منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/f183.html)
-   -   روبرتاج رائع عن الشيخ علي سلمان (http://vb.ma7room.com/t298222.html)

محروم.كوم 01-01-2010 09:10 PM

روبرتاج رائع عن الشيخ علي سلمان
 
بعد 20 عاما من خطبة قاسم وتلاوين اليتم والغربة والبكاء علناً وسراً!

يخوض رهانه الأخير قبل رمي "العصا".. سلمان في "المختبر النيابي"



كتبه : حسين خلف

في اليوم الحادي عشر من شهر محرم الواقع في العام الميلادي 1986، حدثت اشتباكات قوية بين قوى الأمن، وبين بعض المشاركين في مسيرات العزاء في منطقة الديه، وعلى الفور سرى نبأ كالهشيم " شيخ عيسى قاسم سيلقي خطابا، مساء في الدراز".

وبالفعل كان الخطاب ساخنا على المستوى السياسي، ومن حينها قرر الشاب الجالس بقرب منبر الشيخ عيسى قاسم، أن يكون رجل دين، كان ذلك الشاب هو علي سلمان أحمد، من قرية البلاد القديم، الأمين العام الحالي لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان.

سلمان ولد في قرية البلاد القديم في العام 1965، لم يلبث والداه ان انفصلا، عاش الصبي عدة سنوات أن يكون مع عمته "سعدة" التي تدرس الأولاد الصغار القرآن الكريم، ولذا كانت نشأته ملتزمة دينيا، لكنه على الرغم من ذلك كان أشهر لاعب في فريق "السردوب"، كان يلعب في خط الوسط، وللوسط هنا دلالة بالغة التأثير على مسيرة حياته فيما بعد، كان يحتاجه مدرب الفريق محمد الحمدي، بعض الأحيان ليلعب كرأس حربة، ولم يخيب ظن مدربه، في تسجيل الأهداف، اما والده فقد توفي سريعا، ولم يتبق له من ذكرى والده سوى عمة ما زالت تسكن في جدحفص، ولذا كانت مشاريعه وطموحاته يحملها بنفسه.

رحل علي سلمان في الثمانينيات الى العاصمة السعودية الرياض ليدرس في إحدى الجامعات، وكان من ضمن الطلبة الذين كانوا معه سيد جميل كاظم، الذي سيكون فيما بعد أحد السواعد التي يعتمد عليها سلمان، في مسيرته.

بدا سلمان ميالا للالتزام الديني أكثر فأكثر، مع اشتداد وهج التيارات الاسلامية، ليصعقه الشيخ عيسى قاسم بخطبته في الحادي عشر من محرم، فانتقل لتحقيق حلمه بالدراسة الحوزوية إلى سوريا، ومنها الى ايران، إذ كان حينها يعرف جيدا صعوبة رجوعه بعدها الى البحرين، بسبب سوء العلاقات الايرانية الخليجية، أبان حرب الخليج الأولى بين العراق وايران، وهي الحرب الأطول عبر تاريخ الحروب، إذ استمرت ثمان سنوات كاملة.

هناك أي في مدينة قم، حيث الحوزة العلمية، اختط سلمان درب الاسلام السياسي، كان واضحا لمن يدخل غرفته هناك، بروز الموسوعة السياسية للكيلاني، في مكتبة الشيخ الشاب.

عام 1991 ذهب الشيخ عيسى قاسم الى مدينة قم، حيث بحث إمكان عودته الى أجواء الدراسة الحوزوية، فبادر سلمان الى ملازمة شيخه، الذي أبدى اعجابا به، وسأل عنه كثيرا " فلم يسمع سوى كل خير"، كان دائم الامساك العصا من المنتصف، بين التيارات الدينية المتنافسة، سواء بين حزب الدعوة، أو التيار الشيرازي، أو التيار المدني، ترك سلمان لنفسه منطقة " هلامية"، وهي منطقة الوسط، ولذا نسج من خلالها علاقات مع جميع التيارات.

بعد احتلال الكويت من قبل النظام العراقي آنذاك، وتحرير الكويت، عاد سلمان مع العائدين في العام 1992 الى الى البحرين، اصطحبه معه الشيخ عيسى قاسم لعدد من الأماكن، وكان لهذا الاصطحاب دلالات واضحة، إذ لم يلبث أن ترك قاسم الساحة متجها الى قم، ليحل محله في إمامة جامع الامام الصادق (ع) في الدراز، فانحسرت صفوف المصلين عن الامتلاء، فقد كان يراه البعض صغيرا جدا، إلا أن خطبه ذات الطابع السياسي، أرجعت الصفوف الى الامتلاء، بل زادت عن السابق، حسب ما ينقل أحد الملازمين للصلاة هناك، تزوج سلمان وانجب " مجتبى"، فلذا بات اسم ابا مجتبى محيل له على الفور.

كان سلمان فاعلا في المطالبة باعادة الحياة النيابية، فتم ترحيله الى لندن وسط أجواء سياسية كانت اسخن ما عرفته البحرين، أما في لندن، فقد انفتحت الآفاق السياسية أمام سلمان، بدأ عمله كسياسي محترف، تعرف على أنواع المعارضات الموجودة هناك، قرأ عن الحركة الاسلامية في موريتانيا، وفي السوادن، كما يخبر أحد اشقائه، و بدأ إسم الشيخ التونسي راشد الغنوشي يظهر في خطاباته، وعرف أصول الدبلوماسية التي يتطلبها العمل المعارض، ولذا فلم يحرق سلمان آخر المراكب مع النظام السياسي الذي يعارضه، بل كان ايجابيا، رغم انه التزم موقف شيخه، في عدم التوقيع على ميثاق العمل الوطني.

عندما عاد سلمان، وبعده الشيخ عيسى قاسم، بدأ تفكيك ما عرف بلجنة المبادرة التي رأسها الشيخ عبدالأمير الجمري، لتتبلور بعد ذلك "الوفاق"، كإطار للعمل السياسي للتيار الشيعي، وكان سلمان أول رئيس للجمعية المذكورة منذ اول انتخابات جرت فيها، وخاض في "الوفاق" اصعب التجارب، إذ بدت الجمعية كسفينة يقودها عدد من القباطنة.

تساقط القباطنة، الواحد تلو الآخر، أما السبب فكان إمساك سلمان العصا من المنتصف، فهو ايد مشاركة الجمعية في اول انتخابات برلمانية بعد 29 عاما من آخر انتخابات برلمانية جرت في البحرين وذلك في العام 1973.

النتيجة لم تكن لمصلحته، إذ انتصر خيار المقاطعة رغما عنه، إذ اجتمعت ادارة الوفاق وصوت أعضائها، وصوتوا جميعا كانت النتيجة فارق صوت واحد، بقي سلمان لم يصوت لخياره، كان يكفيه رفع يده ليحسم الأمر فهو الرئيس وصوته يحسب كصوتين، لكنه لم يرفع يده،أما لماذا؟، فالأكيد أن سلمان عرف أن في تصويته تخليا عن إمساكه العصا من المنتصف، ومعرفته أنه بدون التوافق مع غالبية القياديين في الساحة لن يفلح خياره الذي يرغب في تحقيقه، وهو " المشاركة الايجابية ومحاولة دفع الأمور إلى الأمام"، خسر خياره واكتفى بالمشاركة في التجربة البلدية، وتم تحميله عبأ خيار الآخرين في المقاطعة، ليتهم بعد ذلك بأنه افشل خيار المقاطعة، رغم فلح خياره الذي يرغب في تحقيقه، وهو " المشاركة الايجابية ومحاولة دفع الأمور إلى الأمام"، خسر خياره، وتم تحميله عبأ خيار الآخرين، ليتهم بعد ذلك بأنه افشل خيار المقاطعة، رغم إنه تقدم المسيرات المطالبة بإيجاد حل للخلاف الدستوري بين المعارضة وبين السلطة، ورغم إنه ملّ من لعب دور الاطفائي في العديد من الحرائق السياسية التي شبت بين اللجان الشعبية، وبين السلطات الرسمية، والطريف أنه لم يكن مرضيا عنه لا من هؤلاء ولا من هؤلاء.

بكى سلمان، حين انشق عنه نائبه حسن مشميع وآخرون، بعد قرار الجمعية الانضواء تحت مظلة قانون الجمعيات السياسية، بيد أنه واصل حمل مشروعه بنفسه كما عودته ظروف نشأته، بقي معه القليل، لكن بدعم الشيخ عيسى قاسم الذي أسس مجلسا علمائيا، ودفع قاسم هو ألاخر ثمن دعمه لتلميذه النجيب، إذ تمرد تلامذة آخرون عليه، لكن سلمان ربما بكى سرا لأمر آخر حدث في حياته، إنه الانفصال من زواجه الأول، وعودته وحيدا ليس في الجمعية فقط، بل حتى في منزله الكائن قرب مدرسة الخميس، وهي من أقدم مدارس البحرين.

قدم مجلس الإدارة ألأخير لـ"الوفاق" قبل توفيقه أوضاع الجمعية تحت القانون الجديد، توصية بالمشاركة في الانتخابات النيابية، وتلقفها سلمان في الأمانة العامة الجديدة التي رأسها أيضا، ليرميها امام أعضاء مجلس شورى الجمعية، ومعها دراسة عن جدوى المشاركة، قيل ان من كتبها لا يخرج عن شخصين هما: الشيخ علي سلمان، أو رئيس شورى الجمعية عبدعلي محمد حسن، ... اخيرا فاز خيار المشاركة، فالأجواء ممهدة، ودعم الشيخ عيسى قاسم، وصل لدرجات غير معهودة، حتى عاد بعض المراقبين يسألون " من هو سيف الآخر، هل سلمان سيف لقاسم كما صرح بنفسه ذات مرة، أم إن الأمر هو العكس".

عادت الحيوية لسلمان بعد أربع سنين عجاف عرفتها "الوفاق"، يحمل ألان مشروعه ويجري به إلى ألأمام، ولذا يعتبره البعض " نجم الانتخابات" التي اختتم دورها الأول يوم أمس،(..) تنازل عن ثلاث دوائر لبعض حلفائه، رسم معهم مشهد الفوز بالغالبية النيابية، أليس هو من توقع أن تفوز المعارضة بـ" 23 أو 25 مقعدا نيابيا من اصل أربعين"؟، ايضا عرفت حياته قبل نجاح خيار المشاركة تغييرا جديدا، إذ اقترن مجددا بإحدى البحرينيات.

سلمان يعرف جيدا، أنه يخوض خياره الأخير، فليس بعد الفشل هذه المرة، سوى " ترك منتصف العصا" حسب تصريحه في ندوته الجماهيرية الأخيرة "كلمة للوطن"، محذرا من " فشل العلماء في ايقاف اية اندفاعات شعبية حال فشل التجربة، واحباط الناس من كل الخيارات

سلمان الشاب، الذي لا يزال شابا، يخوض خياره الأخير بكتلة تضم أكثر من 16 نائبا، ويمسك منتصف العصا على مضض، ويحمل مشروعه بنفسه، فهل سينجح؟، ام أنه سيرمي العصا، ليأخذها من يريد أن يضرب بها؟.


الساعة الآن 07:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227