لا للاستقالة من العمـل الاسلامي لا للاستقالة من العمـل الاسلامي بقلم : ابراهيم العـرب 7 – 10 – 2009 بسم الله الرحمن الرحيم ( وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ، وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) صدق الله العلى العظيم من المفاهيم الاساسية التى لابد ان ينتبه لها الانسان و يذكر بها نفسه ابدا ، أن حالة الهزيمة و الانتصار و النجاح و الفشل و الاقدام و التراجع و الثبات و التردد فى مسيرة العمل الاسلامي أنما هى مرهونة باعماله . و من الاعمال التى تسبب زلة الاقدام و الهزيمة و الفشل و التراجع و التردد هى ارتكاب العاملين للذنوب الكبيرة ، فالعمل الاسلامي و المسارعة الى الخيرات هى رحمة و بركة هابطة من رب العالمين على عباده المؤمنين الصالحين الصادقين ، و لكن حينما يرتكب المؤمن ذنوبا و يصر عليها مدة من الزمن ، فان من طبيعة تلك الذنوب أنها تحبس النصر و تبعث على الهزيمة النفسية و الحرمان . لذلك نجد ربنا سبحانه و تعالى فى الآيات الكريمة التى توجنا حديثنا بها يؤكد على هذه الحقيقة الدامغة فيقول :( وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) لماذا يتضرع و يدعوا الربانيون ربهم لكى يغفر لهم ذنوبهم و اسرافهم فيها ثم يدعون ربهم لكى يثبت اقدامهم و ينصرهم على عدوهم ؟ لأن نصر الله رحمة ، نصر الله بركة ، و رحمة الله و بركاته لا تنزل على قوم مذنبين ، و اذا رأينا أن هنالك فئة مؤمنة قد أنتصرت فى التأريخ فلابد أن نبحث فى سيرتها عن شروط النصر الالهى الذى حققته فى واقعها فأنتصرت . فكما أن طلب الرزق يحتاج الى صبر و تحمل المشاق و سهر الليالى لمدة ثلاثين يوما لكى يحصل الانسان على معاشه ، فكذلك التوفيق للاعمال الصالحة بحاجة الى أيمان و صبر و ثبات و تحمل الاذى . حالة الوهن و الضعف و الاستكانة و التراجع التى تصيب الانسان جراء ممارسته للعمل السياسي نابعة من الاخطاء و الذنوب التى يرتكبها ، فلكى يوفق الانسان المؤمن لعمل الصالحات فلابد له من الاستغفار و ترك الذنوب و التوبة الى الله ، يقول أمير المؤمنين ( ع ) : ( و لا خير فى الدنيا الا لرجلين : رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة و رجل يسارع فى الخيرات ) يعتقد أكثر المستقيلين من العمل السياسي أن توقفهم عن العمل سوف يساهم فى أيقاف و تأخرعمل الجمعية السياسية ، و لكن سنة الله أبت ألا بقاء العمل الاسلامي فربنا يقول ( و يستبدل قوما غيركم و لا تضروه شيئا ) و فى آية ثانية يقول ربنا (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ) قيادة العمل الاسلامي تحملت الكثير من المصاعب و المشاق و المشاكل فى الهجرة و فى السجون لكى تصل الى هذه الدرجة الرفيعة من الوعى و الثبات و الاستقامة و حسن الادارة، و طوال مسيرة العمل الرسالى فأن هنالك الكثيرمن العاملين ممن تزعزعت نفوسهم و تغيرت قناعتهم و تركوا العمل الرسالى رغبة عنه و الى غير رجعة و منهم من صبر و تحمل الفقر و الجوع و الغربة و الهجرة و السجن فجزاه الله على ذلك الصبر خير الجزاء . أن تربية النفس و الاتباع على الصبر على المكاره و تحمل الاذى فى جنب الله و الثبات على الحق و التواضع و أحترام الكبارو توقيرهم مسؤوليات كبيرة لابد من تحملها على أكبر وجه . و لئن من طبيعة العمل الاسلامي ان هنالك درجات و مراتب للعاملين وصلوا اليها نتيجة لاسبقيتهم فى العمل الرسالى و الجهاد و الهجرة و تحمل الصعاب فلا يمكن تجاوز تلك الطليعة المؤمنة المجاهدة فى طرفة عين . و من الامور التى تسبب استقالة العاملين هى طموحهم لبلوغ مستوى قيادي فى العمل الاسلامي فأذا لم يصلوا اليه فأذا بهم يتراجعون . فى الختام نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه و لا يستبدل بنا غيرنا و أن يغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا فى أمرنا و يثبت اقدامنا، انه سميع الدعاء قريب مجيب . |
الساعة الآن 07:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir