منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   خطبة الشيخ المقداد : تقييم الذات والسلوك + ما اثير بشأن مؤتمر الوفاق (http://vb.ma7room.com/t344648.html)

محروم.كوم 03-02-2010 11:10 PM

خطبة الشيخ المقداد : تقييم الذات والسلوك + ما اثير بشأن مؤتمر الوفاق
 
خطبة سماحة العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد
بمسجد الشيخ خلف - النويدرات
الجمعة 11 ربيع الأول 1431 هـ
الموافق 26/2/2010 م
http://2.bp.blogspot.com/_k-9Xe4vSO0...5Mc/s320/1.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

الموضوع الأول: المعيارُ الأمثل في تقييم الذاتِ والسُّلوك.
ما هو المؤشر الذي ينبغي أن يعتمد عليه الإنسان في تقييم ذاته وسلوكه؟ هل يمكن للإنسان أن يعتمد على المواقف والكلمات أو الثناء والمدح الذي يصله من الناس ويجعل من ثناء الناس وتبجيلهم وإشادتهم له معياراً ودليلاً على صحة موقفه وسلامة موقفه؟ هل يصحُّ هذا؟
إنِّ المتصفِّح للنصوص الدينية يجد أنها لا تساعد على هذا بل تدل على خلافه؛ فهي تؤكد الآتي : ينبغي للإنسان وهو يقيم ذاته أن يجعل المعيار والمناط أنه كيف يجد الإنسان ذاته وكيف يقيم نفسه. إذاَ دع عنك ما يقوله الآخرون في حقك، ودع عنك ما يقيِّمك به الآخرون، فأنتَ كيف تجد نفسك؟
عن الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه يقول لصاحبه هشام: ( يا هشام: لو كان في يدك جوزة و قال الناس انها لؤلؤة ما كان ينفعك و أنت تعلم أنها جوزة و لو كان في يدك لؤلؤة و قال الناس إنها جوزة ما ضرك و أنت تعلم أنها لؤلؤة ) بحار الأنوار ج1 ص155 ، إطرائات الناس مزايداتهم لا تنفع، أنت كيف تجد نفسك وكيف تقيمها ؟ الآية الشريفة تقول: ( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) سورة القيامة / 14.
المعيار أيها الإخوة الذي ينبغي أن نعوِّل عليه، فعن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول: ( لاتزيدني كثرة الناس حولي عزَّة ولا تفرقهم عني وحشة ). إذا كنت تريد أن تعرف أنك محق وعلى صواب أو لست على صواب فينبغي لك ألا تعوِّل على مواقف الآخرين وعلى كلماتهم، ولكن ينبغي عليك أن تقيم ذاتك بذاتك، ولذلك جاءت الوصية من أئمة الهدى عليهم أفضل الصلوات والسلام أن يعرض الإنسان نفسه على كتاب الله وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وآله، ويرى هل تنطبق عليه أحكام الدين، وليس أن يعرض الدين على شخصيته، فالمقياس هو الدين، وشخصياتنا ومواقفنا تعرض عليه لا أن ننتهي من مواقفنا وسلوكياتنا ثم نجرّ لها الدين جرّا.


هذا هو الموقف الصحيح، ينبغي أن يلاحظ الإنسان نفسه وذاته بعيدا عن أقوال الآخرين ومواقفهم؛ فهناك الحاقدين ممّن لا يقرُّ لأحدٍ بفضيلة ومن في نفوسهم مرضٌ ممّن لا يرضى لأحدٍ ولا يقرُّ له بفضيلة وممّن يبخسون الناس أشياءهم وهناك في المقابل المغالون وأهل المبالغة، هذا الصنف لا يصلح أن يعوِّل عليه في تقييم النفس ولا يصحُّ التعويل عليه في تقييم الآخرين لأنّه من أهل المبالغة والمزايدة. وليس فقط تقييم للآخرين لا يصحُّ معياراً في تقييم سلوكنا ومواقفنا بل أرتقي وأقول حتى لو وقف الدِّين مع الإنسان في بعض الاحيان، لا يكون دليلاً على الحقَّانية ، وأضرب أمثلة لتوضيح الفكرة:
  • الأحكامُ الظَّاهريَّة: هناك أحكام في الدين يصطلح عليها الفقهاء والأصوليون أنَّها ظاهريَّة وهذه الأحكام لا تغيِّر الواقع ولا تبدِّله بل يبقى كما هو وعلى ما هو عليه. بحسب الموازين الشرعية ولو جئت وادعيت أنَّ المال الذي في يد أحدهم أنَّه لك وقلت أنَّ هذا المال لي وأقمت شاهدين عادلين وقضى القاضي الشرعي بأنَّ المال لك ولكنَّك تعلم أن المال ليس لك، فالدِّين في حكمه الظاهري واقف معك , ولكنك تستطيع أن تقول أن المال حلالٌ ما دام الدين قد حكم لي؟ فأنت بينك وبين الله أنَّ المال ليس لك حتى لو حكم القاضي فإنَّ حكمه لا يغيِّر الواقع. وهنا تطرح مسألة فقهية أنّ حكم الحاكم الشرعي لا يجب اتباعه إذا علم خطؤه أو خطأ المستند الذي اعتمد عليه في حكمه، فتارة أعلم بأنّ القاضي قد أخطأ وتارة لا أعلم ولكني أعلم أن المستند الذي عوَّل عليه خطأ كما في مثالنا لو عوَّل على شاهدين أعلم أنهما فاسقين ولكن القاضي يراهما أنهما عادلين.
الدِّين أيها إخوة دائماً يركِّز على الذات في التقييم حتى في هذه المرحلة إذا وقف الدِّين مع بعضنا لا يشفع له عند الله سبحانه وتعالى وإنّما يرجع إلى ذاته. ففي باب الصيام مثلا يقولون أنَّ من شرائط صحة الصيام أن يكون الإنسان صحيحاً أي ليس بمريض، ولا يصحُّ أن تأخذ هذه الكبرى وتطبِّقها على نفسك ولا تصوم بحجة أنَّ الشارع قال: ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) سورة البقرة / 185. وعن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام يقول هو أبصر بنفسه، صاحب الضرورة هو الذي يشخص الضرورة إذا نزلت به وأعلم بالمسوغ الذي يجوِّز له الإفطار، لو كان يريد أن يفطر. لا يصحُّ أن تأخذ الشَّرع وتعاليمه وسيلة للإنقلاب على الشَّرع وللانفلات من حكم الشرع، أحكامُ الشرع أحكامٌ معتبرة، لا يمكن لأحكام الشَّرع أن تصحِّح خطأ، فلو قضى القاضي والمال ليس لك، فلا يصبح لك . اذا سلوكك، تصرُّفك، مواقفك، إذا كانت خاطئة لا يمكن للشَّرع أن يصحِّحها وإن وقف معك الشَّرع في حكمٍ من أحكامه الظّاهرية، هذا حكمٌ لا يتصف بالواقع ويبقى على ما هو عليه. وحتى نصل للنتيجة فينبغي أن نرجع إلى ذواتنا بعيداً عن المزايدات وأقوال الآخرين في حقنا، وبعيدا عما يقوله مرضى النفوس في حقنا، فينبغي ان نعرض أنفسنا على تعاليم الدين، فأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام يقول: ( اعرف الحقّ تعرف أهله )، فمعرفة الحق اولا ثم يرى الانسان نفسه هل هو مع الحق ومع تعاليم الدين؟ وهل مواقفه صحيحة أولا؟ ولذلك قلت في بعض المناسبات أنه لو وقفت معي أحكام الدِّين ووقفت معي أقوال الرجال ووقفت معي أقوال المرجعيات فينبغي أن ادعها جانباً وأرجع إلى قوله سبحانه وتعالى: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة )، هذه الآية قطعت الحجَّة علينا، يمكن أن أدخل معك في حوار وأقيم أدلة من أجل إفحامك وإسكاتك وإثبات أنَّ الحق معي وقد تكون انت لست ممن يتوجه إلى المغالطات وتضعيف الكلام فأقول أسكته وأفحمته فإذاً أنا صاحب الحق، في حين بيني وبين الله سبحانه وتعالى أعلم أن البراهين التي أقمتها لإسكاتك لا تصلح دليلا وبرهانا .



الموضوع الثاني: ما أثيرَ بشأن مؤتمر جمعيَّة الوفاق الوطنيِّ الإسلاميَّة.
أعرِّج على موضوع آخر وهو الضجة التي أثيرت حول البيانات التي صدرت من الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية فضيلة الشيخ علي سلمان، فالرجل إنَّما طالب بتفعيل مبادئ الميثاق. وقد يقال أنه حينما وافقتم على الميثاق لم تفهموه ولم تقرأوه جيداً ، ونقول يتبيَّن الآن أنَّ من طرح الميثاق للتصويت ومن قام بهندسته هو أيضاً لم يلتفت لبعض ما ورد فيه وإلا فإنَّ المملكة الدستورية كمصطلح يكون الملك فيها بالتوارث والحكومة فيها منتخبة من الشعب، والرجل إنَّما دعا إلى تفعيل هذه المبادئ التي تم الاتفاق عليها، فلماذا هذا العويل والضجيج؟ وللأسف يشارك في ذلك من يفترض أن يكونوا نواباً للشعب، فالبعض للأسف الشديد انما أخذ على نفسه أن يقطع الطريق على هذا الشعب وعلى المظلومين في الوصول إلى حقوقه، الحكم ، فلماذا الحماس وهذا الدفاع المستميت؟ فبماذا تجيبون الله سبحانه وتعالى؟ أناسٌ مظلومون يطالبون عن حقهم وبطرق سلمية وبمقتضى مبادئ وردت في الدستور و الميثاق! .. تعالوا لنفعِّل مبادئ الميثاق وأنَّ السيادة للشعب. نحنُ لا نستغرب أن تستشيط العائلة الحاكمة غضبا ًوإنما استغرابنا أن تستنفر قوى يفترض أن تصبَّ كل جهودها ومواقفها لصالح المحرومين ولصالح هذا الشعب ولكنَّ الدَّرهم والدينار يُعمي ويُصمّ!
وأخيراً ما هو المطلوب في قبال هذهِ الحملَة؟
هناك تهديد ووعيد بالمقاضاة، المطلوب ألا يعتنى بهذا ولا يكترث به لأنَّهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، وماذا يقولون للعالم؟ فالعالم المتحضر سيضحك عليهم .. كيف تقاضون جماعة طالبت بتفعيل الميثاق الذي كان بينك وبينهم؟ فلا يقدرون أن يفعلوا شيئاً شريطة أن تقف ولا تتراجع وهذه سنَّة الحياة، من يصرخ في وجهك إذا وقفت امامهم فإنه يراجع حساباته وإذا تأخرَّت قليلا منه جاءت الصَّرخة الثانية والثالثة والرابعة واستكبر عليك استكباراً. والمطلوب هو الوقوف عند هذا الكلام ونحن على استعداد أن نقف معكم مهما كلَّف الأمر. والعجيب في الأمر ربط العوائل والبيوتات في هذه المسألة، فمرَّة طالبت أن يكون منصب وزير الداخلية بيد واحدٍ من أفراد الشعب ولا يكون بيد أحد من أفراد العائلة الحاكمة قيل أن هذا الكلام فيه إساءة!.. الآن فضيلة الشيخ علي سلمان أيَّده الله يطالب بتفعيل مبادئ الميثاق فيتم إقحام العوائل فيه .
وأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام كان خليفة المسلمين، وفي نظرنا هو الإمام المعصوم يتقاضى مع اليهودي في قضية الدِّرع المعروفة، حيث امتثل ووقف معه أمام القاضي وحينما قال القاضي يا أبا الحسن غضب وقال كنَّيتني ولم تكنِّه، وقفَ وهو الحاكم الشرعي والإمام المعصوم، تعلموا قليلا واقرأوا تاريخ أئمتكم وساداتكم كي تعرفوا أساليبَ الحكم وكيفَ يكونُ التعامل مع الناس، لم يقل - أنّ ما حصل له من وقوفه مع اليهودي أمام القاضي - وهو صاحبُ التضحيات الكبرى وصاحبُ الأيدي البيضاء أنَّ فيه إساءة لبيت النبوة وللبيت العلويّ والهاشميّ بل وقف كأيِّ إنسانٍ يقفُ مع خصمه، فما هذه البِدع.. كلّما طالب إنسان بحقِّه أقحمتم فيها البيوت والعوائل؟

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين،
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ وآلهِ الطيِّبينَ الطاهرين


الساعة الآن 05:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227