منتدى استراحات زايد - اجتماع الكويت: اعتماد قرار يطالب بوقف العدوان وإنهاء الحصار

اتفق وزراء الخارجية العرب في الكويت أمس، على مشروع قرار عربي يدعو إلى وقف العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة وفتح المعابر وإنهاء الحصار وفق آلية المبادرة المصرية، والالتزام بإعادة إعمار القطاع، فيما أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن الوضع في غزة سيكون على رأس جدول أعمال قمة الكويت الاقتصادية الاثنين المقبل، في حين أعلن وزير الخارجية السعودي عقب اختتام قمة خليجية استثنائية عقدت بالرياض أن القادة الخليجيين اتفقوا أن تناقش القضية الفلسطينية في القمة العربية الاقتصادية في الكويت.

http://www.gulfup.com/upload/12321814770.jpg

ونص مشروع القرار الذي سيرفع إلى القمة الاقتصادية التي تلتئم بعد غد الاثنين لإقراره، على “الدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان “الإسرائيلي” وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة فورا”، و”فتح جميع المعابر وإنهاء الحصار على قطاع غزة وفق آلية المبادرة المصرية”.

كما نص على “الالتزام بإعادة البناء والإعمار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وتوفير الإمكانيات المالية اللازمة لهذا الغرض والتي تقدر بما يزيد على ملياري دولار، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية”، ودعا إلى “تقديم دعم أضافي بما لا يقل عن خمسمائة مليون دولار لدعم موازنة السلطة الفلسطينية” وناشد دول العالم المشاركة في عملية إعادة الإعمار.

وشدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لنزيف الدم الفلسطيني والبحث عن الآليات المناسبة لتمكين الأشقاء الفلسطينيين من إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب “الإسرائيلية” في إطار إقليمي ودولي وقال أكدنا للأشقاء في قمة التعاون الخليجي في السعودية على ضرورة أن نبادر جميعا إلى خلق أجواء المصالحة الحقيقية بين الأشقاء الفلسطينيين، بما يمكنهم من تحقيق مطالبهم المشروعة في السلام العادل والشامل، وأضاف أن قادة دول مجلس التعاون تدارسوا الوضع المأساوي في غزة، وأشادوا بكافة الجهود العربية والدولية الهادفة لوضع حد لهذا العدوان والوصول لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعهم الطارئ في الكويت للبحث في موضوع الحرب في غزة استعدادا لقمة الكويت، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبيل بدء الاجتماع إن “الوضع العربي أصبح فوضى كبيرة جداً ومؤسفة جداً ومؤذية جداً”، وأكد أن العمل العربي يحتاج إلى تعاون حقيقي، واصفا قمة الدوحة بأنها خارج إطار الجامعة العربية وان قمة الكويت هي قمة عربية متكاملة.

وحضر الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب بمن فيهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والسعودي الأمير سعود الفيصل فيما غاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وتمثلت عدة دول على مستوى أدنى من وزير.

ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نظراءه العرب خلال الاجتماع إلى دعم الجهود المصرية الرامية إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، والى البحث في إمكانية العودة إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار تنفيذي للقرار 1860.

واعتبر أن الحرب في غزة “ان استمرت فإن آثارها وانعكاساتها ستكون خطيرة وبعيدة المدى”، وناشد الدول العربية “إنشاء صندوق لإعمار غزة”، ودعا إلى “تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على “إسرائيل” وتامين انصياعها العاجل للقرار أيا تكن الخيارات”، و”النظر في جدوى العودة إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار تنفيذي”، كما طلب تكليف الأمانة العامة الإعداد القانوني للسعي إلى مساءلة ومحاكمة “إسرائيل” على جرائم الحرب.

وقال الأمير سعود انه يجب “البدء بحوار جاد وشامل حول هذه التوصيات مع الإدارة الأمريكية الجديدة” برئاسة باراك أوباما.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح أن غزة ستكون في قلب قمة الكويت الاقتصادية وفي صلب جدول أعمالها وليس على هامشها.

من جهته، رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المزايدات على الدور المصري مذكرا بأن مصر خاضت خمسة حروب من أجل القضية الفلسطينية ولا تزال النصير الأكبر لها، ومؤكداً أن بلاده تقدم الكثير من المساعدات لغزة، وتبذل جهدا كبيرا لوقف إطلاق النار.

وكان الفيصل قال في مؤتمر مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية إن “قمة الدوحة تم صرف النظر عنها، لم يكن هناك نصاب”، وأضاف “المهم ما سيبحث في القمة الاستثنائية (التي دعت لها قطر) سيبحث في القمة الاقتصادية في الكويت”.

وقال العطية “إن قادة مجلس التعاون الخليجي بحثوا القضية الفلسطينية بصفة خاصة وما حل بالأشقاء الفلسطينيين في غزة من مأساة”، وأضاف أن القادة اتفقوا على استعراض ومتابعة الجهود في قمة الكويت، إلا أنه قال انه لم يكن هناك “إجماع” حول هذه المسألة.

وقال الفيصل إن قادة الخليج اتفقوا على أن يكون لهم موقف موحد و”العمل سويا لإنجاح قمة الكويت”، وأشار إلى أنهم بحثوا “جميع مجالات إعادة اللحمة للصف الخليجي ومتابعة الأزمة التي حلت بالشعب الشقيق في غزة”، مؤكدا أن القمة الخليجية “ألقت جوا من التفاهم والوئام”.

وعن مدى صلاحية المبادرة العربية، قال الفيصل “المبادرة العربية صالحة يراد لها الطرف الثاني “إسرائيل” أن يقبلها حتى تكون منتجة والطرف الآخر يتقاعس ويماطل ولا يريد أن يتفق ولأسباب لأنه لا يريد السلام يريد كسب الأراضي”، وأضاف أن “إسرائيل” تسعد بإسقاط المبادرة “والسبب أن هذه المبادرة تخترق صفوف مؤيديها”، وتشكل عامل ضغط.

وحول العلاقة مع الولايات المتحدة، قال الفيصل “بين الدول العربية والخليجية علاقات اقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذه العلاقات أدت إلى علاقات سياسية واسعة وكلاهما يستغل للمصالح العربية”، وأعرب عن أمله بحصول تحول في السياسة الأمريكية، مشيرا إلى “أن التغير في الولايات المتحدة جذري، هناك اختلاف في التعاطي مع القضايا”.

وعن منافسة الدول العربية على عقد قمة، قال إن “المنافسة صحية، تحسن الأداء، فعسى أن يكون هذا صحيحاً”، وقال “أينما عقدت القمة المهم الموقف الذي سيتخذه القادة”.

وعن مدى تأييد دول مجلس التعاون الخليجي للمبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس حسني مبارك، قال الفيصل “دول المجلس أيدت المبادرة المصرية وتمنت لها التوفيق”، ودعا الفلسطينيين إلى نبذ الخلاف، مشيراً إلى أن “أولويات العمل العربي المشترك إنهاء الخلاف بين الفلسطينيين”.

الخليج