منتدى استراحات زايد - المشيمع من العكر... الظلم لا يمكن أن يبقى في وجه المستعدين للشهادة

تغطية خطبة المشيمع في مسجد الإمام الباقر(ع) في العكر الشرقية

بعد صلاة العشاءين – ليلة الحادي عشر من المحرَّم 1431هـجرية

( ليلة الإثنين – الموافق 27/12/2009م )

قال الإمام الحسين عليه السلام: " ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً ".

بيَّن الأستاذ حسن المشيمع في خطبته بمسجد الإمام الباقر عليه السلام بمنطقة العكر الشرقية بعد صلاة العشاءين لهذه الليلة على أن انتشار الظلم والفساد مسئولية لا يتحملها الظالم وحده بل تتحملها الأمة كذلك عندما تكتفي بإبداء التبرّم والتململ دون أن تبادر إلى حمل المسئولية في مواجهة ذلك الظلم والفساد لافتا إلى أن مواجهة الظلم والفساد جزء أساسي ومقتضى من مقتضيات الإيمان. وأكد أنّ الباطل يمكن أن ينقشع ويتمزق وذلك رهن بإرادة الأمة ومدى وعيها وحركتها العملية مشيرا إلى تحقيق المسلمين الأوائل الانتصارات وتغيير مسار الأحداث عندما تحملوا مسئولياتهم وكانوا مستعدين للتضحية بكل شيء من إجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.

وأشار المشيمع إلى آثار وتداعيات تخلف الأمة عن تحمل مسئولياتها كما حدث عندما تجرأ معاوية على تعيين ابنه أميرا على المسلمين على الرغم من اشتهاره وإعلانه بالفسق والفجور فلو وجد معاوية أن الأمة لم تكن تقبل بتأمير يزيد عليها وكانت على استعداد للتصدي والتضحية له لما أمكنه فرض ذلك بالقوة.

وأضاف: إنَّ الظالم إذا وجد من يقف أمامه ومن هو على استعداد أن يقاومه ويفضحه وعلى استعداد للموت في سبيل ذلك فسيقف ولن يتمادى في ظلمه أما السكوت عن الظلم فإنه يؤدي إلى انتشاره، إذا شعر الظالم بأن الجميع يخاف منه من شعب ونخب اجتماعية وسياسية فسيتمادى أكثر، الظلمة لا يمارسون الظلم والفساد إلا إذا وجدوا استعدادا وتكيفا لدى الأمة في مواجهتهم.

ونوه المشيمع بالقول إن الإمام الحسين عليه السلام كان يرغب أن تتحرك الأمة جميعا وتأخذ مسئولياتها مشيرا إلى أن ثمن تقاعس الأمة عن ذلك يكون ثمنه تعرض القلة الصابرة والصامدة إلى الاستهداف والقتل والقمع، مؤكدا أن المجاميع الصغير يسهل إيذاؤها وسجنها بعكس ما إذا وقف الجميع وتحمل مسئولياته، واستدرك قائلا إن القلة يمكن أن تحقق النصر إذا أخلصت لله سبحانه وتعالى وكانت مستعدة للتضحية والفداء وعملت بشكل مدروس ومنظم من أجل تحقيق مطالبها.

وأوضح المشيمع أن الإمام الحسين عليه السلام قد خلق بثورته المباركة لدى الناس الوعي وروح التضحية والفداء فأتت الثورات المتعاقبة التي أسقطت الحكم الأموي الجائر. كما أكد أن المؤمن لا يمكن أن يقبل بالظلم والإهانة حيث كان شعار الإمام الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة) وقال: نريد أن نفعّل دور الإمام الحسين عليه السلام في حياتنا لنغير هذا الواقع الذي نعيشه خصوصا في ظل سعي النظام لتغيير التركيبة السكانية لشعب البحرين وبقاء الملفات المتصلة بمعيشة الناس دون حل كأزمة العطالة والسكن وغيرها.

وأخيرا أكّد المشيمع أن هناك علاقة ورابطة واضحة بين الاستعداد للشهادة وبين صلة الإنسان وعلاقته بربه عزّ وجلّ.