منتدى استراحات زايد - هل تحققت المبشرات بموسم مطير على المملكة

لعل الكثيرين من المتابعين لهذا المنتدى مازالوا يتذكرون الهالات الكبيرة التي أحيطت بها بداية هذا الموسم من التوقعات والبشائر بموسم مطير ونادر على الجزيرة العربية حتى ان البعض شبهه بعامي 1416 و1418 هـ ومنهم من قال انه ربما يكون مشابه لعام 1424 هـ وهانحن الآن على أبواب توديع فصل الشتاء وباستثناء الحالة التاريخية على جدة وحالة تبوك فإن ما شهد ته بقية المناطق يعتبر حتى الآن حالات محدودة وعادية لا يمكن قياسها بحال من الأحوال بما كان يتوقعه الكثيرون بناء على المعطيات التي تم الاستناد اليها في بناء تلك التوقعات في ذلك الوقت ولا حتى قريب منها في الحقبتين الخريفية والشتوية اللتين كان محوري هذه التوقعات أنا هنا طبعا لا ألوم أحد ا وندرك جميعا أنها توقعات قد تصيب وقد تخطئ والأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى
ولكن التساؤل هو هل كانت القراءة لتلك التوقعات خاطئة أو غير دقيقة أم أنها كانت مبكرة وحدث من المعطيات المناخية ما لم يكن في الحسبان وقلب الموازين رأسا على عقب هذا السؤال موجه بالطبع لخبرائنا الأفاضل الذين عنوا بهذه التوقعات وأكثروا الحديث حولها
و في جميع الأحوال يجب أن نأخذ مما حصل العديد من الدروس حول التوقعات المناخية وخاصة البعيدة المدى لآن المناخ بصفة عامة قابل للتغير في أية لحظة وهو حالة بالغة التعقيد وأنا دائما أشبه الحالة المناخية بالحالة النفسية للإنسان التي عجز الإنسان بكل ما أوتي من علوم وتقنيات حديثه عن سبر أغوارها وكشف الكثير من أسرارها لكثرة العوامل الظاهرة والبا طنة المؤثرة فيها وحالة المناخ شبيهة بها الى حد كبير من حيث الغموض والتعقيد والتقلبات السريعة من حال الى حال

ثاني هذه الدروس أن البعض تعامل مع هذه الحالة وكأنها أمر واقع ,انا هنا لأتكلم من الناحية الشرعية فكل مسلم ولله الحمد يعلم أن الأمور كلها بيد الله جل وعلا يصرفها كيف يشاء ولكنني أتكلم من الناحية النفسية فكل ما أفرطنا في التفاؤل الى حد درجة الاعتقاد بحصول ما نأمله كل ما إتسعت حالة الخيبة والإحباط في حالة عدم حدوثه لذا علينا أن نتعامل مع الحالات المناخية بواقعية ومنطقية ومعرفة تامة بطبيعة المناخ وخاصة في الجزيرة العربية التي يتميز مناخها بالعديد من المتناقضات والمؤثرات والعوامل المتعددة التي يمكن ان تحدث السلب أو الايجاب في أي لحظة

نسأل الله جلت قدرته ان يمن علينا بالغيث المبارك في قادم الأيام وأن نشهد حالة ربيعية مثالية تعم فيها الأمطار والخيرات أنحاء مملكتنا الحبيبة