الوفاق بين المبدأية ، والاستثمار السياسي المرحلي للموقف!
 

تحية للاخوة في الوفاق وللشيخ على سلمان على هذا الموقف ، ونتمنى أن تستمر نبرة الوفاق وأمينها العام ومسؤليها على هذا المنوال معبرة عن الايمان بحقوق هذا الشعب ومعبرة عن إرادة صلبة لاتلين ، فنبرات التزلف والتسلق التي تحظى بها أية سلطة أو موقع نفوذ هي العقبة الاولى أمام إرادة الشعوب في التغيير ، إن جزء من جريمة التزلف والمتزلفين أنهم يجعلون من فساد السلطة وتجاوزاتها واقعا مقبولا وخطا أحمرا يجعل من مجرد محاولة انتقاده أو الاعتراض عليه (أمرا مخالفا) يستحق استنفار المتسلقين والانتهازيين والوصوليين ، ويجعل من المصلحين مجرد مغردين خارج السرب العام ويجعلهم غرباء في أمتهم.

الوفاق عليها واجب صقل إرادتها بحيث لاتعبث بها الابتسامات الصفراء ولاتهزها التهديدات الجوفاء حتى لاتميل ولاتميل بالناس معها ، هذا أول واجب ، كما أن عليها أن تضع لها ثوابت مبدأية وأن تنأى بهذه الثوابت عن مصارفات الخطاب السياسي مع السلطة أو مع غيرها وأن لاتحيد عن تلك الثوابت لا بالترغيب ولا بالتهديد وأن لاتستثمر مثل ذلك في حسابات الربح والخسارة السياسية والانتخابات.

حينئذ يحق علينا كرساليين أن نقف مع الوفاق وأن نسند ظهرها مهما كلف الثمن.


لعل أكثر ما أغضب السلطة من خطاب أمين عام الوفاق هي اشارته لاستئثار العائلة المتسلطة بالوزارات في مقابل شعب البحرين بجميع أطيافه واشارته إلى تطلع شعب البحرين إلى انتخاب سلطته في يوم من الايام ، ورغم اشارة الخطاب إلى بقاء العائلة (كمالكة) وهو ما يخالف مبادئ فكرية ودينية وفقهية أساسية عند التيار نفسه وحقائق وحقوق تاريخية ودينية ، إلا أن ذلك لم يشفع لأمين عام الوفاق عند السلطة.

العمل السياسي يحتاج إلى (إرادة ) (وقدرة) ولا يحتاج إلى التولد من (شرعية) تمثيل (الكثرة) فقط.
لذا نأمل أن تستطيع الوفاق صياغة خطابها بطريقة تشكل منعطفا في التعاطي مع السلطة ومنعطفا في إرادتها وخطابها وفي صياغة ثوابتها.

خصوصا أن هناك شركاء للوفاق في هذا المستوى من الخطاب الذي نتمنى أن ينضج وأن يستمر ، فالعمل الاسلامي أعلنت في الكثير من أدبياتها عن رفضها للتمييز ضد شعب البحرين بأكمله الذي يمثله استئثار أفراد العائلة المتسلطة بوزارات الدولة في مقابل باقي الشعب ، كما أن طموح شعب البحرين في انتخاب سلطته بالكامل والتداول السلطي للسلطة يعد من الثوابت في أدبيات العمل الاسلامي وخطابات أمينها العام العلامة المحفوظ.

وإذا كان من إيجابية مرحلية على الاقل فهو في اكتشاف الوفاق أن السلطة لن تقبل من أي جهة إلا أن أن تكون ضمن جوقة التطبيل والخنوع للقبيلة وافرادها ولن تقبل منها إلا أن تكون جزءا من تكريس هذا الواقع الفاسد ، وأن الحديث عن الديمقراطية وحرية الرأي ليس أكثر من بهرجات فارغة ، لذا فإن على الوفاق أن تعيد حساب سرعتها وطبيعة العوائق التي أمامها وأن تضع في اعتبارها كسر وتغيير القيم الجاهلية وأنماط التسلق والخنوع والزحف والانبطاح التي صنعتها سنين من السلطة المطلقة والاستبداد سمحت للكثير من الديدان والاعشاب الضارة بالنمو داخل عقل السلطة وحولها.


al mohamadi