منصور الجمري من السياسية إلى الرياضة ! انتصار المنتخب الوطني لعل الفرحة التي عمت البحرين مساء الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول الجاري) تعبر عن الإخلاص والحب للوطن، كما تعبر عن العزيمة التي لا تخضع للهزيمة. فالمنتخب البحريني لم يتفوق من قبل بهذا الشكل على المنتخب السعودي، وكانت السعودية منتصرة لامحالة بعد أن سجلت هدفها في ملعب الملك الفهد الذي يسع 70 ألف متفرج (والمشجعون البحرينيون لا يتجاوزون الألفين بينما السعوديون ربما فاقوا 50 ألفا)، ولكن المنتخب البحريني - وبفضل عزيمته الصلبة وإيمانه بقدراته - سجل هدفه الحاسم في اللحظة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. وعلى هذا الأساس فإن البحرين ستلعب في مباراة الذهاب مع نيوزيلندا في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، وبعدها ستلعب في مباراة الإياب في نوفمبر/ تشرين الثاني2009، وبإذن الله تحقق نتائج النصر، لكي تتمكن من اللعب - لأول مرة - في مونديال جنوب إفريقيا 2010. انتصار فريق كرة القدم انعكس بشكل مباشر على وجوه المواطنين في كل مكان، وانقلبت الأحاديث من السياسة وانفلونزا الخنازير إلى النصر الذي تحقق بشكل مذهل، وكيف كان المعلق الرياضي البحريني محمد سويد يتفاعل مع المباراة ويبكي بعد تسجيل الهدف الثاني، ويهتف بكلمات تعبر عن الولاء الحقيقي للوطن. لم يصدق المعلقون الرياضيون الذين قالوا: «إن هدف التعادل سيأتي في هذا الوقت القاتل بعد هدف السعودية القاتل وبعد دقيقة واحدة فقط، ولكن عدالة السماء أحقت الحق بهدف أغلى من الذهب من رأسية الداهية إسماعيل عبداللطيف ليعود إلى البحرين بآمال وطموحات مواصلة المشوار حتى النهاية وتحقيق الحلم المنتظر». إن وصول البحرين إلى مستوى يؤهلها لأن تكون على وشك الوصول إلى كأس العالم بعد الفوز على العملاق السعودي سيبقى مجالا خصبا للمحللين والمعلقين الرياضيين... فإمكانات البحرين لا تعادل شيئا بالنسبة لإمكانات السعودية، ومع ذلك تحققت النتيجة المفرحة. ما يهمني هو كيف ستستفيد الجهات الرسمية من هذا النصر على المجال الوطني. فلقد كنت ممن يتصل بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة في الفترة الأخيرة لحثهم على مساعدة نادٍ هنا ونادٍ هناك في ترتيب ملاعب كرة القدم، ولست الوحيد في ذلك؛ لأن جهودي الرياضية تقترب من الصفر مقارنة مع الذين أمضوا عمرهم في هذا المجال وهم يتوسلون بأن تهتم الجهات الرسمية بالعنصر البشري البحريني الذي يحقق الفوز وينشر الفرح بين الناس. إن على الجهات الرسمية أن تنفذ الوعود والخطط الخاصة بتوفير البنية التحتية التي يمكن من خلالها تنمية القدرات الرياضية البحرينية، بحيث يتجدد العطاء بدلا من هدر الطاقات وتسويف الوعود... نعم، إننا ولكي نفرح دائما، كما فرحنا مساء الأربعاء الماضي، فإن على الجهات المعنية أن يستخلصوا الدروس مما حصل، وأن يتوجهوا إلى بناء الكفاءات الوطنية التي تجلب العزّ والفخر |
الساعة الآن 02:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir