|
معارك سياسية وقودها الأطفال. .. »والله حرام.« معارك سياسية وقودها الأطفال. .. »والله حرام.« حسين التتان / جريدة الوطن /عدد اليوم 02 يناير 2010 لماذا. يصر بعض السياسيين على زج الأطفال في. معارك سياسية هي. ليست معاركهم؟ ولماذا لا. يسعون جاهدين من أجل منعهم من ذلك؟ ولعل السؤال الأهم هو.: أين الآباء والأمهات من أبنائهم الصغار،. ممن لا. يدركون حجم المسؤولية،. ولا. يعون ما. يقومون به من سلوكيات عنيفة عبر الشارع؟ أسئلة كثيرة،. وشكوك تدور في. خَلَدِنا،. حين نجد أن كل الذين. يمارسون المعارضة العنيفة من خلال الشارع هم من صغار السن.. لقد حدّدت القوانين الدولية والحقوقية سن الطفل،. إنه بين العام و18. عاماً،. بل هناك أصوات تتعالى اليوم من منظمات دولية مهتمة بحقوق الطفل،. من أجل رفع سن الطفل إلى. 21. عاماً،. وهذا العمر تحديداً،. هو العمر. ''المستخدم.'' عندنا في. البحرين،. في. أعمال عنف وغيرها،. مما. يجعلنا نضع ألف علامة استفهام حول ذلك.. إن مطالبة بعض المعارضين السياسيين بحقوق الشعب،. نراهم اليوم. يتاجرون. ''بحقوق الأطفال.'' في. الشارع،. رغم معرفتهم المسبقة بأن هذه الشريحة. غير مكلّفة. ''سياسياً.''،. باسترجاع حق أو دفع باطل،. كما. يعلمون علم اليقين،. أن هذه الشريحة،. هي. الشريحة الوحيدة التي. ستستجيب لهم من بين كافة شرائح المجتمع،. وذلك لعدم تمييزهم بين الخطوط السياسية المعقّدة،. ومن هنا جاء استغلالهم أقبح استغلال،. وذلك عبر تحريك عواطفهم وغرائزهم المنفلتة.. إن أطفال الشارع. يقعون بين كماشتين،. الأولى في. إهمال أسرهم لهم بصورة بشعة،. والثانية تكمن في. استغلال براءتهم بصورة أبشع.. إذن هناك فئتان تمارسان الاستغلال السياسي. تجاه الطفولة،. الأسرة والسياسيون،. وإن معرفة الخطأ البيّن في. هذا الأمر لا. يحتاج إلى فلسفة ولا إلى متفلسفين.. إذا كان استغلال الأطفال كعمالة لمن هم دون سن الـ18. قد تم توصيفه على أنه عمل إجرامي،. فحرمته كل المنظمات الدولية المشتغلة بحقوق الإنسان والطفولة،. فكيف بدفعهم للخروج إلى الشارع من أجل الحرق أو التكسير أو تخريب الممتلكات العامة،. ومن ثَم تعريضهم للغازات المسيلة للدموع أو الرصاص المطاط عند صدامهم برجال الأمن،. ليكون مصيرهم السجن أو الموت؟ حين. يعتقد المعارضون للحكومة أن ما. يقوم به الأطفال هو عمل. غير مستحسن،. أو حين. يقولون بأنهم. يرفضون زجّ. الأطفال في. هذه الأعمال،. وأنهم لا. يحرضون عليها،. فلماذا لا. يمنعوهم من ذلك؟ لماذا لم نسمع لهم حتى الآن،. من تصريح صريح،. يرفضون من خلاله الزّج بالأطفال في. أعمال العنف؟ ما نستطيع قوله هنا،. إنه بغض النظر. ''عن كون.'' الحكومة هي. حكومة صالحة أو فاسدة،. منصفة أو جائرة،. لا. يحق لأحدٍ. ''كائناً. من كان.'' من أن. يستغل الأطفال في. مشاريع سياسية قذرة،. واستغلالهم أقبح استغلال،. ومن ثم حين. يقعون في. كماشة الموت أو الاعتقال،. يبدأ البكاء على فقدان اللبن المسكوب.. إن. غياب دور الأسرة،. وعدم مبالاتها بأبنائها،. لهي. جريمة. يستحقون عليها المساءلة،. فالأب لا. يعلم أين. يذهب ابنه،. ومن. يصاحب،. وماذا. يفعل،. وأين. يقضي. وقته... يخرج الابن من الصباح الباكر حتى منتصف الليل،. فلا. يرف لأمه جفن،. أما الأب فهو. غارق في. سبات عميق.. غياب دور الأسرة،. استغله بعض الساسة،. فكانت الطفولة هي. الضحية،. أطفال بلا تعليم،. وبلا وعي. ولا مستقبل،. أطفال. يصابون في. مقتل،. أو. يقضون باقي. العمر في. غياهب السجون،. أو حين. يخرجون منه فإنهم. يكونون مهمّشين بسبب عدم حصولهم على المؤهلات العلمية والعملية التي. تؤهلهم للاندماج في. المجتمع.. ما هذه العبثية. يا ساسة،. يا من تدّعون مطالبتكم بالحقوق،. وأنتم لا تولون حقوق الأطفال اهتماماً؟ لماذا حين. يخرج الأطفال من الاعتقال،. تذهبون إليهم حاملين معكم الورود،. وتقولون لهم. ''أنتم أبطال فاستمروا في. بطولتكم.''؟ لماذا تقبّلون جباههم أمام الكاميرات لكي. ''ترزُّ.'' صوركم في. المنتديات الطائفية؟ ولماذا تطالبون المجتمع بتقبيل أيديهم وأرجلهم وأحذيتهم؟ أما الآباء والأمهات،. فكفاكم استهتاراً. بمصير أبنائكم الصغار،. فأنتم الشركاء الأساسيون في. جريمة وأد الطفولة.. نحن على. يقين أن هناك من سيخرج علينا نافخاً. أوداجه،. مدافعاً. عن الأطفال،. وذلك لسبب بسيط،. وهو أنه الطرف الوحيد الذي. دفعهم. .-. للنهايات المأساوية. .-. لا. غيره،. ثم. يأتي. في. الوقت بدل الضائع،. وبعد فوات الأوان،. للمطالبة بحقوقهم.. ؟ في. الصميم إذا كان الطفل لا. يستطيع أن. يقرر أو. يميّز ما. يُصلح حياته مما. يُفسدها،. فهل بإمكانه أن. يميّز بين صلاح السلطة من فسادها؟ |
| الساعة الآن 02:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir