منتدى استراحات زايد - مريم الشروقي : مدينة شيكاغو البحرينية

http://up.damasgate.com/files/ixg10h2aqtvla6vk8yp6.jpg

مدينة شيكاغو البحرينية

للأسف الشديد... ويا لحزن مدينة الحد الحبيبة أصبحت وكأنها «شيكاغو البحرينية»، وهي التي كانت في يوم من الأيام مضربا لأهل الخير والأصل والكرم، ومثالا حيا لأخلاق الرجال البواسل، وقد أخرجت من بطنها رجالا أحرارا غيروا وجه التاريخ البحريني. أيعقل في أقل من ظرف شهر تتعرّض فيه الحد لحوادث اغتصاب واعتداء وضرب، ونرى ما نراه في الأفلام عن مدينة شيكاغو الأميركية؟
لا... بل لقد أصبحت الحد أسوأ من مدينة شيكاغو، وأصبحت الجريمة في أرفع مستوياتها داخل أحياء مدينتي الغالية، وبعدت الحد عن الأمن والأمان الذي عرفته في الماضي، حتى الأبواب أُغلقت وأوصدت على غير عادتها.
إن الذي يحدث في مدينة الحد ربما يكون نتيجة للتجنيس، وربما يكون نتيجة تداخل البيئات والثقافات الغريبة على منطقة لم يعرف أهلها إلا السلام والأمان، ولم يختلطوا ببشر من صنع لغة الغاب.
لسان أهل الحد يقول أوقفوا هذه المهزلة التي تحدث في مدينتنا، ولينهض نائبنا مدافعا عن حدّنا، ومُوقفا للوافدين الداخلين عنوة على أهلنا وناسنا، فالأمر في خطورة، ولن تتوقّف الجرائم إلا إذا استمع المسئولون لمطالب أهل الحد.
التعداد السكاني قفز بعد التجنيس بأضعاف مضاعفة داخل هذه المدينة الشيكاغوية، وقد كانت مدينتي الحبيبة في يوم من الأيام هادئة وأعدادها قليلة، أما الآن فإننا نختنق حتى من الهواء، لانفجار التعداد السكاني في مدينة الحد، ولدخول أمم لم نعهدها ولا نعرف تقاليدها، وجُلّ ما تعرفه عن بعضها بأنّها مجموعة من غير المتحضرين، وإن كنت لا تصدّق ابحث في أثر المشكلات والمشاجرات والسرقات والاعتداءات وغيرها، وستجد بأنّك محاصر لا محالة بين غابات أخلاقية سيّئة، وفي مجتمع لا يعرف إلا قانون الغاب!
أين الحد القديمة التي كنا نتغنّى بها؟ وأين تلك الأيام الفانية التي كنا نرى فيها البحر ونستمتع بتعدادنا ونفتخر بهويّتنا؟
لقد ضاعت أصول أهل الحد، وباتت مدينة تكثر فيها الاعتداءات والسرقات والمشاجرات، وبعدت الأصالة والعفّة وحسن الخلق، فالقضية بدأت في التداخل وتمشكلت في التداخل أيضا! انظروا ماذا حدث في مدينة خرّجت العلماء، فالأمر لا يمكن الصبر عليه طويلا.