفي.
5- الإعلام الخليفي في حالة حرب شرسة مع المقاومة الإسلامية في لبنان خدمة للكيان الصهيوني.

إن النظام الخليفي في البحرين يتمتع بتحالف وموالاة متقدمة مع الولايات المتحدة وربيبها الكيان الصهيوني في مخالفة للدين الإسلامي ولمشاعر ومصالح المسلمين والعرب، ولحق الشعب الفلسطيني المظلوم في إستعادة أراضيه وإقامة دولته. إن الله تعالى قد نهى عن مثل هذه العلاقات الشائنة المخزية والتي تمثل طعنة لظهر الأمة، وأبان أن من يقيمها يتحول الى خندق المعادين، وذلك في قوله تعالى:
لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ