منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   الإستحمار الديني (الماهية و الأسلوب) (http://vb.ma7room.com/t561526.html)

محروم.كوم 08-19-2011 05:40 PM

الإستحمار الديني (الماهية و الأسلوب)
 
مقتطفات من كتاب " النباهة والاستحمار"
للمفكر الاسلامي الشهيد د:علي شريعتي


الإستحمار الديني (الماهية و الأسلوب):

يمثل الدين ( أحد القوى المتحالفة في السيطرة على التاريخ ) أكبر و أقوى مستحمر في العصور القديمة كما يمتد دوره للعصر الحديث، و هنا لابد من التمييز و عدم الخلط بين الدين الذي بلّغه سائر الأنبياء في ذروة الحقيقة و بين الدين الإستحماري ( دين ضد الدين ) الذي تروجه قوات استحمارية مضادة للإنسانة تتلون بألوان مختلفة و تتخذ أوجه متباينة لكنها تؤدي نفس الدور كالطبقة الروحانية أو المعنوية أو الطبقة الصوفية أو طبقة الرهبان أو طبقة القساوسة.

هذا الدين الإستحماري يقف في وجه الدين الحقيقي و يحاول تعطيل قدرته و نفوذه بآلياته الإستحمارية و التي تقوم بتشويه كل مفاهيم دين الوعي و الآيديولوجيا و تقلبها رأسا على عقب و تسلب كل ما منحه دين الوعي.

يقوم هذا الدين في إستحماره على مستويين:

المستوى الأول : تعطيل قدرة الوعي و الشعور بالمسؤولية الفردية و الاجتماعية عند الإنسان، و يشير شريعتي لذلك من خلال عرضه للطريقة التي يقوم من خلالها هذا الدين بتحقيق هذا الهدف، حيث يقول: ( - دع عنك الدنيا فإن عاقبتها الموت!
- ادخر كل هذه الحاجات و المشاعر و الأمنيات إلى الآخرة........
- إنها سنوات العمر القصير لا قيمة لها، دع الدنيا لأهلها! و يقصد " بأهلها" نفسه و شريكيه الآخرين!)

المستوى الثاني: تبرير ما يقوم به شريكاه – المال و السيف أو السلطة السياسية و السلطة الاقتصادية كما مر سابقا- في السيطرة و الصراع على التاريخ، و توفير الصيغ الشرعية و صكوك الغفران لهما ، يقول : ( صحيح أنك خنت و بعت مصير الناس للآخرين إلا أنك لا تستطيع أن ترجع حقوقهم إليهم و ليس هذا صوابا! هناك طريق أسهل . ما هو؟ ، أن تقرأ هذه الكلمات ست مرات و أنت متجه نحو القبلة ! فلن يبقى عليك شي، و ستغفر ذنوبك... ثم يتساءل : إذن لأي شيء أتحمل ثقل المسؤولية الاجتماعية ؟ لماذا؟... فهناك طريق أسهل! هو كتاب الأدعية فإنه يفتح الأبواب من غير تعب و لا نصب و لا مشقة.. و بدون أي مسؤولية!.... هذا هو الدين المستحمر- بكسر الميم) هنا يشير لذلك الفهم للدعاء الذي يعزل الإنسان عن مسؤوليته و دوره و يوفر له مزيدا من الطمأنينة و راحة البال بحيث يغدو الأمر نسخة طبق الأصل من ظاهرة صكوك الغفران في المؤسسة الدينية المسيحية في القرون الوسطى و لكنها بامتياز،، لا ذلك الفهم للدعاء الذي يلفت الإنسان لذاته و مسؤولياته و يجعله يتطلع للتكامل و بناء الذات و المجتمع.

الدين الإستحماري :

هذا الدين ( دين ضد الدين ) يستخدم في عمله الإستحماري ذات الأدوات و المفاهيم للدين الحقيقي ، دين الوعي و الآيديولوجيا، إلا أنه قام بتشويهها و إعادة صياغتها بما يلاءم دوره الإستحماري، فكل العناوين التي تملك دلالات سامقة في الوجود الإنساني تم إفراغها من محتواها و مؤداها و فاعليتها الاجتماعية لتبقى عناوين ذات أبعاد غيبية أو فلسفية، بحيث تسلب من الإنسان إرادته و قدرته في صنع مصيره و كماله و مجتمعه، أو تلهيه عن ذلك.

لا يمكننا أن نصف هذا الإجراء و هذا التشويه اختلافا و حسب بل هو عين التناقض، يقول الدكتور شريعتي: ( و التعبير الأكثر دقة هو ما قاله أعرف الناس بالإسلام و أخبر علماء العلوم الاجتماعية و أدراهم بالمصير التاريخي للإسلام، و خير من تكلم و عبر و تفنن و هو ( علي ) الذي عبر بجملة واحدة عن كل ما أراد من التعبير عنه متخصصو العلوم الإسلامية و العلوم الاجتماعية و ما طرحوه من تحليل علمي لتاريخ الإسلام و ما أعدوه من كتب و مؤتمرات مطولة و ما قاموا به من مقارنات بين الحقيقة الأولى للإسلام و واقعه الفعلي و رسالته البناءة، و الدور الهدام الذي أدّي، .... و تبيان جمال الإسلام و جاذبيته، و قبيح ما مسخ منه، و محاولة إثبات أن الإسلام دين مميز غير سائر الأديان، و أنه كان مميزا في انحطاطه أيضا، أو دفعه إلى الانحطاط، و أن الإسلام الأول كان أجمل رسالة و دعوة و أنه أصبح في سيره التغييري نحو الانحطاط ليصبح أبشع رسالة. نعم لقد قلت أن أسمى رسالة فكرية و أكثر رسالة إنسانية تقدمية تحولت إلى أشد الرسالات انحطاطا، كل هذا الحديث بينه ( علي ) باستعارة بسيطة و طبيعية من حياة عامة الناس و بشكل دقيق و كامل حين قال : " لبس- ألبس - الإسلام لبس الفرو مقلوبا " فالفرو لباس لكنه مميز عن سائر الألبسة في الشكل و الاستعمال، و الفرو هو اللباس الوحيد الذي ظاهرة جميل جدا، و باطنه قبيح و أسود ، ظاهرة ذو نقش بديع، و باطنه يخيف الأطفال، أوليس أطفالنا اليوم يرهبون من الإسلام؟! فالإنسان يلبس الفرو مقلوبا و الخروف يلبسه ظاهرا)


الساعة الآن 07:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227