منتدى استراحات زايد - قرى أم مستنقعات أم مخيمات لاجئين

والله إني محتار من أين أبدأ في وصف مكان ولا هو بالمكان، بيئة تعسة قذرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. كيف لإنسان سوي أن يعيش في مثل هذه الجيف المسماة قرى البحرين.
والله أنها جيف أكرهها وأكره من وما فوقها وتحتها وما فيها وما يدخل فيها وما يخرج منها وأكره ما تنتجه من مخلوقات تسمى بشرية.
قد يظن البعض أني أعني بذلك وضع البنى التحتية او المرافق. آسفف لأني خيبت ظنك أيها القارئ. أنا أقصد من يعيش في هذه القرى. ومن بدأ يشعر وأخذ الحنق يتشظى في شرايينه فليقلب الصفحة.
لا يحتاج المرء ان يضطر الى الحياة في أي من هذ القرى، وأنا هنا أعلنها أنني أعمم، نعم ، أعمم، كل القرى، ليدرك مدى ضحالة وسطحية وتفاهة وقلة ذوق و عدم حضارية أهلها. يكفي فقط أن تدخل في شوارعها وتمشي رويدا إما راجلا أو تقود سيارتك وستلاحظ كيف تطاردك بل تلاصقك نظراتهم حتى تغيب عن المشهد بشكل كلي. نظرات لا تبث ود او محبة او عرض للمساعدة بل رغبة في الكشف عن هويتك وسبب مجيئك ومن أنت وماذا تعمل وكم راتبك وما هو انتمائك السياسي والمذهبي واذا كنت من نفس المذهب فما هو اتجاهك، جمري أم مدني، ملتزم أم علماني ليبرالي،… الخ. كل هذه المعلومات لو عرضتها عليهم لما رفضوا سماعك لأنهم شعب يعشق هتك الخصوصيات والحريات.
تدخل سوبرماركت تعيس مثلا في شوارعهم تمسك الباب تأدبا لمن هو آت خلفك، ماذا؟ تنتظر كلمة شكرأ؟ أنت تحلم. هذا شعب لا يعرف كلمة شكرا ولا آسف. هذه كلمات لينات لشعب لين أما هم فشعب مغوار ينسف أعدائه في لحظة كما يحذف ذاكرته الصدأة ومحبيه أيضا إن هم حادوا عن دربه الذي هو نفسه لا يعرف إلى أين يؤدي.
يقترب وقت الغروب ويجي وقت الصلاة. تنفجر حناجر ببغاوات من كل حدب وصوب في آن واحد في مساجد متقاربة جدا من بعضها تردد ذات الكلمات لذات الرب لذات الوقت فلما الاختلاف أيضا، تناديهم لماذا لا تتوحدوا في صوت واحد وأذان واحد؟ لا جواب لأنهم قوم لا يعرفوا الوحدة ولا تعرفهم. ولماذا أصلا تأذنوا في مكبرات صوت؟ أنت أيها الببغاء اذا كنت تريد الصلاة فلتصلي لوحدك لم يعطك الرب الحق في ازعاجي لتذكيري بالصلاة فأنا سافرت الى دول من الله عليها بعدم وجود مخلوقات مثلك فلم يزعجني أحد بأذان لكني صليت. فإذا كنت أنا سأصلي سواء أقمت أذانك أو إزعاجك أم لا فلماذا تؤذن إذا؟؟
تواصل سيرك في الأزقة وترى أطفالا من عمر الثلاث سنوات وما فوق هائمون في الأزقة والشوارع، ثياب رثة، تحاول ملاطفته كأي طفل لكنك تتوقف عن ذلك لأنه قد شتم للتو طفل آخر بكلمات وأوصاف لا يعرفها الكبار. سألت نفسي كثيرا، يا ترى هل تعرف أمه ويعرف أبوه أين هو الآن؟ وإذا كانا لا يعرفان هل يستحقان أن يكونا والدين؟ واذا كانا لايستحقان ذلك لماذا أنجباه؟
ربما هم لا يعرفون لأن هناك عشرة أفراد غيره في الأسرة من إناث وذكور موزعين في كل الأزقة.

http://theobserver2.wordpress.com/20...d9%8a%d9%86-1/