امل صوتها للإخوة في جمعية الوفاق
 

بسم الله الرحمن الرحيم

التطورات الأخيرة في البحرين: إنبعاث للإستبداد

بيان جمعية العمل الاسلامي حول موقف السلطة من التقرير الحقوقي لهيومن رايتس ووتش وموقفها من تداعيات مؤتمر جمعية الوفاق الوطني الإسلامي.

في الوقت الذي تثمن فيه جمعية العمل الاسلامي ملاحم السجناء الأبطال الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات هذا التقرير المهني المتوازن، والجهود المخلصة التي بذلتها بعض الهيئات الحقوقية المحلية والدولية والشخصيات الحقوقية والقوى المخلصة والذي أسفر عن صدور تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش الدولية" الذي يدين رجوع أساليب العنف والتعذيب والإكراه بحق المعتقلين، فإن جمعية العمل الاسلامي تدين بشدة طريقة تعاطي السلطة غير المفهوم مع هذا التقرير الحقوقي الحرفي، وتعاطي بعض الأطراف المتبرعة للدفاع عن الباطل تبعاً للسلطة لا للحقيقة والمظلومين، وتؤكد أن هذا التعاطي غير المسؤول هو امتداد لطريقة التعاطي الرسمية أيام قانون أمن الدولة السيء مع التقارير المحلية والدولية حول الانتهاكات التي كانت تمارس بحق المعتقلين وبحق المحتجين والمعارضين والمطالبين بالإصلاح وبحق المقدسات ودور العبادة والبيوت الآمنة للمواطنين، والتي كانت تواجه بالسياسة الثابتة القائمة على النفي والتكذيب والتشكيك الرسمي وصم الأذان.



إن جمعية العمل الاسلامي تعرب عن خيبة أملها في التعاطي الرسمي – والجهات المتزلفة - مع التقرير وتأسف أن ذلك لا يعكس اي إهتمام حقيقي بإصلاح الأوضاع السابقة التي أسفرت عن إنتهاكات واسعة بحق المواطن البحراني، بقدر ما يسعى ذلك التعاطي إلى تبييض وجوه المسؤوليين عن ذلك الواقع وهو ما يدعمه عدم تقديم أي مسؤول أمني لحد الان للتحقيق أو المسائلة عن الانتهاكات والتجاوزات السابقة واللاحقة فضلاً عن التجريم والإدانة، وخصوصا الإنتهاكات بحق الضحايا والشهداء والمعتقلين، وضد إنتهاكات دور العبادة والمقدسات التي لا يملك أي شخص وأية جهة إعفاء المسؤولين عن تجريم إنتهاكها مهما طال الزمن.



كما تدين جمعية العمل الاسلامي وتستغرب الحملة الظالمة المدفوعة والموجهة التي أعقبت المؤتمر العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامي، وتضم صوتها للإخوة في جمعية الوفاق في حق ومنطقية التساؤل عن عدالة إستئثار عائلة واحدة بوزارات الدولة ومؤسساستها في مقابل شعب البحرين كافة بجميع مكوناته وأطيافه؟ وعن غياب التداول السلمي للسلطة، وعن موعد تحقق هذا الشرط الضروري لنجاح الديمقراطية؟!
فهل انعدمت الكفاءات في شعب البحرين، أم أن البعض يولد وعلى رأسه ريشة وبيده حق طبيعي لا يمتلكه الآخرون من أبناء هذا الوطن من كفاءات ومن حملة شهادات جامعية وأكاديميين وأطباء ومهندسين وغيرهم؟!! ونستغرب عبارة: "المساس بالعوائل" هنا كما يدعي البعض؟ هل هو السؤال عن العدالة؟ أم السؤال عن التمييز ضد شعب البحرين بأجمعه بكل عوائله وأفراده؟



كما تؤكد جمعية العمل الاسلامي أن الحديث عن الرغبة في حكومة وسلطة منتخبة لهذا الشعب هو حديث مسؤول ويتناغم مع طموح كافة أبناء الشعب وأطيافه، خاصة وأن الحاكمية الحقيقية في كل وطنٍ هي للشعب وترفض أن يكون الميثاق الذي فصل بمقاسات السلطة هو أساس العمل الوطني في البحرين أو بديلاً عن الدستور العقدي، ومن المؤسف أن يتحول الحديث عن طموحات الشعب إلى جريمة في الوقت الذي تعاني فيه التجربة البرلمانية من العبث والتراجع والإصطفاف الطائفي الذي صنعه العبث الرسمي بالدوائر الإنتخابية وعدم الجدية في إنجاح التجربة الديمقراطية الناتج عن عدم الإقتناع بها أصلاً.



إن من المؤسف أن هذا التعاطي الرسمي مع الحق العام في التعبير بحرية عن الإنتهاكات والفساد والتجاوزات، يعكس تراجعا كبيرا وخطيرا، ويعكس رغبة غير جدية في الإصلاح وتطوير التجربة التي ترفض السلطة إعطائها لوزامها الضرورية لمنع الشراكة الحقيقية، وبدل تطويرها وتعزيزها اصبحت تصاب بالانتكاس والتراجع، مما يؤشر ويؤكد أن ترديد السلطة لشعارات الديمقراطية والإصلاح في المرحلة السابقة ليس نتيجة إيمان حقيقي بها بقدر ما كان انحناء لعاصفة الضغوط المحلية والدولية المطالبة بمزيد من الديمقراطية والانفتاح.



كما تأسف جمعية العمل الاسلامي أن الحديث عن طموحات هذا الشعب في ديمقراطية حقيقية يصطدم مع الطموحات الرسمية في استمرار الإستئثار وغياب ديمقراطية المساءلة وسيطرة الاستبداد والاستئثار بالقرار والمال العام، وتعتبر كل ذلك هو إنبعاث للإستبداد وتراجع عن الشيء البسيط الذي تحقق في الفترة الماضية.



جمعية العمل الاسلامي

الثلاثاء 23 فبراير 2010م

الموافق 8 ربيع الأول 1431هـ