لميس ضيف / العم عزيز أبل
 

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:6...1/YO_T0277.jpg


على الوتر
العم عزيز أبل
لميس ضيف

أبدأ سطوري بالقول إن مقال اليوم يجرحني أكثر مما سيجرح النائب عبدالعزيز أبل.. فأبل صديق قديم للوالد أطال الله عمره وفي سني عمري الأولى كنت أناديه ''عمي'' كما أنادي صحــب الوالد أجمعين؛ كمـا أن عقيلته د.فضيلة المحروس، قدوة لي في عطائها لملف انتهاك الطفولة وهما مني محل النفس ولكني - للأسف- لا أملك ترف المجاملة؛ ولا رفاهية غض الطرف وإن كان ذلك يعني خسارتي لعلاقات ثمينة؛ كما حدث معي مراراً..

ماذا جرى لعزيز أبل..؟

سؤال حاصرني على مدى السنوات الأربع الماضية.. وهو سؤال مكتوم في حلوق كل زملائه في درب النضال والوطنية.. لماذا لم يعد عزيز أبل يشبه نفسه؛ ولا يشبه كلامه ومواقفه.. وأمسه.. ؟! أي مركبة فضائية تلك التي خطفت روحه.. وتركت لنا جسده..!! أيعقل أن يصبح الفهد قطاً وديعا في طرفة عين!! أيعقل أن ينسى أمانته ووعوده لناخبيه ولكافة الوطنيين الذين وقفوا معه كالبنيان المرصوص في الانتخابات !!

أهذا هو عزيز الذي انسحب من لجنة ميثاق العمل الوطني ضاربا عرض الحائط بكل البروتوكولات؟! أهو - ذاته- القيادي وقائد العرائض والمندد بالفساد وأعلامه والتمييز وأشكاله وهو - ذاته- من دعا للإصلاحات الدستورية ولتفعيل الرقابة وغيرها من الشعارات؟!
ولا سؤال نيابياً يا عم عبد العزيز.. ولا سؤال خلال الأربع سنوات..!! ولا تلويح باستجواب ولا مشروع ولا مقترح بقانون ولا مقترح برغبة..!! أنت من أكثر الكفاءات العلمية والفكرية الموجودة في المجلس، فلم لم نر خلال السنوات المنصرمات منك أي إنجاز يغفر لك هذا التحول إلى جانب السلطة! حتى أكثر النواب موالاةً للنظام والحكومة وقفوا غير ذات مرة لمعارضة سياسات ومشاريع - ولو- لمجاملة ناخبيهم وكسر عيون مراقبيهم.. أما أنت فجلست طوال السنوات الماضية ولم تنطق إلا دفاعاً عن حياض الحكومة ومواقفها..!!

مقترح قانون الذمة المالية للوزراء الذي دفعت به المنبر ودعمته الوفاق موصيةً أن يشمل سمو رئيس الوزراء- لا استهدافا لشخصه- بل لتفعيل مبدأ أنت من وقف -بشراسة- مع إجهاض توسعته.! عندما طالب بعض النواب بالتحقيق في حادثة فتاة الدير التي تعرضت للإصابة بسبب قوات الشغب فاجأت الجميع برفض المقترح..!!

وأنت الوحيد - الوحيد- الذي امتنع عن تصويت التحقيق في ممتلكات.. وامتنعت مجدداً عندما طُرحت قضية التحقيق في «تحقيق طيران الخليج».. وفي القضايا المفصلية التي طرحت مؤخراً ''كمشروع رفع الدعم عن المحروقات ومعونة الغلاء والبيوت «الكيوت» وغيرها'' سجل كثير من النواب مواقف حاسمة وغبت - كما غبت دوماً- عن الساحة!! في الوقت نفسه لم تتحول لنائب خدمات كما فعل بعض الحذقين؛ وقد عبر عدد من ناخبيك عن استيائهم مراراً من تقصيرك؛ فلماذا نكصت على المعارضة التي ما وصلت لكرسيك إلا بفضل دعمهم لك.. ولم تقاعست عن أداء واجباتك تجاه ناخبيك ومريديك..!!

غبار هذا الانقلاب المفاجئ لم يلفح تاريخك فحسب؛ بل طال كل الوطنيين الليبراليين، من غير المنضوين تحت عباءات إسلامية، فأنت المعارض الليبرالي الوحيد الذي ''نفذ'' من صناديق المراكز العامة بعد السقوط المفتعل لمنيرة فخرو وإبراهيم شريف وعبد الرحمن النعيمي.. وبالتالي فإن تجربة الوطنيين غير الناجحة معك ستلقي بظلالها -لا محالة- على غد المعارضين المستقلين..

مجدداً أقولها.. هذا المقال يجرحني أكثر مما يجرحك.. ولكنك كنت أفضل كوادر المعارضة، ولن نسمح لك أن تكون نقمة عليها.. كل السلطة لا تساوي هدر تاريخك الوطني الذي لا يمكن تجاوزه أو اختزاله.. وإن كنت تظن أن موسم القطاف قد حان وأن تضحيات الماضي كانت كافية فأنت مخطئ.. فنحن مازلنا بحاجة إليك.. ولن نزيد..