منتدى استراحات زايد - الخيارات المراد استخدامها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

قبل كل شيء يجب أن نعرف جيدا أن المعركة هي معركة تغيير القناعات، كما ذكرت في موضوع "التصدي لمعركة قيمتها خمسة مليون دولار"، فعندما نعرف أن هذا هو الهدف الحالي للنظام، فيجب أن نسأل ما هي خياراته لتحقيق هذا الهدف؟ وسبق أن ذكرت في الموضوع السابق أهم وسيلة يستخدمها، وفي هذا الموضوع نتطرق لوسيلة أخرى وهي أسلوب التخويف.

فعندما يخاف الشخص يجعله يتنازل عن مطلبه بمطلب أقل، وهذا كفيل بأن يغير مطلبه من إسقاط حمد ونظامه إلى مطلب آخر، ولتحقيق هذا الأمر دائما نخوف بقمعة أمنية جديدة، ونخوف بحرب أهلية ومسلحين وبلطجية، ونخوف بعدم عقلانية مطلبنا لوجودنا في خليج يرفضنا جملتا وتفصيلا، ونخوف بانتهاء الأمل واستمرار القمع، ونخوف بالتجويع ...إلخ.

وللتصدي لهذه الوسيلة دعونا نتطرق لخيارات الحكومة إن أرادت أن تقمع الشعب، لنعرف ما باستطاعتهم فعله، وما بستطاعتنا عمله.

ما هي خيارات الحكومة في القمع؟

خيار القمع الوهمي: وهي أن تكثف الطلق في المناطق، ولكن لم يبقي شيء لم يفعله الشغب مع الاحتلال السعودي في القمع، فكيف يزيدوا حدته؟!، نعم يستطيعوا زيادة الحدة بطريقة أن لا يفعلوا أمور كانوا يفعلونها كاقتحام البيوت، وأن لا يطلقوا إلا الطلق اليسير جدا، ومن ثم عندما يتحدث المتحدثون عن قمعة أمنية جديدة، يقومون مرة أخرى باقتحام البيوت، وتكثيف الطلق.

وهذا الخيار لا ينفع وهو مطبق حاليا بشكل بسيط، لأن الناس اعتادت عليه، والناس دائما تقول ماذا سيفعلون أكثر مما فعلوا؟ بالإضافة إلى أن الشباب تعودوا على هذه الحالات، فقاموا بتطوير دفاعاتهم عن أنفسهم بشكل مستمر وسريع، ولهذا لن ينفع هذا الخيار، ولكنه خيار يجب أن ينتبه له.

خيار الإبادة: وهي أن تدخل القوات إلى القرية وتقتل كل شاب فيها، ومن ثم تتجه للقرية الثانية، وهكذا حتى تسكت بقية القرى.

وهذا الخيار خيار خطير جدا، لأن هذا الخيار لا رجوع بعده، حيث إما غالب وإما مغلوب، وبعد ذلك لاوجود لمن يتكلم عن سلمية أبدا، والشباب يجب أن يتجهز لهذه المرحلة إن حدثت لا سمح الله، وهذا الخيار يدرك النظام أنه سيهزم فيه، لأن من المستحيل أن تهدأ قرية استبيحت، ولا قرية سيأتيها الدور ستنتظر ابادتها، قبل أن تبادر في امتلاك السلاح، واطمئنوا أخوتي لأنكم لو رأيتم كيف صلابة الشباب في المناطق وأنهم مستعدون لهذه المعركة لآمنتم بنصرنا، والحكومة نقطت ضعفها أن مرتزقتها أجانب، وهي ليست نقطة قوة.

خيار سلمان وهو خيار الطائفية والبلطيجة: وهو خيار التسلح والاغتيالات، وهو الخيار الذي تريد الحكومة القيام به.

وهذا الخيار اطمئنوا اخوتي بأن الحكومة خائفة جدا من تطبيقه ولكن لا خيار لها مجدي أفضل من بقية الخيارات إلا هو، ولهذا تريد استخدامه، ولكن عيوب هذا الاسلوب كثيرة وخطيرة، وهي أن البلطجية يخافون أن يفترقوا عن الشغب، فلا يأتون إلا بهم، وبهذا سيفضحوا بسرعة. ولو تقدم البلطيجة بدون الشغب فلن يتقدموا إلا بالاسلحة، والاسلحة يمكن أن يمسكها الشعب، وبهذا تختلف المعادلة.

فياشعبي لو استخدمت الحكومة البلطيجة، يجب الامساك بهم واخذ بطاقاتهم وتصويرهم ببطاقاتهم، وأخذ الأسلحة من عندهم دون استخدامها، مع النفي بصحول مثل هذا، والقول بأنه عمل مخابراتي. وبهذا ستتوجع الحكومة وستسحب هذا الخيار الفاشل بإذن رب العالمين.

ولكن اختبار الشعب الآن هو في الذهاب للميدان، لأنه عندما تذهب للميدان فأنت تذهب ولا تفكر أن تلتجئ إلى ملجأ إن لوحقت، وهذا يجب أن نجهز له تجهيز إيماني ونفسي وجسدي، وأرجوا أن لا نكون كقوم موسى عندما كان خيارهم أن يدخلوا الباب لكي ينتصروا، ولكن لم يدخلوا فحرم الله عليهم دخول الأرض المقدسة أربعين سنة.

قال تعالى: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ، قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ، قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ، قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".