منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   آية الله قاسم: أنا خجلٌ أمام جميل هذا الشعب وله علي حقٌ ثابت (http://vb.ma7room.com/t569785.html)

محروم.كوم 08-26-2011 06:10 PM

آية الله قاسم: أنا خجلٌ أمام جميل هذا الشعب وله علي حقٌ ثابت
 
أقولها نصيحةً جلية وأعلنه حقاً ثابتاً لا مراء فيه، أن لابد من إصلاح عام وسياسي بالخصوص يرضي الشعب

آية الله قاسم: أنا خجلٌ أمام جميل هذا الشعب وله علي حقٌ ثابت اعترف أني أقل من أن أبلغ وفاءه




أقولها نصيحةً جلية لا غبار عليها، وأعلنه حقاً ثابتاً لا مراء فيه، أن لابد من إصلاح عام وسياسي بالخصوص يرضي الشعب، وهو أوله ـ والإصلاح السياسي أول الإصلاح العام ـ إذ لا حل يغني عن هذا الحل، ولم يعد بالإمكان التنكر له، ولا مهرب لأي نظامٍ سياسيٍ يبحث عن البقاء في الأرض اليوم بدونه، وكل محاولة للهروب منه يائسة، والتبكير واقٍ، والتأخير مجازفة.

الخطبة الثانية:

منبر الجمعة منبر رسول الله (ص):
منبر الجمعة أصلا إنما هو منبر رسول الله (صل الله عليه وآله) ثم أوصيائه، وليس لأحد أن يعتلي هذا المنبر في غيبتهم فضلاً عن حضورهم، إلا بإذن صاحب المنبر الأصلي في الشريعة الكاشفة عن إذن الله مالك الأمر كله.
المنبر منبر رسول الله "ص" ولا إذن لأحد أن يصعد منبر رسول الله وإن كان في غيبته وغيبة الأئمة من ولده "ص" إلا بأن يعرف أن له إذناً في ذلك وإلا فلا.
هذه المعرفة قد تكون معرفة واقعية، وقد تكون معرفة ظاهرية، لابد أن تكون له حجة شرعية ليعتلي هذا المنبر وإلا فلا.
ولهذا المنبر وظيفته الشريعة التي تُتلقى من القرآن وسنة الرسول "ص" وسيرة المعصومين من بعده (عليه وعليهم السلام) قولاً وفعلاً وتقريرا، ولا مصدر آخر لهذه الوظيفة في الإسلام.
ومما لا يمكن أن يعترض عليه مسلم يحسن شيئاً من الإسلام أن وظيفة هذا المنبر في سيرة رسول الله "ص" تبليغ الإسلام كما يريد الله عز وجل، لا كما يهوى الناس، وباعث روح التوحيد لله عز وجل في العقول والأرواح والنفوس، وإخلاص العبادة والطاعة له بلا شريك، والتمكين للعدل في الناس، ومطاردة الظلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستنهاض الأمة للعمل بدين الله وتطبيق منهجه في الأرض، والتوحد في سبيله، والتعاون على البر والتقوى، ومواجهة المنكرات والمظالم، والعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل.
منبر الجمعة في الإسلام راصدٌ ومراقبٌ أسبوعيٌ لحركة المجتمع بكل أبعادها، لتدارك أخطاء هذه الحركة، وما قد يعرض عليها من انحراف أو قصور أو تقصير أو تذبذب أو تردد، وتصحيح كل المسارات، ورد الأمور إلى نصابها، لا يستثنى من ذلك أمر اقتصاد أو اجتماع أو سياسة أو غير ذلك.
ومن كان يقوم بكل ذلك وبصورة بعيدة عن الخلل والخطأ نهائياً..هو من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ثم من أقامه مقامه في الدين وسياسة المسلمين كعلي أبن أبي طالب (عليه السلام)، ولا يبلغ مبلغ رسول الله (صل الله عليه وآله) ولا المعصومين عموماً أحد على الإطلاق، وهم القدوة والمنار وبهم يستضاء ويهتدي.
نعم، منبر الجمعة منبر رسول الله (صل الله عليه وآله)، وهو لكل ذلك، وليس منبراً سلبياً لا يهم من أمر المسلمين شيء، ولا ما يعتري الدين من سوء، والأمة من خلل، وما يحدث فيهاً من مظالم، وما يتهدد وجودها من أخطار، وما يراد بها من شر. وهو ليس لعون الظالم على المظلوم، وإقرار البغي وأي لونٍ من ألوان الفساد في الأرض أو الإخلال بموازين القسط في الناس، ثم أنه ليس للفوضى وتأجيج الفتن، وإثارة النعرات، وتفتيت المجتمع، وافتعال الأزمات، وإحداث المشاكل، وبغي الكلمة، وسلاطة اللسان، ولغته ليست لغة الشتم والسب والنيل من كرامة الناس بالباطل.
لغته أحق لغة، وأكرم لغة، وأنزه لغة، وأعف لغة، وأزكى لغة، وأقوى لغة في الهداية و الإرشاد والإصلاح.

أما عن هذا المنبر من منابر الجمعة، فلتراجع خطبه المتقدمة - التي زادت على 450 خطبة فيما أظن- ف وقبلها خطب أخرى في الجماعة، وكلمات تضاف إلى ذلك في المناسبات، فليراجع كل ذلك بدقة وأمانة وموضوعية ونزاهة للحكم له أو عليه بمقاييس الإسلام لا بغيرها، وعلى مدى محاولة اقترابه أو ابتعاده عن هدى دين الله وهدى رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم)، وأنا اقبل النتيجة بكل ترحاب.
هذا المنبر ومنذ أن كان منبراً للجماعة، ومنذ افتتاح هذا المسجد المبارك، قد أخذ على نفسه أن يكون للدين لا إلى أي جهة أخرى، وللإصلاح لا الإفساد، والوحدة لا التفرق، والحق لا الباطل، والهدى لا الضلال، وهذا العهد لا يمكن رفع يد عنه إلا بالتخلي عن قيم الدين وحكم الشريعة، ولا يفعل ذلك إلا خاسر.
ولا أظن أن شيئاً من خطب هذا المنبر تسجل شهادةً على خلاف ذلك، وأعجب كيف يقال بأن هذا المنبر للفتنة والتأزيم، وتفريق صفوف المسلمين، وهو الذي ما فتئ يدعوا بقوة لوحدة المسلمين وتراحمهم، ونصرة المسلم أياً كان مذهبه، واحترام الآخر، ورعاية حق الإنسانية لأي إنسان، ومقابلة الكلمة الهابطة بالكلمة المترفعة، وعدم هدر قطرة دمٍ من غير حق، أو إتلاف ما هو بمقدار فلسٍ واحدٍ من ثروة الوطن، والحرص على حقوق أهل كل الطوائف ومختلف أطياف هذا الوطن، وتركيز الشعارات على القضايا دون الأشخاص والذوات، وعدم الاستبدال عن الخط السلمي بأي خطٍ آخر.
أليست كل هذه دعوات تطرح هنا؟ أليست هذه الكلمات يؤكد عليها هنا؟ لماذا الزيف، لماذا الافتراء، لماذا الكذب، لماذا المؤامرة؟.
أليس كل هذا من خطاب هذا المنبر، ومنه ما هو قريبٌ جداً، وفي الجمعة السابقة؟

أمورٌ ثلاثة سيبقى هذا المنبر بعيداً كل البعد وكذلك كان:
• أن يحقق رغبات السياسة.
• أن يكون شيطاناً اخرس.
• أن يكون فتنة وفوضى.
أمرٌ واحدٌ فحسب يلتزمه هذا المنبر، وهو أن يكون للدين وصالح المسلمين والوطن.

ثم إن مرجعيتي فيما يجوز وما لا يجوز في أمر الجمعة وفي كل أمر آخر، هي مرجعية كل مسلم اليوم فيما يجب، وذلك أن يكون المرجع هو الكتاب والسنة بصورة مباشرة أو عن طريق أهل الفتية من العدول على ما هو التفصيل في بابه، ولا أعرف أن لي أو لأحدٍ من المسلمين مرجعاً غير ذلك من وزارة أو غيرها في تلقي أمر الدين وحكم الشريعة.
فافرضني جاهلاً بوظيفتي الشرعية ـ وأنا اجهل الكثير ـ لكن علي أن أرجع في تلقي هذه الوظيفة إلى من ترتضيهم الشريعة مرجعاً لها فيه، وهم الفقهاء العدول لا غير.
أقولها نصيحةً جلية لا غبار عليها، وأعلنه حقاً ثابتاً لا مراء فيه، أن لابد من إصلاح عام وسياسي بالخصوص يرضي الشعب، وهو أوله ـ والإصلاح السياسي أول الإصلاح العام ـ إذ لا حل يغني عن هذا الحل، ولم يعد بالإمكان التنكر له، ولا مهرب لأي نظامٍ سياسيٍ يبحث عن البقاء في الأرض اليوم بدونه، وكل محاولة للهروب منه يائسة، والتبكير واقٍ، والتأخير مجازفة.
العقل والدين والحكمة ومصلحة الوطن، وسلامة المجتمع، وبقاء الأخوات مع الإصلاح والمبادرة به، ولا ينافيه إلا ما يتنافى مع كل ذلك، والتأخر به سوء تقدير، والمطالب بتسويفه غير مصيب للرشد، فاقد للإخلاص للإنسان للوطن.

وأخيراً.. فأنا خجلٌ أمام جميل هذا الشعب، ولهذا الشعب علي حقٌ ثابت اليوم وقبل اليوم، اعترف من نفسي أني أقل من أن أبلغ وفاءه.
ثم ما أنا، وماذا أساوي، أمام أي شابٍ أو شابة، أو رجل أو امرأة ممن ضحّوا من أجل هذا الشعب من أبنائه وبناته؟ وماذا يساوي دوري من دور كل أولئك المصلحين الأعزاء الأوفياء والمغيبين في السجون، غفرانك ربي الكريم، وسماحاً أيها الشعب العزيز.

درس بعد درس:
درس بعد درس، وعظة بعد عظة، وعبرة بعد عبرة يقدمها قضاء الله وقدره القاهر هذه الأيام، فأين المعتبرون؟
يتساقط أهل القوة الباطشة، والقبضة الحديدية على الشعوب، والسلطة المتفردة واحداً تلو الآخر، في مصائر سوداء مخزية، ومشاهد ذليلة، من شأنها أن تكسر جبروت الطغاة، وأن تلقن أهل الأرض جميعاً دروساً من سلطان الله الذي لا يقهر، وقدره الذي لا يرد، وأخذه الذي لا يقاوم، وتذكر لما عليه الشعوب من قوة إذا جد جدها، ومن انتصار الله سبحانه لإرادة المظلومين ودحر الظالمين.
على مستوى الساحة العربية، قبلُ شهد العالم المصير الأسود لسفاح العراق، وفي هذه الأشهر القليلة فر بجلده طاغية تونس، وشهود فرعون مصر في قفص الاتهام، واليوم يطارد مغرور ليبيا، وأكثر من طاغية يشعر بالتهديد الجدي، والأرض في نقمة تهتز من تحت قدميه، وقضية الرحيل الكئيب المخزي تلتف حول عنقه.
أوليس هذا بكافٍ للاستفادة من الدرس، واتخاذ العظة، وحسن الاعتبار؟


خطبة الجمعة (466) 25 شهر رمضان 1432هـ 26 أغسطس 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.

المصدر: http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=5833
.


الساعة الآن 12:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227