اماراتيه تدير 23 شركه
 

اهني خالتي رجاء لتوليها منصب رئيسة لجنة سيدات الاعمال في اتحاد غرف التجارة والصناعة بالامارات


رجاء عيسى صالح القرق بني حماد

''''نحن أعلم بما تحتاجه أجيالنا من مناهج'''' هكذا ردت رجاء القرق على ابنة ديك تشيني, التي لم تكن تتوقع أن ترى أربع عشرة سيدة أعمال من دبي في ديترويت.
قبل خمسة وأربعين عاماً, آمن الشيخ راشد بن سعيد - حاكم دبي حينذاك - بوجوب تعليم الفتيات رغم معارضة الكثير من معاصريه, فافتتح لهن مدرستين أولاهما في العام 1959م, وهي مدرسة الخنساء في بر ديرة في منزل الشيخ حمدان بن حمدان, والثانية في بر دبي بالشندغة في منزل سعيد بن مكتوم آل مكتوم رحمهما الله, وحتى يمثل القدوة لغيره كانت أول فتاة قيدت في المدرسة ابنته هو, الشيخة حصة بنت راشد بن سعيد, ومن يومها حرص الشيخ راشد على حضور العروض والأنشطة المدرسية لهن بنفسه, دون تمييز بينهن وبين البنين, مما أعطى فتيات الإمارة دافعاً قوياً للعمل والتحصيل, وكما تقول رجاء القرق نعم ''''كانت أياماً حلوة''''.

نظرة الأب
رجاء عيسى القرق, سيدة أعمال من الرعيل الأول من مواليد العام 1955م تخرجت عام 1977م من جامعة الكويت قسم اللغة الإنكليزية حيث كان الدور مهيئاً للمرأة المواطنة في المشاركة, كل حسب عطائها ومقدرتها, بينما عجلة التطور تتحرك بتسارع والإمارة تنمو وتزدهر وعلى كل مواطن فيها أن يثبت قدميه ليشارك في البناء, فعينت رجاء في وزارة التربية مديرة لمدرسة ثانوية; لكن طموحها الذي يسابق المستقبل دفعها لتجاوز ذلك العمل رغم ثماني عشرة شهادة تقدير نالتها من الوزراء الذين تعاقبوا على تلك الفترة, وحتى في مجالها لم تكن مجرد موظفة تتقاضى أجرها الشهري, كما أنها في الوقت نفسه كانت تثبت لغيرها من الفتيات, بل وللمجتمع بأسره بأن طموحاتها لا تتعارض مع التقاليد والدين, اللذين تعتز بتمسكها بهما, وفي المقابل كان أبوها عيسى القرق, وهو من التجار الأوائل في الإمارة, ينظر بعين الرضا إلى تلك المربية التي تعدت طموحاتها أغلفة الكتب المدرسية, ففتح لها أبواب التجارة على مصراعيها لأنه تلمس فيها المقدرة على دخول هذا المجال.


أعمال واسعة


بعد أربعة عشر عاماً من دخول عالم التجارة, تدير رجاء القرق اثنتان وعشرين شركة, كمديرة تنفيذية, تختلف اختصاصات هذه الشركات بين تجارة الأثاث ووكالة إطارات السيارات ''''دنلوب'''' وشركة التبغ البريطانية الأمريكية والإلكترونيات'''' سمينس'''' ويونيفر وبينتون وغيرها العديد, ووالدها رجل الأعمال عيسى القرق لم يحد من أعمالها أويسلمها مهام تناسب الأنوثة في مجتمع محافظ, بل أعطاها مسؤولية الخروج بنتائج اجتماعاتها مع مديري الشركات ومع مدققي الحسابات في الشركة الأم, وفي شركات الوكالات فهي مسؤولة أمامه عن وضع الميزانية التقديرية للشركات اعتماداً على أرقام الميزانيات السابقة, وعن تحقيقها والبحث عن أسباب القصور, إن وجد, وإيجاد الحلول له, كل ذلك دون أن تحد حشمة عباءتها من حركتها, بل أكسبت هي تلك العباءة هيبة واتزاناً يرافقانها وهي تزور بنفسها مواقع العمل من معرض الأثاث إلى مصنع الحديد لتشرف على الإنتاج وتعمل على تصديره إلى ألمانيا وفرنسا وأمريكا.

احتلت رجاء القرق مكانة مرموقة كسيدة أعمال إماراتية, وعينت كرئيسة لمجلس سيدات الأعمال في دبي, وعضوة في غرفة تجارة وصناعة دبي مع سيدات أعمال أخريات, ثم ازدادت الثقة بها فأوسع لها الشيخ محمد بن راشد كرسياً في المجلس الاقتصادي لحكومة دبي, هذا الدفع الذي يعطيه ولي عهد دبي للمرأة المواطنة يشجع المواطنات على شغل مكانهن الطبيعي في المجتمع والذي شغلنه باقتدار طوال قرون قبل التحولات الاقتصادية الجديدة بحملهن عبء الحياة مع الرجل أيام الغوص وإبحار الرجال في بحر غير آمن ومراكب تجوب موانئ المنطقة كلها.


أم وجدة


رجاء القرق لم تنخرط في الحياة العملية دون الالتفات إلى حياتها الشخصية كامرأة, فقد تزوجت من قريبها فريد عبد الله القرق بني حماد , وهو اختصاصي تحاليل دم في مشفى دبي, وفي المقابل يمتلك تجارة ذات طابع مختلف ويديرها بعيداً عن أعمال زوجته, وقد أنجبت منه خمسة أبناء, تلك المرأة صاحبة الشخصية التجارية القوية تكتنفها مشاعر أمومة بالغة الحنان, فشعارها في الحياة هو الدقة في الوقت وحرصها على أن أي ساعة تقضيها خارج منزلها لابد أن تكون مفيدة لتعطي مقابلها حناناً ورعاية لأبنائها, فهي تلازم أولادها منذ الولادة حتى الصف السادس الابتدائي بمتابعة يومية ولو في نسخ الدروس, لأنها لاتؤمن بالدروس الخصوصية, التي قد تغيب دور الأم كمدرّسة, وبعد هذه المرحلة تكون قد أوصلتهم إلى القناعة بالاعتماد على النفس دون أن تتدخل في دراستهم بشكل قسري, بل تكتفي بإعطاء النصائح تاركة لهم الخيار, فولدها الأكبر عبد الله درس إدارة الأعمال في أمريكا وهو موظف في المكتب التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد, أمر مثير للاستغراب أن لا يعمل هذا الشاب في شركة عائلته, لكنها - وكما اتضح - نظرية صاحب العمل الأكبر, عيسى القرق, فهو لايرغب بالشاب المتخرج حديثاً أن يدير أعمال العائلة التي ينتمي إليها, حتى وإن كان على دراية بمفاتيح العمل, وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعه مع ابنته رجاء التي قالت ''''لوعينته هنا ولاحق أعمال الشركة متأخراً في العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً فمن سيحاسبه على التأخير, المدير العام?'''', يبدو أن العمل في المجال الحكومي علم رجاء القرق الكثير من الثبات واحترام مواعيد غيرها, فهي ترى أن عشر سنوات من العمل ستجعل من عبد الله فريد القرق رجل أعمال أكثر نضجاً, عندها سيكون هو الشخص المناسب في المكان المناسب, أما الفرد الثاني فهي فتاة في السنة الأخيرة من كلية التقنية, اختصاص تسويق, وهي متزوجة وستعمل في المكان الذي تراه مناسباً خارج مملكة العائلة, والثالث هو شاب في الثالث الثانوي مقتنع بمسيرة أخيه الدراسية وقد يتبعه فيها, ثم ولدان في الصف العاشر والخامس, ولازالت رجاء رغم أعمالها تتابع دراسة الأصغر فيهما, وكما تقول ''''إن الأمر لم يكن سهلاً أبداً وأولادي ساعدوني بالنجاح والوصول إلى هذه المرتبة''''.


سيدة الموقف


تعينت رجاء القرق رئيسة لمجلس سيدات الأعمال, وقد كلفهن الشيخ محمد بن راشد في سبتمبر من العام 2003م بحضور المؤتمر الاقتصادي العربي - الأمريكي في ديترويت بأمريكا, حيث سافرت أربع عشرة سيدة أعمال من دبي فقط, لحضور المؤتمر, وهناك واجهن فكراً عنيداً يصر على أن المرأة العربية متخلفة في العمل.... واجهن نظرة غربية تصر على قضية التخلف العملي للمرأة في الشرق الأوسط كله, وبالمقابل استغربوا حضور أربع عشرة سيدة أعمال من دبي فقط, وراحوا يحددون أسباب مجيئهن, وعندما بدأت سفيرات دبي إلى ديترويت بإعطائهم فكرة عن وضع المرأة في الخليج العربي وخاصة في الإمارات, لم يصدقوا كيف تجرأت السيدات على المجيء إلى المؤتمر, على أساس أنهن محكومات بالدين والتقاليد, وهنا كان لابد من حسم الموقف, فوضعن الادعاءات جانباً, وجلسن على طاولة مستديرة مع مجموعة من السيدات, بينهن ليز ديك تشيني, وذلك للتداول في قضية المرأة والتعليم في المنطقة العربية والعالم, وعندما أصروا أن لدى المرأة العربية مشكلات جمة, فأجابتهن السيدة رجاء بأن كل مجتمع وله مشكلاته, وأن على الشعوب التي تبحث في مشكلات غيرها أن تكون خالية من المشكلات, وأقنعتهن بتحد بأنها لم تأت مع المجموعة لتعرض مشكلات المرأة, وهذا الكلام طبعاً ضايق ليزديك تشيني ولم يثلج صدرها, ومع ذلك أصرت بأن التعليم العربي سييء, وتحكمه التقاليد, ولابد من التغيير فأجابتها رجاء القرق - بكل صراحة -: ''''نحن نعرف التعليم الذي يحتاجه أجيالنا, ولو أننا أتينا بطفلين عمرهما عشر سنوات الأول من أمريكا, والثاني من الشرق الأوسط, ولن أقول من الإمارات تحديداً, وسألنا الثاني أين تقع أمريكا وكندا والبرازيل, لأجابنا بالضبط ولأعلمنا متى تستيقظون صباحاً ومتى تأكلون الهامبرجر الخاص بكم, والتوقيت الذي تذهبون به إلى السينما; ولكن الأمريكي حتى لو كان في السابعة عشر من عمره وسألناه أين تقع الإمارات العربية?, لتعذرت عليه الإجابة, فلماذا لانقترح عليكم أن تغيروا بعض مناهجكم لكي تقولوا لأولادكم أن هناك غرباء خارج أمريكا'''', ثم شرحت لها عن المدارس الحكومية والخاصة والمشتركة والجامعات الحكومية والأهلية, وكيف أن التدريس المختلط يكون حسب الرغبة تماماً, كما هن أربع عشرة سيدة أعمال من دبي بعضهن تغطي شعرها, وبعضهن تظهر قسماً منه وبعضهن سافرات, ودار سجال بينهن حول أن حرية اللباس لا تتناقض مع كونهن سيدات أعمال يحملن مسؤولية تجاه الاقتصاد العربي والعالمي, وهناك قابل الوفد النسائي سيدة الأعمال باربرا جاكسون من كنتاكي, وكان واضحاً أنه لابد من البدء بإعطائها فكرة عن سيدة الأعمال الإماراتية وعن المجلس وعن بلدية دبي.

وعندما عادت سيدات الأعمال من مهمتهن في ديترويت إلى دبي, كان في خلدهن المبادرة لشكر الشيخ محمد بن راشد على الثقة التي أعطاهن إياها والسماح لهن بالسفر وتمثيل دبي; لكنه فاجأهن بدخول المجلس دون أن يفسح لهن مجالاً للشكر; بل سبقهن إليه لأنهن نقلن الصورة الواضحة عن المرأة الإماراتية للمجتمع الأمريكي.


ثقة وتبرير


رجاء القرق امرأة تثق بالمرأة وتقدر عملها وتحب أن تتعامل معها وظيفياً وتجارياً, وهي ترى في ثقافتها ودرايتها التقنية القدرة على إدارة الأعمال; لكنها بررت خوف بعض السيدات, اللواتي يملكن رأس المال, من الخوض في العمل بأنهن لايجدن السند الكافي من الأهل, فكما يظهر من رأيها, ما فائدة المال إن لم يكن هناك زوج يسند وأخ يساعد, ولكن بإمكانهن التوجه إلى غرفة التجارة لعرض مشاريعهن, وربما تكون الخطوة الأولى صعبة; ومع ممارسة العمل التجاري ستعتاد المرأة على مواجهة الصعوبات, ومع هذا فرجاء تؤكد ثقتها بسيدة الأعمال العربية والغربية, فالمجلس تواصل مؤخراً مع سيدات أعمال فرنسيات وقد استطاعت بعض الإماراتيات التوصل معهن إلى اتفاقات تجارية حسب تخصص شركاتهن, في حين, ولأجل عائلة القرق التي تستورد الأثاث منذ أربعين عاماً, توصلت رجاء إلى اتفاقات مع شركات لسيدات أعمال فرنسيات لاستيراد أثاث مصنع حسب تصاميم حقبة لويس السادس عشر, أما عن مؤتمراتهن مع سيدات الأعمال العربيات, فهي ترى أنها كانت ناجحة لحد كبير خصوصاً في سوريا وعمان, فهناك وجدت أن اعتماد سيدات الأعمال على أنفسهن وقراراتهن أكثر من اعتمادهن على عناصر أوروبية أو أمريكية لرسم الخطوط العريضة, فسيدة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط أولى بمعرفة مشكلات هذه المنطقة, ومواجهتها مع ذلك, فترى بوضوح أن الاستمرار في العمل بنجاح يتوقف على الاستقرار النفسي والأمان المعطى من الحكومات, فهي مثلاً تهيب على سيدة الأعمال العراقية, التي جمعت ثروتها في الخارج, أن تأتي - وبكل بساطة - لتضع رأسمالها في سلة واحدة, هي بلدها, وفي هذه الظروف العصيبة غير المقنعة تجارياً, فالأمن الوظيفي والاستقرار الاقتصادي والسياسي هم أساس النجاح في الأعمال التجارية.


لاتهوى المغامرة


رجاء سيدة أعمال تدير مخططات والدها التجارية, وهي تعتبر أن كل المشاريع التي تديرها العائلة يرجع نجاحها لفضل الله وتخطيط عيسى القرق ''''الوالد'''', وقداقترحت عليه مؤخراً فكرة الاستثمار في بيع وشراء العقارات, وهي تنتظر موافقته و مساعدته للدخول في هذا الباب الحيوي; لكنها أخذت موافقته وباشرت بالعمل في مشروع ''''الحياة الأفضل''''... مشروع استوحت فكرته من عملها في السوق التجاري ومن روحها كامرأة, وهو عبارة عن مركز تجاري مؤلف من طابقين يخدم المرأة تماماً; إذ تستطيع الحصول فيه على حاجياتها ابتداء من قطعة الأثاث الفاخرة حتى أصغر حاجيات المطبخ, وبالنسبة للدراسة المالية للمشروع فهي تعتمد تماماً على رب العائلة, فرجاء كما يبدو لاتقدم على عمل مستقل أبداً, وتبرر عدم استقلالها بأعمال خاصة بأنها لا تمتلك الوقت الكافي لذلك, وتؤكد سعادتها بالعمل في كنف والدها, كما أنه سعيد بإدارتها للشركات, لأنها تنفذ كل ما من شأنه دفع مصلحة العائلة إلى الأمام, فهي لا تهوى الإقبال على أي مشروع فيه مغامرة مالية, وتحرص على عدم رمي النقود إن لم تضمن الاطمئنان التجاري مئة بالمئة, وعلى هذا فهي تنتقد سيدات الأعمال اللواتي يقمن مشاريعهن على أساس القيافة الاجتماعية وتقول ''''ما فائدة أن يذيعوا بأن فلانة افتتحت مشروعاً للتسوق وتدفع مليوني درهم أجار بينما هي غير قادرة على بيع تنورتين في اليوم?''''
سيدة الأعمال رجاء عيسى القرق, التي كرمها الشيخ حمدان بن راشد, وأعطاها شهادة مجلس سيدات الأعمال بعد اجتماعات صندوق النقد الدولي, وكرمتها الشيخة أمينة حشر المكتوم عن جمعية النهضة النسائية لسيرتها وأعمالها, وكرمها الشيخ حميد بن راشد في جمعية أم المؤمنين, ونالت مؤخراً شهادة من داتاماتكس لترشيحها امرأة العام 2004م, رجاء تعتز بشهاداتها وتتطلع لأمرين, في الحياة أن يحفظ الله أولادها, وفي العمل لازالت تأمل وتحلم بتكريم من رئيس الدولة.



السيرة الذاتية
رجاء عيسى صالح القرق الحمادي
مواليد 1955
حاصلة على شهادة البكالوريوس بالأدب الانكليزي من جامعة الكويت عام 1977.
تلقت تعليمها الابتدائي في دبي.
عملت مدرسة لمدة احدى عشرة سنة وتركت مهنة التدريس في العام 1989 بعد ان وصلت لمنصب مديرة في مدرسة زعبيل بدبي (1989-1978).
تتولى وظيفة المدير التنفيذي لمجموعة عيسى صالح القرق وعضو بمجلس الادارة.
تشغل عضوية الجهات التالية:
- عضو مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة - دبي.
- رئيسة لجنة سيدات الاعمال في اتحاد غرف التجارة والصناعة بالامارات.
- عضو جمعية النهضة النسائية - دبي.
- عضو المجلس الاستشاري الوطني بكلية التجارة بجامعة زايد بالامارات العربية المتحدة.
- عضو منتدى المرأة العربي - الامارات.
- عضو مجلس الشؤون الاقتصادية لامارة دبي.
- عضو هيئة مكتب المنتدى الاول لسيدات الاعمال بالدول الاسلامية.
متزوجة من فريد عبدالله القرق، اختصاصي تحاليل دم في مستشفى دبي ويمارس العمل التجاري الحر، لديها خمسة ابناء.

ما شاء الله

يسلموووووووو ع الخبر

يسلمو ع الخبر

يسلمو ع الخبر

سلمت يآآلغاالي ع الخبر..{{..