منتدى استراحات زايد - وقفة مع كلام الأستاذ عبدالوهاب حسين

بداية نشكر الأستاذ على ما تفضل به وأوضح من نقله الى فحوى ما دار بينهم وبين سماحة السيد السيستاني . ونسأل الله الموفقية للجميع .

وحيث أن الأستاذ أورد في تلخيصه مقدمة وأعقبها بأربع نقاط أجد أنه لامانع من مناقشتها معه هنا - في الملتقى - إذ أنني كلما نويت زيارة مجلسه في ليالي الثلاثاء لأطلع عن قرب الى ما يقول يأتي من يصدني لأسباب لا أقتنع بها فمن أنا حتى أتعرض لما يظنون ولكني أمتثل لهم .

أما بخصوص المقدمة : فقد أكد الأستاذ أكثر من مرة بأن السيد مطلع على تفاصيل وضع البحرين وأن هذا الإطلاع وفر عليهم جهداً كثيراً . وهذا الكلام لامانع من صحته وقبوله ولكنه يورد تسائل أتمنى أن يوجه لسماحته لأنه العالم بتفاصيل ما يجري في البحرين ولا شك أن العالم بالتفاصيل يعلم بأن وكيله أضل الناس وأوهمهم بأن السيستاني يحث وينصح بالمشاركة في إنتخابات 2006 التي جرت في البحرين بالخصوص ، فكان كل علم الناس بأن السيد كانت نصيحته ليست من باب - الأصل العام - بل كانوا يعتقدون الخصوص ، وكلام الأستاذ يعتبر معلومة جديدة نشكره عليها ، ولأن السيد السيستاني مطلع على تفاصيل الوضع البحريني ولا شك أنه علم أيضاً بأن وكيله أضل الناس وأوهمهم ويعلم أن أغلب الناس شارك وهو يعتقد مباركته الكريمة للمشاركة ، فلماذا لم يقدم السيد حفظه الله على عزل وكيله الذي أضلنا ؟!!! أو أن تضليل الناس لايزعزع ثقة السيد بالوكيل ؟؟ أو لعله سامحه بعد إعتذار لم نسمع به .

أما النقاط التي تفضل بذكرها الأستاذ فهي أربع

1 / قال بأن السيد أكد على ضرورية أن يحترم كل طرف من المؤمنين الطرف الآخر في العمل وأن يعترف كل طرف بحقه في المنهج وإختيار المرجعية الدينية والسياسية .

وهذا الكلام مقبول ويقوله كل عاقل فإن رأى المؤمنون إخوانهم على مرجعية دينية معلومة ومعلنة فلا يحق لأحد أن يعترض عليهم وعلى منهجهم إلا بالتي هي أحسن ، ولكن إذا كان بعض المؤمنين له منهج معلوم ولكن مرجعيته غير معلومة وغير معلنة فهنا يأتي الإشكال عليه ومطالبته بالتصريح عن مرجعيته في هذا المنهج ليحسبوه عليه . والحال بأن البعض عندنا في البحرين قال بأن مرجعيتي الدينية والسياسية هي الشيخ قاسم لأنهم يرونه فقيهاً والبعض يقول بمرجعيته الدينية والسياسية هو السيد الفقيه المدرسي والبعض أيضاً قال الشيخ المدني لأنه يرونه فقيهاً ، إلا بعض الأطراف التي لايزال أتباعها والناس من حولهم لايعرفون لمرجعهم إسماً ولا رسماً . ومن هنا تأتي ضرورة أن يعلن هذا التيار عن إسم صريح لمرجعيته ليتسنى للجميع النزول على نصيحة السيستاني وأن يحترم كل طرف مرجعية صاحبه الدينية والسياسية .

2 / قال بأن السيد كان ينصح بالمشاركة من باب الأصل العام فأي بلد إسلامي تجري فيه إنتخابات يحث المؤمنين على الدخول وأن هناك إستثناء لهذا الأصل يعرف أهل البلد الأدرى بشعابها من غيرهم ولم يكن نصح في شأن البحرين بالخصوص .

سؤالي : هل الإستثناء قاله السيد نفسه أو هو تحليل الأستاذ ؟ أنا سمعت الأستاذ على اليو تيوب الذي أورده أحد أعضاء الملتقى ولأن قبيل ذكره لهذه النقطة قاطعه رجل بصوت ضعيف قائلاً ( الأصل هو المشاركة ) فاشتبه علي الكلام فيما بعد ولمن يعود القول .

3 / قال بخصوص وضع البحرين فإن السيد يقف من الجميع على مسافة واحدة فهو ليس مع المشاركة وليس مع المقاطعة وأنه يحترم كل الآراء . وأرجع الناس الى ثلاث فئات ( العلماء والمثقفين وذوي الخبرة في الشأن السياسي )

وهنا أصابني العجب !!! إذ كيف يكون السيد ينصح المؤمنين في أي بلد إسلامي بالمشاركة ثم يقف على مسافة واحدة من الجميع ؟!! هذا غير معقول ولا أفهمه ،إذ كيف يستنصحه بعض البحارنة في 2006 فينصح بالمشاركة ثم يقول أنا أقف من الجميع على مسافة واحدة !!! نعم لو قلنا بأن السيد حفظه الله يحترم قرار المقاطعين والمشاركين ويقف على مسافة واحدة من إحترام الجميع فهذا لامانع منه لكن نصيحته وميله للأصل العام هو الرأي لدى السيد فلا يمكن أن يكون هذا الرأي على مسافة واحدة من نقيضه !

وإذا كان رأي السيد بأنه لا مع المقاطعة ضد المشاركة ولا مع المشاركة ضد المقاطعة !! إذاً لماذا النصح بالمشاركة واستعمال الأصل العام ؟؟ !! وإن كان هذا رأي السيد فلماذا لايكون جوابه لكل سائل يسأله عن المشاركة أو المقاطعة ( أنا لست مع ولا ضد فراجع أهل البلد ) . فالأستاذ ينقل بأن السيد نصح بالمشاركة إستعمالاً للأصل العام ولكنه يختم بالقول بأن السيد لا مع ولا ضد !! أنا لا أفهم .

أما أرجاع الناس للفئات الثلاث ( العلماء والمثقفين وذوي الخبرة في الشأن السياسي ) أورد لدي تسائل :

إذا إختلف الناس في الأمر وتدخل العلماء بمنطق التكليف فما هو موقف المثقف وذوي الخبرة ؟ هل يستقلوا برأيهم عن العلماء ؟ أو يفتون لأنفسهم ؟ بعبارة أخر من نتبع إذا إختلف الثلاثة ؟؟

4 / قال بأنه أكد على حق المؤمنين بالمطالبة بحقوقهم بالطرق السلمية والمشروعة ونصح بالحكمة والتأني وأكد على ضرورة رص الصفوف لأن ذلك الفائدة الكبرى وأن نكون رحماء بيننا .

كلام سليم لاغبار عليه ... وعندي أسئلة :

لاشك أن كلمة - مشروعة - في كلام السيد بمعنى مشروعة دينياً ، ولا شك أن الأستاذ يعلم بأن حرق الإطارات والحاويات وسد الطرقات وتعطيل الأسواق وتكسير المصابيح وفرض الظلام على القرى كل ذلك هو الإسلوب الأبرز لأتباعهم وهناك جدل بين الناس حول قبول هذا الإسلوب ورفضه ، فهل سأل الأستاذ السيد عن رأيه في ذلك ليتسنى لنا الحسم برأي السيد ، فإن كان يوافق على ذلك فإننا نجعل ما نلاقيه من أذى هذا العمل في ذمته وفي ميزان حسناتنا ونسكت عليه ونصبر لأنه مشروع دينياً للمقتنعين بهذا الإسلوب - على رأي السيستاني -.

وأما الحكمة والتأني التي دعا إليها السيد وأكد عليها ، فحالنا مع بعضنا البعض خير مفسر ولن أزيد شيئاً !!!

وأما تأكيد السيد على الوحدة ورص الصفوف فأنا مع السيد تماماً وأشكر الأستاذ غلى هذا النقل الموفق لتعلم كل أطراف الساحة بضرورية تجنب الإنشقاق وتشكيل الحركات والتيارات المضادة ، وأن يأخذ الجميع كلام السيد نوراً لطريقه ويرجع الى رشده ويكف عن المناكفة وخلق ضوضاء سياسية لاتزيدها سرعة السير إلا بعداً وتمزيقاً للجسد البحراني المنهك في أغلب مفاصله .

ختاماً . أشكر الأستاذ على قرائته لسطوري المتواضعة - إن قرئها - وأستميحه عذراً على أي تقصير أو لفظ لم يكن يراه لائقاً .

أخوك الأصغر فاضل رضي