وكانه يقول وماذا بعد تحريم الخمر
 

ماذا بعد..؟
http://www.albiladpress.com/columns/1247184837.jpg
عادل مرزوق

خوش ليبراليين


الثلاثاء 16 مارس 2010

| | http://bahrainonline.org/images/font_plus.png http://bahrainonline.org/images/font_minus.png
ماذا عن مشروع قانون جديد عن إقامة الحد على تاركي الصلاة والمثليين بعد الإستتابة، وثانٍ لأسلمة بعض العقوبات إلى الجلد وقطع يد السارق والرجم، وثالثٍ لإعادة العمل بالعبودية والرق، ورابعٍ لمنع بناء الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين، وخامسٍ لمنع إدخال لحوم الخنازير إلى البحرين، وسادسٍ لإلغاء المحاكم المدنية والقوانين واعتماد المحاكم الشرعية. وسابعٍ لإلزام المرأة بالستر وارتداء الحجاب.

هذه حزمة من المقترحات التي أخشى أن يكون السادة النواب بصدد التفكير فيها، أو تفعيلها اليوم أو غداً. وأقول غداً، ذلك أن نتائج الانتخابات النيابية أواخر العام الجاري، لن تأتي بنواب جدد، وإن تغيرت الأسماء والوجوه.
تدرك الدولة التي سهلت مرور قانون منع الخمور وباركته، أن القانون لن يمر. تدرك أيضاً، أن الوقت قصير وبإمكان الشورى إماتة القانون - وهو ما سيحدث - حتى انتهاء هذا الدور ليرحل القانون للفصل الثالث بنفس التكتيك والنتيجة. لكن ذلك أيضاً، لا ينفي أن الدولة لم تعد محرك الدمى الوحيد في اللعبة الكبيرة، وأن قدرة القوى الإسلامية (سنية وشيعية) على التحكم بنتائج المشهد السياسي كبيرة وفاعلة. وخلاف الانشغال بهذا القانون وما تبعه من مقالات وردود، وردود على الردود، كان واضحاً للعيان امتناع أغلب القوى السياسية - المحسوبة على التيار الليبرالي - عن اتخاذ أي موقف جاد (ولو تصريح) تجاه التلويح بإقرار منع الخمور في البحرين، ويتساوى في هذا السياق ليبراليو (الصدفة) في الضفتين، الحكومة والمعارضة.

يبدو أن الاتهامات والنعوت بـ (الخمارين) و(الفاسقين) قد فعلت فعلتها بأشباه الليبراليين فعادوا أدراجهم خوف التهمة، نسألهم واحداً واحداً، أين أرباب تيار (لنا حق) المدعوم برؤوس الأموال الضخمة وكبار رجال الأعمال؟!، وأين وعد؟!، وأين المنبر التقدمي؟!، وأين جمعية الميثاق؟!، وأين الكتاب المتنورون والليبراليون ودعاة الحرية والديمقراطية والترويج للبحرين بوصفها بلد التسامح، وبلد الجميع، وبلد الحريات الشخصية؟!.

قد يعتقد البعض أن حزمة المقترحات أعلاه مجرد مزحة - وهي كذلك - ثقيلة، لكن ما حدث، وقد يحدث، يؤكد أنها المزحة التي قد تتحول يوماً ما لحقيقة، تنكسر عندها الإرادات الضعيفة والشعارات الملفقة.