هل حاول الرسول صلى الله عليه واله وسلم الانتحار السيد فضل الله يقول لا
 

محاولة النبيّ الانتحار:

س: في رواية للبخاري، أنّ الرسول محمّد(ص) صعد إلى قمّة جبل وأراد أن ينتحر، لأنّ الوحي انقطع عنه، فما رأيكم في ذلك؟

ج: حدّث العاقل بما لا يليق، فإن صدّق فلا عقل له.

إنّ النبيّ(ص) كان يعرف نفسه نبيّاً مرسلاً من قبل الله سبحانه وتعالى، وأمّا قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[الضّحى:3]، فليس المقصود به أنّ النبيّ(ص) كان يدّعي أنّ الله أبغضه، ولكنّ هذا الكلام كان كلام المشركين في هذه المسألة. أمّا النبي(ص)، فكان الّذي جاء بالصدق وصدّق به، كان هو الصّادق الأمين الذي يصدّق بما أرسل به من قبل الله سبحانه وتعالى. ولذلك، لا يمكن أن يكون في شكٍّ من أمره. ثم لو فرضنا أنّه كان عنده شكّ، فإنّه يطلب من الله أن يعطيه اليقين: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر:99]، لا أن يصعد إلى قمّة جبلٍ ويحاول الانتحار. هذا كلامٌ لا معنى له. ومن خلال ذلك، نعرف أنّ ما يقوله إخواننا من المسلمين السُنّة من أنّ البخاري صحيح في كلّ أحاديثه، هو قول ليس دقيقاً، لأنّه لا يمكن أن يكون هذا الحديث صحيحاً.

فرقة الزيديّة:

س: هل يمكن اعتبار الفرقة الزيديّة مذهباً له مقوّماته؟

ج: نعم، هم من فرق الشّيعة الذين يلتقون معنا في الإيمان بإمامة أمير المؤمنين علي(ع) والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ثم ينطلقون من عليّ بن الحسين إلى زيد بن علي. ولهم فقهٌ واسع، ولهم خطوط مذهبيّة واسعة في الكتب التي تركها علماؤهم ووضعوها بين أيدي النّاس.

بَشريّة المعصومين:

س: بعض الخطباء اليوم يقول إنّ أبدان المعصومين(ع) تختلف عن أبدان بقيّة البشر، ويدلّل على ذلك بالنّار التي لم تؤثّر في إبراهيم(ع)، وأنهم لا يحتاجون إلى قضاء الحاجة، ودلّل على ذلك بآية التّطهير؟

ج: هذا إنسانٌ لا يفهم القرآن جيّداً؛ أمّا إبراهيم(ع)، فكانت المسألة تتعلّق بإنقاذه من أيدي المشركين الذين أرادوا أن يقتلوه، وقد صرّح الله بهذا في كتابه: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء:69]، فالمسألة انطلقت من خلال معجزة إلهيّة حوّل فيها النّار إلى عنصر بارد لا يُحرق من أصابه، وليست المسألة متّصلةً بخصائص المعصومين(ع)، بل هي من الأمور التي تختصّ بإبراهيم(ع) لإنقاذه من القتل على يد المشركين.

أمّا مسألة آية التّطهير، فليس المراد من التّطهير أنّ الله طهّرهم من قضاء الحاجة، لأنّ مثل هذا التّفسير للآية يقتضي أن لا تصيبهم جنابة، ويقتضي أنّه ليس عندهم دماء، لأنّ الدم نجس، وليس عندهم بول ولا غائط، لأنهم لا يتبوّلون ولا يتغوّطون، مع أنّ الله يؤكّد بشريّة الأنبياء والأولياء والأوصياء.

هذا فهمٌ لا قيمة له، لأنّ المراد من قوله تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب:33]، هو العصمة، التي تعني التّطهير من الذنوب، والتّطهير من القول الباطل، والتّطهير من الخطأ.

حفظ القرآن:

س: لماذا حفظ الله تعالى القرآن فقط؟ ولماذا لم يحفظ الإنجيل والزبور؟

ج: لأنّ القرآن هو الكتاب الذي يمتدّ في مسؤوليّة النّاس عن العمل به إلى آخر الحياة، بينما بالنّسبة إلى الإنجيل والتّوراة، فإنهما ليسا بهذه المثابة، وإن كان الله تعالى قد بيّن لنا في القرآن بعض ما جاء في التّوراة وبعض ما جاء في الإنجيل، وبعض ما جاء في الزّبور.

برهان عقيدة التّثليث:

س: هل يوجد برهانٌ لأحد رجال الدّين على قضيّة التّثليث؟ وفي رأيك، ما أفضل الطّرق لمواجهة هذه العقيدة الخاطئة؟

ج: لقد عشنا في وسط مسيحيّ، ولكنّهم لا يدخلون في مسألة الاستدلال على عقيدة التّثليث، لأنهم يطلقون المسألة كما لو كانت من المسلّمات.

وقد تحدّثنا في عدّة محاضرات حول خطأ هذه العقيدة، كما في محاضرة اليوم، والمحاضرة السّابقة.

روايات نزول المسيح:

س: ما مدى صحّة الرّوايات التي تقول إنّ المسيح(ع) ينـزل ويصلّي خلف الإمام المهدي(عج)؟ وهل هذا الأمر من الثّوابت؟

ج: وردت من طرق الخاصّة والعامّة العديد من الروايات التي تدلّ على هذا المعنى.


http://arabic.bayynat.org.lb/books/nadwas/